facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بروباغندا الصور والعناوين


د. عامر السبايلة
20-07-2010 05:15 AM

باتت الرتابة و النمطية اليوم تطغى على المشهد الصحافي اليومي. فالمطالع للصحف لم يعد يقدر على التمييز بين صحيفة الأمس و اليوم و أصبح يدرك تماماً ما ستكون عليه صحف الغد. في كل يوم و باختلاف الأنباء والتصريحات والأحداث الا أن القاسم المشترك اليومي و الذي يطغى على المشهد الصحفي اليومي هو الكم الهائل من الصور مختلفة اللقطات متشابهة الأشخاص.

ان الهدف الأساسي للمسؤولين و المؤتمنين من قبل جلالة الملك هو العمل من أجل الوطن و المواطن, فالكل مطالب اليوم بالعمل من أجل العمل لا من أجل الدعاية و الصور.

فالحكومة اليوم ممثلة برئيسها مدعوة أن تكون قريبة من من قلب الشعب بأفعالها لا بصورها و التي لا يمكن من خلالها فقط كسر حاجز العين المجردة, لا بل يمكن لسياسة الصور هذه أن تأطر لمرحلة نفور بين الطرفين قد تؤدي – لا قدر الله- الى طلاق بائن بينونة كبرى بينهما.

تؤكد نظريات الاعلام أنه كلما زادت شدة البروباغندا الاعلامية و عناوينها ضخامة, ضمرت الأعمال على أرض الواقع. فالظاهر يتناقض مع الداخل ان لم يكن مبنياً على ثقة متبادلة و حقائق واضحة. وعليه فبقدر ما نكبر جولات رئيس الحكومة المكوكية بقدر ما نحذر من عدم اقتران هذه التحركات - و تغطيتها الاعلامية الكبيرة- بالأفعال على أرض الواقع, و ذلك لما قد تجلبه من نتائج سلبية و بنفس قدر ضخامة التسويق و الاعلان.

فالكاريزما لا تُصنع بالصور بل بالأقوال التي تقترن بأفعال و تشاهد نتائجها بوضوح على أرض الواقع.

لقد ولى عصر الفردية السياسية و أثبتب سياسة الاجماع الأحادية أنها السبب الرئيس للانهيار, و على الصعيد الاخر أثبتت السياسات التي انتقلت من ثقافة الاجماع الى ثقافة التعددية أنها المحرك الأساسي لعملية التنمية و التطوير. فلا يمكن للنظام الاقطاعي أن يعود بعد أن ولٌى و أي محاولة لاستعادته بطرق محدثة لن تجلب الا الويلات و المصائب على أصحابها.

ان الصورة التي لا ينفك جلالة الملك يرسمها للأردن هي صورة البلد الديمقراطي الحُر, لذا وجب على الجميع اليوم أن يساعدو برسم هذه الصورة وليتجنبوا الألوان القاتمة. فلا يجب السقوط في فخ سياسات سادت في الأزمنة الدكتاتورية كانت تهدف الى تسويق شخص واحد على حساب مجتمع كامل.

نحن ننشد اليوم نموذجاً ديمقراطياً و لا بد لنا هنا أن نتذكر قولاً اشترك فيه المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي مع بعض المفكرين العرب عندما قال:

"ان الديمقراطية ستتحقق في المجتمع العربي عندما تشعر أغلبية المواطنين أن السلطة تمثل انشغالاتهم فعلاً, و أنها تعمل على حل مشاكلهم و أن نقدهم مسموع و أن للانسان و الجماعة مساراً مشروعاً ممكن اتباعه للتعبير عن الرأي و الحصول على الحق."

في النهاية لا نملك الا نصيحتين نقدمهما لرئيس الحكومة بعد شكره على جهوده المباركة و نحن نعلم أن حمل المسؤولية لم يكن أبداً سهلاً, لكن نقول للرئيس أولاً اننا مقدومون على انتخابات نيابية فلا يجب أن ينصب مجمل الحديث المتعلق بالانتخابات عن النزاهة و الشفافية و هي أمور مفروغ منها لأننا نتحدث عن انتخابات و صناديق اقتراع و هذا أمر مفهوم ضمناً, فلو أن حديثنا و همومنا كانت متعلقة بمخرجات الانتخابات و نوعية النائب الذي يقدر على الحفاظ على الأردن و الأردنيين لما كان لحديث النزاهة و الشفافية داع. و النصيحة الثانية هي : فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد.

http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 مواطن حر 20-07-2010 | 06:58 AM

    ابدعت يا دكتور فلقد استطعت بهذه الكلمات المختصرة الرائعة ان تجسد لنا حال حكومتنا التي اصبحنا نحن اخر همها واصبح دورها في خدمتنا وعوننا يتمثل من خلال الصور الصورية وللاسف اننا نحن الضحية.

  • 2 مثقال المعاني 20-07-2010 | 10:30 AM

    احسنت في الاستشهاد بشاعر الحكمة أبي تمام ...
    فإني رأيت الشمس زيدت محبة...
    إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد.

  • 3 د. فالح البدارين 20-07-2010 | 11:17 AM

    الف مبارك الخطوبة يا دكتور وتحياتي لك بالتوفيق ان شاء الله كل مقالاتك مفيدة وجميلة

  • 4 doraid dalalah 20-07-2010 | 12:02 PM

    That means Propaganda , you should explain to the public doc.

  • 5 عثامنة 20-07-2010 | 12:09 PM

    غدت تستجير الدمع خوف نوى الغد وعاد قتادا عندها كل مرقد
    وأنقذها من غمرة الموت أنه صدود فراق لا صدود تعمد
    فأجري لها الإشفاق دمعا موردا من الدم يجري فوق خد مورد
    هي البدر يغنيها تورد وجهها إلى كل من لاقت وإن لم تودد
    ولكنني لم أحو وفرا مجمعا ففزت به إلا لشمل مبدد
    وطول مقام المرء بالحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
    فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

  • 6 تعليق 20-07-2010 | 12:18 PM

    الجاهه خلصت

  • 7 شاعر 20-07-2010 | 12:19 PM

    بيت القصيد الوارد بالسطر الاخير لن يفهمه القوم ,

  • 8 د. محمد علي الخوالدة/ جامعة اليرموك زميلك في الدراسة/ الجامعة الأردنية/ اللغة العربية/ 1998/2002 20-07-2010 | 03:57 PM

    Bravo

  • 9 حمدي العويدي 20-07-2010 | 04:15 PM

    قبل التعليق على المقال أبارك للدكتور عامر على الخطوبة الكريمة متمنيامن الله عز وجل دوام السعادة والبهجة والسرور ....الف مبروك يا عزيزي

    حتماً هذا ما تعانيه صحف اليوم من أزمة الصور والإعلانات التي تملأ صفحاتها والبالتالي ، سيكون على حساب المعلومة والتغطية الصحفية للأحداث المحلية بالذات . لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تصبح(....) من الصحف الورقية أن تمارس عمل جرائد .. هذا يعتبر إستخفاف بالعمل الصحفي الحر وبعقل المواطن الذي أصبح في غنىً عن قراءة الجرائد اليومية مستعيظاً بذلك بالجرائد الإخبارية الإلكترونية و الأمثلة كثيرة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :