facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قلق بوتين يتكرر .. ماذا خلف الكواليس؟


د.حسام العتوم
17-11-2021 11:40 AM

لقد أصبح واضحا للعيان بأن قلق رئيس الأتحاد الروسي فلاديمير بوتين , ووزارة الدفاع الروسية بقيادة الجنرال سيرجي شايغو, و عموم روسيا بخصوص الحراك العسكري الأمريكي و حلف ( الناتو) المتكرر في المياه الإقليمية الروسية و الحدود البرية تكرر أيضا . و هدف أمريكا و معها ) الناتو( كما يبدو لي كمراقب سياسي من وسط الشرق العربي هو إستعراض للقوة , و لأثبات بأن أمريكا و حلفها موجودان , و بأن لهما أحقية التجوال في المناطق الحساسة و المحظورة وفقا للقانون الدولي و الشرعية الدولية . و تماما مثلما هي أمريكا ومعها أوروبا و جناحيهما السياسي و العسكري متلاصقان و يقودان القطب الواحد , يهدفان ذات الوقت للسيطرة على أركان العالم , و لا يرضيهما النهوض السياسي الملتزم بالقانون الدولي و العسكري الروسي فوق النووي و فوق الصوتي و التكنولوجي الفضائي . و يرغبان أي أمريكا و ) الناتو( في الأستفراد و الأستقواء على العالم و على روسيا أيضا , ألتي تعاملهما من زاوية الند للند . و كما أن أمريكا و أوروبا يشعران بالتفوق الأقتصادي , ظهرت قوتان عالميتان مثل روسيا و الصين أشعرتهما بالتفوق المقابل , و حجم التبادل التجاري الصيني الأمريكي ) 586,72 مليار دولار( خير شاهد , و إنخفاض حجم التبادل التجاري الروسي الأمريكي و الذي هو بحجم (63,5 مليار دولار ) الان له أسبابه في المقابل . و مشروغ الغاز الروسي 2 صوب ألمانيا و أوروبا حديثا هذا العام 2021 , أعطى معنا جديدا لم يدخل في حسابات الغرب الأمريكي , و بدأت تظهر عليه حسابات جيوسياسية تحت علامة إستفهام كبيرة من طرفهم , ومن جانب أوكرانيا أيضا .

فلماذا تحديدا هي أمريكا و حلفها ( الناتو) يصران معا على إستهداف الحدود الروسية البرية و المائية كذلك بالقرب من إقليم (القرم) المسلح نوويا من طرف روسيا و مزود ببارجة نووية روسية عملاقة على شواطيء (سيفاستوبل ) , بشبكة صواريخ باليستية نووية وببوارج نووية أمريكية و للناتو أيضا في المقابل ؟ وهل إستصعبت أمريكا على نفسها إشتراكها إلى جانب روسيا السوفيتية و عموم السوفييت في الحرب العالمية الثانية 1939 1945 , و إنتصارهما معا على العسكرتاريا الهتلرية ؟ وهل حراكهما العسكري هذا مجرد حرب أعصاب , و الطرفان الغربي و الروسي الشرقي يعرفان بأن مجرد التفكير بحرب عالمية ثالثة خطيئة تاريخية جديدة لا تغفر , و بأن نتيجة مثل هكذا حرب ستكون خاسرة و مدمرة لا محالة للطرفين فوق النوويين المتحاربين ؟ و تعطي إشارات من شأنها إنهاء البشرية و حضاراتها , و إعادتها إلى ما قبل التاريخ , و إلى عصر الحجارة و الكهوف و الرماد ؟ دعونا نناقش ذلك ؟

لقد خرجت أمريكا طوعا ومن جانب واحد عام 2019 من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي وقعت عام 1987 في عهد ريجان – غورباتشوف و التي هدفت وقتها لمنع حدوث حرب عالمية مفاجئة . و خرجت أمريكا من الأتفاقية النووية الأيرانية الموقعة عام 2015 بعد التشاور مع إسرائيل , و عادت اليها حديثا عام 2021 بعد خسرانها الحضور وسطها الى جانب روسيا و دول العالم , و هي التي أطلق عليها إسم ( 5+1) بهدف تقليص البرنامج النووي الأيراني مقابل رفع العقوبات عن إيران . وزجت أمريكا ذاتها بالأزمة الأوكرانية المتصاعدة منذ عام 2014 بعد الأنقلاب على فيكتور يونوكوفيج الموالي لروسيا , و تعاونت مع حقبتي بيترو باراشينكا و فلاديمير زيلينسكي المنقلبان على السياسة الروسية 24 درجة , و بمساندة من التيار البنديري المتطرف الذي لا يعترف بحقائق التاريخ المشترك الأوكراني - الروسي في زمن المجاعة السوفيتية الواحدة ( G0L0DOM0R) و الحقبة السوفيتية 19241991 , خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية ( العظمى ) , و نشرت أمريكا قواعدها في غرب أوكرانيا مخالفة الدستور الأوكراني نفسه .

وفي هذا العام 2021 إجتازت المدمرة االأمريكية (chafee) بتاريخ 15 أكتوبر منطقة المياه اليابانية المحاذية للحدود المائية الروسية , و بتاريخ 26 حزيران 2021 إخترقت المدمرة البريطانية Defender منطقة مياه ( القرم) الروسي . و بالمناسبة أمريكا لاتعترف بأحقية روسيا على جزر الكوريل التي سيطرت عليهن في الزمن السوفيتي نهاية الحرب العالمية الثانية , و لا تعترف أيضا بإقليم ( القرم ) تابعا لروسيا , و هو الذي يحتضن في كنفه الأسطول النووي الروسي وسط بحره الأسود . و حديثا قبل أيام تدخل المدمرة الأمريكية ( تروكسون ) مجال البحر الأسود و تقترب من القاعدة الروسية الثابتة , و ترافقها طائرات حربية روسية هناك ثم تغادر بعد مطاردتها بطائرات هوليوكابتر روسية – عجبي ! . و المثير للأنتباه هنا هو أن أمريكا و روسيا تحديدا لم يبتعدا زمنيا عن مؤتمر جنيف 2021 الذي شكل كتابا أبيضا و مرحلة جديدة من شأنها اسدال الستار عن الحرب الباردة بكامل تاريخها و ما رافقها من سباق تسلح ملياري دولاري و ضع عموم البشرية في مربع التخلف التنموي . و السؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا هو إلى أين هو ذاهب العالم اليوم ؟ و أين نحن من أمن العالم , الهدف و الغاية و الطموح؟ ولماذا لا تلتزم كبريات دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالقانون الدولي و الحدود البرية و المائية الدولية ؟
دعونا نتأمل ؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :