عنوان المقال اضطراري وليس اختياري فمن الحكم الشعبية والأقوال المأثورة التي تقدمها للصديق عندما تشاهد انه من الممكن أن يتعرض لارتكاب خطأ ما فنبادر فورا لتقول له " عد للعشرة "، وكأنك تقول له تريث ولا تستعجل في اتخاذ القرار. ولأننا نحترم ونجل هذا الأقوال والحكم والمأثورات الإنسانية النبيلة اضطررت للبدء في هذه المقدمة لكي اوجه النصيحة للنساء الاردنيات اللواتي يلجأن لطلب الخلع من ازواجهن. اتفقنا على العنوان ومدلولاته ، فلنبدأ في المضمون ، فالبحث في الأرقام ذات الصبغة الاجتماعية مزعجة ومقلقة، لأنها بحاجة إلى متابعة ودقة في التحليل ، فتفسير الأرقام والوقوف على الأسباب الجوهرية لحدوثها بحاجة إلى خبرة ودراية لوضع الإصبع على الجرح النازف وتحديد مكامن الخلل ، والذي للأسف الشديد يزداد نزفا ، وللعادات والتقاليد والقيم خرقا ، ويؤدي إلى مزيد من القهر والبغض والتفكك الأسري والانهيار الاجتماعي .

الراصد والمتابع لموضوع " الخلع " في الأردن يصاب بالحيرة والدهشة والانفعال ، فالأرقام في ازدياد مستمر منذ نهاية عام 2001 وهو العام الذي بدأ فيه إقرار منح المرأة الأردنية حق طلب الخلع من زوجها ، " يا سامعين الصوت ويا قارئي الحروف " يا سادة ، يا كرام ، يا أخواتي الفضليات ، ويا شقيقاتي الغاليات ، يا نساء الوطن ، يا عالم اسمعوني ، اقرأوا ودققوا في الأرقام التي تزداد عاماً بعد عام ، فالرقم كان (570) قضية خلع في عام 2002 ، ارتفع الى ( 739) قضية ، ثم ارتفع الى ( 1002) قضية في عام 2004 ، وفي عام 2005 سجلت (1119) قضية ، واستمرت الأرقام في الارتفاع الجنوني حيث وصل عدد القضايا ما مجموعه ( 10957 ) قضية في نهاية عام 2008 ما بين قضايا مدورة وواردة وقضايا مفصولة ومسقطة . وفي عام 2009 تم تسجيل( 1422 ) دعوى منها( 407 ) قضايا مدورة كما تم تسجيل 298 قضية حجر تراوحت بين الحجر على أشخاص مجانين أو معاتيه أو مفلسين.وهذا يعني أن عدد القضايا تضاعف عشرون ضعفا خلال الفترة ( 2002 – 2009 ) ونستنج أن طلب الخلع أصبح موضة وغيرة وتقليد وسلاح تمارسه الزوجة عند تعرضها الى اي موقف من زوجها ، والمزعج والمقلق ان حالات خلع مسجلة لسيدات تجاوزن العمر (60) عاما أي حالات خلع بين الجدات.


وبعد،،، نتفق في أبجديات علم الاجتماع على انه لا يوجد سبب واحد يؤدي للطلاق أو طلب التفريق والخلع ، ونتفق في أبجديات العلوم الإدارية على أن الإدارة التنظيم أساس النجاح ، وننظر وندقق في العادات والتقاليد الأردنية المتعلقة في شؤون الزواج فنجد انها من اروع العادات والتقاليد حيث يتم الزواج في مراحل منظمة لإتمامه بدءا من طلب العروس والاتفاق على الشروط والخطوبة وعقد القران وإقامة الأفراح لإعلان الزواج ، ونتيجة لهذه المراحل المنظمة نتطلع إلى ان يكون الزواج مستقرا وان تكون السعادة الزوجية والمودة والتعاون والإيثار والعفة المشتركة والتسامح والاحترام المتبادل بين الزوجين هي الغاية المثلى للزواج ، وننطلق في هذا العمل من القول المأثور " أعقل وتوكل " ، ولكن الأرقام مليئة في الأورام وتؤكد إننا لا نعقل ولا نتوكل .

مسك الكلام ،،، يا نساء الأردن تريثن،وعدوا للعشرة، إننا أمام قضية مقلقة وتفكك اسري خطير ، يؤدي إلى المزيد من المعاناة والمرارة والألم للازواج والأولاد والمجتمع الأردني .

Ohok1960@yahoo.com