facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السياسة الروسية والعرب (2)


د.حسام العتوم
12-01-2022 12:42 PM

بعيداً قليلاً عن حدث ( كازاخستان) ورغم أهميته وسخونته هذا العام 2022، وهو المحتاج لتحليل عميق في قادم الأيام من قبلي، وهو ما سيكون بعد انتهائي من الحلقة الثالثة في موضوع السياسة الروسية والعرب، وفي هذه الجولة سوف اسلط الأضواء على المنطقة الشامية وسط بلاد العرب والعلاقة مع الاتحاد السوفيتي وروسيا المعاصرة، وهي التي رغبت ثورة العرب الكبرى الهاشمية عام 1916 بقيادة ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي بتوحيدها أولاً، ثم توحيد بلاد العرب، وهي التي أدخلت إليها عام 1924 الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.

وعودة على العلاقة السوفيتية والروسية مع المنطقة الشامية، ألفت الانتباه هنا إلى أن الأقتراب السوفيتي تزامن بوصوله من العراق وسوريا بداية في منتصف اربعينيات القرن الماضي، لأسباب ذات علاقة مباشرة بالحرب الباردة التي استشعر سعيرها السوفييت مبكراً مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية الإنفصال عن الجبهة السوفيتية المنتصرة بقيادة جوزيف ستالين على النازية الألمانية بقيادة أودولف هتلر عام 1945، وبعد رفع العلم السوفيتي فوق الرايخ الألماني النازي، وهو الأمر الذي أعطى مؤشراً جاداً على نهوض الجبروت السوفييتي الشرقي المواجه للغرب وقتها، ولرغبة أمريكا بتشكيل قطب أوحد يسيطر على أركان العالم ومنه السوفيتي، وما يستجد عبر انشطاره إلى الأمام، ومن خلال تصعيد سباق التسلح بوتيرة متسارعة ملاحظة.

وإلى العراق قدم الاتحاد السوفيتي مبكراً لتأمين المعدات العسكرية الأمريكية و البريطانية وغيرها لطرفه أبان الحرب العالمية الثانية التي أطلق عليها (العظمى) في الفترة الزمنية الواقعة بين عامي 1941 و1945، وحط السوفييت قدمهم الأولى في بغداد عام 1944، وساهموا بقوة في بناء بنيته التحتية، لدرجة عندما كنت أزور بغداد و دمشق في نهايات عهد حافظ الأسد، كنت أشاهد ما يشبه البنية التحتية في روسيا السوفيتية مثل الجسور والأنفاق، ووقف السوفييت الى جانب العراق في الوقت الذي وقفت فيه أمريكا الى جانب إيران في الحرب العراقية – الإيرانية 1980 1988، وبلغ حجم المبيعات العسكرية السوفيتية المقدمة للعراق قبل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أكثر من 30 مليار دولار. وجرى دراسة مستقبل العراق وجاهزيته لمواجهة حرب شاملة في اجتماع خاص جمع الروس والأميركان بعد أحداث 11 سمبتمبر عام 2001، وهو ما أكده سفير روسيا الاتحادية حينها (تيتورينكا).

ولعبت روسيا بوتين دوراً بارزاً لإبعاد شبح حرب متوقعة على العراق وبهدف إسقاط عاصمته (بغداد) من قبل حلف (الناتو) العسكري بقيادة أمريكا عام 2003 بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وهو الذي ثبت عدم صدقه وتحول إلى خدعة سياسية دولية، وإلى العاصمة العراقية تحرك (يفغيني بريماكوف) المبعوث الخاص للقيادة الروسية والتقى الشهيد لاحقا الرئيس و الزعيم العربي الكبير (صدام حسين) للعدول عن التصدي لفرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة وللذهاب إلى قيادة حزب البعث، بدلاً من التمسك برئاسة العراق، وهو الذي رفضه صدام من منطلق قومي، ووقع الفأس بالرأس وسقطت بغداد ليس بيد أمريكا فقط، ولكن في الشباك الإيراني لينقسم العراق بعد ذلك إلى سنة وشيعة خارج الإطار الوطني والقومي المعهود. وأدانت روسيا إعدام صدام.

وإلى سوريا وصل الاتحاد السوفيتي عام 1944 في عهد الرئيس (ليونيد بريجينيف) عندما كان (شكري القوتلي) رئيسا لسوريا، وتطورت العلاقات السوفيتية بشكل ملاحظ في عهد الرئيس (حافظ الأسد)، والسوفييت أدانوا سقوط الجولان (الهضبة العربية السورية) بيد إسرائيل والاحتلال الإسرائيلي لأراضي العرب عام 1967، وهددوا عبر وزير خارجيتهم (أندريه غرميكو) بقطع العلاقات مع اسرائيل، وفي حرب تشرين 1973، وقف السوفييت بسلاحهم الصاروخي الباليستي علناً إلى جانب سوريا، وحقق النصر في المعركة وبجهد عربي وأردني ملاحظ عودة جزء من مدينة القنيطرة الجولانية، وبعد دخول هيجان الربيع العربي إلى سوريا وتحوله الى ثورة دموية اختلط نسيج المعارضة بالمواطنين السوريين الآمنين، وزج الإرهاب بنفسه إلى داخل الأزمة قادماً من 80 دولة، وبعد فشل التدخل الأمريكي بداية في الأزمة ذاتها ومن دون دعوة من النظام السوري، وبعد إقحامهم للعرب فيها ولكي يشكلوا صدارتها عام 2011، ارتفعت ألسن الإدانة لنظام دمشق من معظم جهات العرب والعالم وفي مقدمتهم أمريكا وفرنسا وتركيا، من دون الاعتماد على لجان تقصص للحقائق، وإدانة للنظام السوري نفسه من مرصد حقوق الإنسان في سوريا، ومراهنة لروسيا من زاوية الحسابات الجيوسياسية من منطقة البحر المتوسط بدأت عام 2014، وفوبيا روسية لاحقت الدور الروسي في سوريا رغم قدومه بدعوة عام 2015 في زمن الرئيس بشار الأسد، وهو ما أطلق عليه رهاب غير مبرر ولا يشبه الإرهاب، ولا يستهدف المواطنيين السوريين.

والعقلية الروسية والعسكرية في الحرب السورية لم تضع المواطن السوري هدفاً معادياً لها، وتصريح لـ (بوتين) حول تجريب السلاح الروسي في وسط الأزمة السورية فُسر في غير مكانه، ولم يعنِ استهداف مواطني سوريا، وهي التي قدمت لمساعدته، وأثبتت ذلك عبر المساعدات الإنسانية والطبية ومعسكرات الشباب السوري في العمق الروسي، وعبر تشكيل مناطق لخفض التصعيد في جنوب وشمال سوريا. والرئيس (بشار الأسد) أكد على أن الأخطاء العسكرية في حرب بلاده كانت واردة وغير مقصودة.

وإلى فلسطين، دخل السوفييت في عهد جوزيف ستالين عام 1948 معترفين أولا بما يسمى حالياً بإسرائيل لنشر الاشتراكية التي نجحت مؤقتا وسط العرب، وفشلت مظلتها الشيوعية قبل وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 رغم انتشاره على شكل أحزاب في ربوعنا، وارتكزوا على قرار تقسيم فلسطين عام 1947 رغم رفض العرب للقرار ولكل ملف التقسيم، كون أن فلسطين كلها عربية كنعانية التاريخ وعاصمتها القدس يبوسية المنشأ منذ قبل التاريخ في عمق الزمن القديم شاهد العيان. وعملت الولايات المتحدة الأمريكية على تحييد الاتحاد السوفيتي وبعده روسيا الاتحادية عن القضية الفلسطينية العالقة من دون دون إنصاف رغم عدالتها كما وضوح الشمس، وتحول الاتحاد السوفيتي وروسيا إلى معارضة للحضور الاحتلالي الإسرائيلي على أرض فلسطين العربية - إن صح التعبير- رغم اعترافهم بالكيان الإسرائيلي على شكل دولة عبر الأمم المتحدة إلى جانب عدد من دول العالم التي التفت الصهيونية عليهم مبكرا. وأصبحنا نلاحظ وقفات شجاعة للاتحاد السوفيتي ولروسيا أيضا في حروب اسرائيل مع العرب في الأعوام 1956 و 1967 و1973، في وقت ساند فيه السوفييت حرب عام 1948 التي هدفت لبناء اسرائيل هنا في فلسطين، ولتشجيع المد اليهودي والاشتراكي صوبها، وهو الذي أكده المفكر الروسي (يفغيني بريماكوف) في كتابه " الشرق الأوسط على المسرح وخلف الكواليس". وواصل الروس نهج السوفييت في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية فوق أراضي العرب، ومع دراسة حق العودة والتعويض في الحلول النهائية لقضية فلسطين ذاتها.

وفي لبنان، افتتح الاتحاد السوفيتي قنصلية له عام 1939، وعلاقات دبلوماسية رسمية انطلقت عام 1944، وزيارة هامة لموسكو قام بها الشهيد (رفيق الحريري)، تكررت عامي 2001 و2003، وزيارة مماثلة لـ (سعد الحريري) لموسكو عام 2021، إلتقى خلالها وزير الخارجية (سيرجي لافروف)، وفي عام 2006، وقفت روسيا إلى جانب ضبط الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت عشر سنوات، ونشاط ثقافي روسي لبناني ناجح وملاحظ، وللدبلومسية الروسية في لبنان أيضاً.

ومع الأردن، بدأ ماراثون العلاقات السوفيتية في عهد (نيكيتا خرتشوف) والملك (الحسين) العظيم الراحل، عام 1963 وسط أتون الحرب الباردة، وسعير سباق التسلح مع بين الغرب الأمريكي وحلف (الناتو) العسكري من جهة وبين السوفييت وحلف (وارسو) من جهة أخرى، سبق ذلك رغبة أردنية بالتحرك تجاه السوفييت عام 1956، عندما كان الشيوعي (سليمان النابلسي) رئيسا للوزراء، وشكل الأردن حينها حلقة وصل بين واشنطن وموسكو بعدما كان السوفييت يعتمدون على يوغسلافيا وسوريا، واستفادت أمريكا من موقف الأردن في إدانة الاتحاد السوفيتي ولو متأخرا عام 1983، بسبب إسقاطهم لطائرة ركاب كورية قادمة من أمريكا فوق منطقة سخالين السوفيتية. وأكثر من زيارة (للحسين) الراحل لموسكو وليننغراد وسوتشي بين عامي 1957 و1978، زرع خلالها شجرة للصداقة في حديقة (ديندراري) المشهورة، وحديقة تحمل اسم (الحسين) في غروزني عاصمة الشيشان، وأخرى تحمل اسم (أحمد قاديروف) في عمان، وزيارات لجلالة الملك عبد الله الثاني سنوية لموسكو منذ عام 2001، وفرقتين (لماسييف) و(الويناخ) عزفتا في عمان، وحجم تبادل تجاري أردني – روسي وصل إلى نصف مليار دولار.

وتحتل اللغة الروسية المرتبة الثالثة في الشارع الأردني، وتدرس في الجامعتين الأردنية واليرموك وفي المركز الثقافي الروسي، ومنح سوفيتية وروسية لطلبة الأردن تجاوزت الـ 20 ألف منحة. وطلب روسي حديث عام 2021 بتسمية شارع بعمان بإسم (يفغيني بريماكوف)، أتمنى أن يوازيه طلب أردني بتسمية شارع في موسكو بإسم (الملك حسين) فاتح العلاقات الأردنية – السوفيتية، إلى جانب (نيكيتا خرتشوف). وأول سفير أردني في موسكو كان (الدكتور جميل التوتنجي) والحالي (خالد الشوابكة)، وأول سفير سوفيتي بعمان هو (رفيق نيشانوف) والسفير الروسي الحالي هنا هو (غليب ديسياتنيكوف)، وأندية أردنية ذات علاقة بالشأنين السوفيتي والروسي مثل (ابن سينا) و(جمعية الصداقة) و(نادي السيدات الروسيات) و(الشبيبة).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :