facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن في الفكر والوجدان


د. عائشة الخواجا الرازم
05-11-2021 12:18 AM

أردنُّ يا نـوراً يُغنَّـي للقُــرى

قَدْ شيَّدَ الأحبابُ صَرْحَكِ أخْضَـرا

فالحبُّ يَفْرِشُ في الرَّوابي سِحْرَهُ

وَيَرَومُهُ العشَّاقُ من كلِّ الـوَرَى

فاحَتْ أزاهيرُ الشَّـذَى فَتَأهَّبـوا

لَرَذاذ فردَوْسِ تراشَقَ جوْهَــرا

إمَّا سألتُمْ عَنْ أصـولِ عيونِـهِ

تجدوا نجومَ الصُّبْحِ تغْمِزُ للسُّرَى

وَتَرُشُّ حبَّاتِ النَّـدى مُبْيَضَّــةً

دُرَّاً على جيـدٍ تَناغَـمَ أسْطُــرا

فإنْ التقطْتُمْ من حبوبِ بِذارِهــا

فالطَّيْـرُ مِـنَّا للتَّرانيـمِ انْبَــرى

في الجوِّ أجنحةُ السُّنونو صَفَّقَتْ

وكأنَّها تدْعو الضّياءَ الأصْفَـرا

لِيُوَشِّـحَ الدُّرَّ الجميـلَ بلوْنِـــهِ

وَيَشُّكَّهُ بِخُيوطِ فجْـرٍ نــوَّرا

وتغارُ جوْهَرةُ العروسِ من السَّنـا

وكأنَّهُ يَهَبُ الجواهِرَ للثَّــرى

فيفوحُ من عَبَقٍ تحلَّـى وَجْهَــهُ

نَفَسٌ تسلَّلَ للنَّسائِـمِ عَنْبــرا

يَهْفو لَهُ النُّوَّامُ من سِنِة الكَــرى

يَسْتنشقون عبيرَهُ المُسْتنفِـرا

وَتَرى تُرابَ السَّهلِ يحْتضِنُ النَّدى

وكَعاشِقٍ رَشَفَ الرُّضابَ وأسْكِرا

والتفَّ حوْضٌ للميـاهِ مُشاكِســاً

لِيُقِّيدَ الغُدْرانَ مَهْلاً قَدْ جَــرى

وَيَعودَ مختالاً كَما هَطْلُ الهَــوى

وَمُشَكَّلاً حَوْلَ الزُّنودِ أسـاوِرا

مُتَسارِعاً كالسَّيْلِ لاقـى خلَّــهُ

عُشْباً خجولاً غَطَّ رأساً ما دَرى

أنَّ الخصوبَةَ في لِقـاءٍ عــارِمٍ

ما تفْتأ الأعشابُ حتىَّ تَكْثُرا

وَيَدُكّ ساحَ الأرضِ رعدٌ بـارقٌ

وَيَهِلُّ غَيْثٌ للتُّخومِ مُزَمْجِــرا

وَتَهِبُّ ريحُ الكونِ من حُجُراتِـها

وتشقِّقُ الصَّفحاتِ جمْراً أحْمَرا

وَيَهيجُ بالفلاح نبضُ مُــزارعٍ

أشْفى النَّوازعَ كومُ قمْحٍ لا يُرى

إنْ كُنْتُمُ اليوْمَ اسْتطعْتُمْ زرْعَـهُ

فلأنَّكُمْ للصَّحْوِ سِرْتُم باكِــرا

...

يعْفو الظَّلامُ عن العيونِ مُجَرْجِراً

أذْيالَـهُ من دونِ أنْ يَتَعثَّــرا

فَتَغَنَّتِ الأطيارُ في عشِّ الـرِّضا

وتبسَّمَ الفجْرُ الضَّحوكُ واسْفَرا

مِنْ زَقْزقاتِ البلبلِ الشَّادي الـذَّي

صحَّى الجفونَ النَّاعساتِ من الكَرى

يهْفو يُنادي الوردةَ الحمْراءَ كَـيْ

تَرقــى ببرعُمِهــا ولا يَتَكَسَّــرا

ويقولُ : ـ أسْعِدتُمْ صَباحا « يا هَلي «

حنُّـونُ عمَّانَ انْتَشى فوْقَ الــذُّرى

أردنُّ يا نبعَ الحنانِ رُبى الفِــدا

أعْطي الحبيبَ وضُوءهُ والكوْثَرا

هلاَّ فتَحْتِ لَـهُ قَواريـرَ النَّــدى

قَدْ جاءَكِ النَّائي لِكيْ يَتَعَطَّــرا

عَطِشاً يجفُّ الرِّيقُ من ظَمَأِ النَّوى

يا أمُّ جُئْتُكِ أشْتَكـي مُتَحَسِّــرا

وأغذُّ من سَيْري إذا التـفَّ الهَنـا

حوْلي لِيُهدِينَي شعوراً عاطِرا

كانَ الشَّقاءُ لِبُعْدِ عيْنـي مُطْبِقــا

فَغَدَوْتُ عنْدَكِ بالحنانِ مُدَثَّرا

كان الشُّحوبُ على جبيني فاحْتَوتْ

وجُهي النَّضارةُ، صرتُ وجهاً أنْضَرا

هَصَرَتْ ظلامي مُهْجَتي وَدَفَنْتُـهُ

كالسَّيفِ في غِمْدٍ وجئْتُكِ مُبْصِــرا

لم يسْتطِعْ قتْلي وأثْلَمَـهُ الحَشـا

وأذابَ حدَّ الذَّبْحِ، والسَّيْفُ اهْتَـرى

هُم يعْلَمونَ بنارِ حبيِّ اصْطَلـي

جوْفَ الضلوعِ وكَمْ فُؤادي سُعِّــرا

لمَّـا تلَقَّتْني الحبيبـةُ زغْــرَدَتْ

فَخَجِلْتُ أنْ آتيـكِ ابْنـاً زائِــرا

صلَّيتُ .. قبَّلتُ التُّرابَ بِخافِقي

وعَزَفْتُ بالنَّبضِ التِصاقي بالثَّرى

أيْقَنْتُ أنِّي مـن دِمـاكِ مُعَـمَّدٌ

من عمَّدَتْهُ الأمُّ جـاءَ مُفاخــرا

أردنُّ لي مِنْ دمْعِ أمِّي قِربــةٌ

تسْقي الصَّديقَ لو التَقَتْهُ مُبشِّــرا

ويُصافحُ الكفَّينِ مِنْهـا بـاسِما

قَـدْ عادَ طفْلُكِ مِنّ ندائِكِ ظافِرا

وَرَشَفْتُ ماءَكِ صافِياً مُتَرَقْرِقا

فكـم اكْتَوَيْتُ بُعَيْدَ دمْعِكِ عاثِرا

لو تعْلمينَ ؟ فُروعُ صَدْري خُلِّعَتْ

وَتَناثَرَتْ، شُدِّي غُصوني للعُرى

منْ دونِ مِهْباشِ المضافَةِ قَهْوتي

ظلَّتْ بـلا طَعْمٍ .. وذوْقي كُــدِّرا

اشْتَقْتُ لْحنَ السَّامِرِ اشْتَقْـتُ الصِّبـا

رُدِّي إلىَّ رَبـابَتي، والغُنْــدُرا

لمَّا تَهَجَّرَ صُحْـبَةٌ من مَـوْئلٍ

وَتَفَـرَّقَ الشُّبَّانُ والبيْنُ افْترى

يمَّمْتُ نحْوَ القادِمينَ لعلَّنــي

أجـدُ الهدايا تحْتوي لي مَنظَرا

وأسائلُ الأصحابَ عنْ بئرِ النَّدى

أمِياهُهُ العَسَلُ اشْتَهَتْني مَصْدرا ..؟

فَلَكَم شَربتُ بصحْنِ كفيِّ شَهْـدَهْ

واللِّهِ .. ظَلَّ لَهُ الفؤادُ مُجـاوِرا

أمْ أنَّ أهْل « صويحبي « رَحَلوا المسا

وَرِحالُهُم خلَّتْ جِواري مُقْفِرا ..؟

يا ليتَ من شوْقِ الفؤادِ بعثْتُ مِـنْ

رَعَشاتِهِ مِرْسالهُ والمُخْبِــرا

فطريقُ بَيْتِ الوادِعينَ يَشُددُّني

فَأخالهُ أنْوارَ وحْيٍ قَدْ سَــرى

أردنُّ .. ما كُلُّ التَغَرُّبِ يَفْتَدي

حَبَّاً بِرَمْلِكِ، جئْتُ آسَفُ حائِرا

أردنُّ إبْريقَ العِطاشِ، دواءهُمْ

وَصَلَ العريبُ، فَهَلْ لَهُ أنْ يُعْذرا ؟

مدَّتْ يَدَينِ مِنَ المآذنِ كَبَّــرَتْ

قَدْ عادَ أحبْابي وَلي أنْ أكْـبَرا

فيهِمْ أصوغُ شَبابَ عُمْري للدُّنى

نشْوانَ روحٍ، حالُهُ أنْ يُنْظرا

ليقولَ، أهْلُ الكوْنِ باركَ ربُّـنا

بالعاشِقينَ، الهائِمينَ، تَخَيُّرا

والآيِبينَ، الحامِليـنَ دماءهـمْ

مصْباحَ نورٍ للذُّرى كَيْ تُقْمِرا

فتلاعَبَتْ سُحُبُ الفضاءِ بِياهَلا

وَسَكْنتُ في صدْرٍ تجلَّى عامِرا

وَسَمَوْتُ في حِضْنِ الغيومِ مُحَلِّقاً

لمَّا مَضيْنا للبلادِ سَرائِــرا

وَتَلألأتْ كُلُّ النُّجـومِ لموْطِنـي

أضْحَتْ مَنازِلُنا وَميضاً آسِرا

وجفونُنا حَرَسَتْ صُنوبَـرَ خُضْرةٍ

بلْ عرَّشَتْ فوْقَ التِّلالِ لتعْمُرا

يا مَنْ سمعْتُمْ عَنْ جداولِ مائِنــا

قَدْ سالَ قَلْبي للحبيبةِ أنْهُـرا

لكنْ .. لو اشْتقْتُمْ مناهِـلَ حُبِّنا

لَشَربْتُموا كأسَ الوِدادِ الأغْـزَرا

حتىَّ تَفيـضَ مياهُـهُ دفَّاقَـةً

وَيَزيدَ إيماني وأبْقى ساهِـرا

* * * * *

دب الحنين في وجدان الشاعرة وهي في غربتها بعيداً عن الوطن، وعند عودتها فاقت القصيدة دمع المغترب.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :