تابعتُ مثل غيري خبر وفاة الطفل أمير؛ والتبرع لتخريج طلبة الجامعة. المرض والفقر واحدٌ يتبع الثاني. تعددت أسبابهما ولن يختفيا من حياتنا. سُنَّةٌ بشريةٌ قاسيةٌ. تعالجها المجتمعات والحكومات والأفراد أو تحاول معالجتها وتوثقها الدراسات والبيانات. خط الفقر والمنحنى الوبائي وطول العمر وكم من العمر قضيت بلا مرض وهكذا دواليك. الاستثمار في التعليم والاستثمار لخلق العمل والاستثمار في الصحة وقروض المصارف والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي كلها وسائل لتجنيب الإنسان فاقةَ الفقر والمرض. لكن من بين كل هذه الوسائل يتسلل المرض لينهي حياة أمير ويمنع الفقر تخريج طالب.

بالطبع نحن نحتاج الإحسان، بجانب الصرف الحكومي. الإحسان ببذل المال والجهد يرفع من أعباء المرض والفقر ولا ينهيهما. لكن إحساننا قد يحتاج منهاجاً. إسمه الوقف. عِلْمٌ إسلاميٌ هو عالمٌ من البذل الإحساني المتواصل والمتجدد.

أعتقدُ أن المطلوب هو حَصْرُ عددَ و نوع المؤسسات الخيرية الأردنية ومصادر تمويلها واستخداماتها ومعرفة كيف تستطيع مواجهة احتياجاتٍ مرضيةٍ و تعليميةٍ. و المطلوب الثاني هو تأسيس صندوقي وَقْفٍ مخصصين للعلاج والتعليم يتم رفدهما بالمال الشخصي للمتبرعين بالصدقة والزكاة. هذا إن لم يكن هناك مثيلٌ لهذين الوقفين. وإن كان، فالسؤال: أين هما من أمير وأمثاله والطالب الفقير؟