facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهيلان يتخرج من الجامعة بعمر الـ 69 ويتطلع إلى المزيد .. ما قصته؟


06-12-2021 12:19 PM

عمون - منذر الفاعوري - من قال إن تحقيق الأحلام يرتبط بسن أو مرحلة عمرية معينة!، على العكس تماما وإثباتا أن طلب العلم يبدأ من المهد ويستمر حتى اللحد، وبكل قوة وعزم وإصرار وإرادة، حصل رجل على مشارف السبعين من عمره على شهادة البكالوريوس في تخصص العلوم السياسية من جامعة آل البيت وبتقدير إمتياز، ليسجل فارقة وبارقة أمل كأكبر خريج بين طلبة الفوج الثالث والعشرين في جامعة آل البيت.

علي أحمد هيلان "أبو أحمد" يروي لـ عمون كيف عقد العزم بعد "69" عاما لإكمال طموحه وتحقيق هدفه رغم كل مصاعب الحياة التي مر بها، ورغم ضيق الحال، وكيف واجه أسئلة كان يعتقد البعض أنها قد تكون "محرجة له" ويقول، إنه أنهى مرحلة الثانوية العامة سنة 1973 فرع علمي وحصل على معدل 81%، حيث كان إنجازا كبيرا في ذلك الوقت لصعوبة الدراسة ولقلة من كانوا يتوجهون للتعليم نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة، إضافة الى أن الأهل كانوا يفضلون تشغيل أبناءهم لمساعدتهم لتلبية متطلبات الحياة.

* البداية الصعبة والتحديات التي واجهها في مسيرته

يضيف الهيلان، توجهت بعد نجاحي بالثانوية العامة للدراسة في الجامعة اللبنانية في العاصمة بيروت وإخترت تخصص آداب اللغة الانجليزية واستمرت دراستي لسنتين إلا أن أحداث الحرب الأهلية التي بدأت تظهر بوادرها هناك دفعتني الى العودة للاردن، حيث توجهت الى العمل بعد ذلك في مجال الكهرباء المنزلية وبقيت أعمل طوال حياتي في هذه المهنة وتزوجت ورزقت بولد واحد "أحمد" وربيته وعلمته وساعدته في مواد الرياضيات والفيزياء والانجليزي حتى أكمل دراسته الجامعية عام 2017 وللأسف ما زال يبحث عن عمل، وبعد سنوات الخدمة أُحلت إلى التقاعد عام 2014 ولكن لم أنسَ طموحي في إكمال دراستي.

* دوافع العودة للدراسة بعد سنوات طويلة وأبرز المواقف

يتابع أبو أحمد، كنت طوال حياتي قارئا جيدا ومواكبا للقضايا العامة ومتابعا لجميع الأحداث الوطنية والعربية والدولية، الأمر الذي دفعني الى التوجه الى جامعة آل البيت واختيار تخصص العلوم السياسية، مؤمنا أن الإنسان لا يتوقف طموحه وعطاءه عند فترة زمنية أو مرحلة معينة وإن واجهته بعض الظروف أو الصعاب فالحياة تحديات وعلى أي شخص أن يترك بصمة وان يساعد في رفعة وطنه وقضايا أمته، وبعد اربع سنوات تخرجت من الجامعة وحصلت على شهادة البكالوريوس بمعدل "78.07"بتقدير إمتياز ولله الحمد.

ويذكر الهيلان أنه تعرض الى الكثير من المواقف التي رافقت مسيرته الجامعية أولها كان سؤال موظف التسجيل عند قدومه لإختيار التخصص "جاي تسجل لإبنك"؟، فرد عليه بإبتسامة "لا والله إلي"، وفي موقف آخر وهو السؤال الأكثر حضورا وإلحاحا كان من زملائه الطلبة الشباب هو "ليش في هذا العمر قررت تكمل دراستك الجامعية"؟ فكان يرد عليهم بروح وطاقة إيجابية تعلوها إبتسامة رقيقة "يعني إنتوا توخذوا شهادة بكالوريوس وأنا لا..!"، واستذكر ايضا انه كان داخل امتحان ولمح الدكتور احد الطلبة يحاول ان يغش من ورقته فطلب منه الدكتور ان يجلس في المقعد الأمامي فقال زملائه الطلاب والطالبات "يا دكتور هاض لا بغش ولا بغشش حدا"، مشيرا الى أن تقدمه بالسن لم يكن عائقاً أمامه بل كان حافزا لمزيد من العطاء والإنجاز، ناصحا الطلاب بعدم إضاعة الوقت والتركيز في الدراسة والإبتعاد عن كل ما يؤخر مسيرتهم التعليمية داخل الجامعة.

* ماذا يخطط الهملان بعد شهادة البكالوريوس؟

كشف الهملان لـ عمون، عن تفكيره وعزمه لمتابعة دراسته العليا "ماجستير" بعد سنة او سنتين، نظرا لأن ظروفه المادية صعبة حاليا، حيث سيأخذ "إستراحة محارب" ويعود بعدها لإكمال الدراسة، وتمنى ان يحصل على منحة داخلية في نفس جامعة آل البيت التي أحبها وأحبته أو حتى الى منحة جزئية يستطيع معها العودة لمتابعة تحصيله العلمي، مؤكدا أن الإنسان عليه أن يستمر متسلحا بالعلم والعمل والإيمان طالما أن الحياة مستمرة.

جامعة آل البيت أدرجت على صفحتها الرسمية في فيسبوك، منشورا هنأت فيه "ابو أحمد" بالتخرج وقالت: "أكبر خريجي الفوج الثالث والعشرين عمرا، الطالب علي أحمد هيلان تخصص علوم سياسية، مبارك".

وعلقت احدى اساتذته الدكتورة اسمهان جميل على المنشور قائلة: "مبارك علي.. انت رائع وكنت فعلا مجتهدا وعازما على تحقيق الحلم.. وها هو تحقق بإذن الله والجد والمثابرة".

عبدالله الحايك أحد زملائه من طلبة الجامعة قال: "بتذكر مرة شفته بامتحان الوطنية وكنت مش مزبط وحالتي حالة وقعد يحكي معي كلام لهسا ما بنساه.. بسم الله ما شاء الله عليه".

بدورها رناد الجبور علقت: "بسم الله ما شاء الله عليك يا عمو فعلاً تستحق التكريم لجهودك العظيمة وفعلاً انك فخر للجامعة".

أما نواف الخوالدة فقال "من لا يعرف الزميل والصديق الوفي رغم فارق السن الذي بيننا ولكن المحبة والاخوة لا تقاس بالاعمار.. اجمل واحلى الايام زميلنا بالتخصص صاحب الهمم العالية والطموح والمثابرة".

وكما قال الإمام الشافعي:
بقدرِ الكدِّ تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍّ
أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثمّ تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :