facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغرب يسخن الملف الأوكراني .. لماذا؟


د.حسام العتوم
26-01-2022 09:31 AM

إنّ من يتابع الإعلامين الروسي والأوكراني، وحتى الإعلام الغربي كالإعلام الأمريكي في شأن الملف الأوكراني الذي تحول لأزمة دائمة فلا بد له أن يلاحظ درجة السخونة و التسخين وسطه من طرف الغرب الأمريكي تحديداً وحلف ( الناتو) العسكري بعد اعتقادهم بأن روسيا الاتحادية أصبحت وحيدة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي وحلف ( وارسو) في العام 1991، بهدف جر روسيا الى مستنقع الأزمة الأوكرانية الضحل، متناسين الظهير السوفيتي السابق لروسيا عبر (منظمة الأمن الجماعي ) الأمنية والعسكرية المؤسسة في موسكو العاصمة عام 2002، وتضم (روسيا وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان)، وفي الشيشان وحدها قوة مشاة عسكرية وقوات خاصة فريدة من نوعها في العالم. ومتجاهلين سياسة موسكو ورئيسها بوتين التي دعت (كييف) للحوار معها ومع الشرق الأوكراني ( الدونباس ولوغانسك) ولا زالت تدعوهم لذلك.

ولتفعيل اتفاقية (مينسك) المعلن عنها والموقعة من روسيا وأوكرانيا (كييف) والدونباس ولوغانسك شرقا ومن قبل منظمة التعاون في أوروبا بتاريخ 5 سبتمبر 2014 في عاصمة بيلاروسيا، ودخول انجيليكا ميركيل وفرانسوا هولاند على خط الأزمة الأوكرانية و توقيع اتفاقية ميسنك 2015، ورغم عدم معارضة روسيا دخول أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الاتفاقيتان فشلتا برغبة مباشرة من كييف العاصمة بسبب سيطرة الإنفصاليين الأوكران على إقليمي (الدونباس و لوغانسك) ولرفضهما الانصياع لسلطة كييف وهم الموالون لموسكو، ويرفضون التخلي عن لغتهم الروسية التي ورثوها عن روسيا السوفيتية، كما يرفضون دينيا الاحتكام للكنيسة في (كييف)، بينما هم يرتبطون بالكنيسة الأرثوذكسية في موسكو، ولا يفضلون إقامة علاقات مع الغرب في ظل تماسكهم مع الدولة الروسية الجارة والعمق الاستراتيجي، ويفضلون أكثر الانفصال والحكم الذاتي، ولديهم جاهزية التصدي لأي اجتياح غربي أو غربي أوكراني، ولوجستيا وعسكريا مدعومين من روسيا الاتحادية من دون الحاجة لتدخل مباشر من قبلها بصيغة الاجتياح الذي تروج له ماكنة إعلام الغرب الأمريكي كما نلاحظ .

والآن يوجد حشود غربية على حدود أوكرانيا، وحسب قناة روسيا (1)، صرّح بايدن: بأنّه يُهدّد بسحب الدولار من روسيا وعقوبات صارمة لم تراها روسيا بوتين من قبل، وتوجيه سلاح أمريكي بقيمة (600) مليون دولار إلى أوكرانيا، ومناورة روسية جديدة في البحر المتوسط، وإعلان من طرف الغرب البدء المبكر بسحب سفاراتهم من كييف لخلق فوبيا روسيا و كأن موسكو أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اجتياح كييف، وهو الأمر الذي نفته القيادة الروسية ممثلة بالرئيس بوتين، وبوزير خارجيته لافروف مراراً، وتكراراً من طرفهم بأن الأوكران جيران و أخوة وتاريخ واحد، ومع هذا و ذاك لا ثقة بخطاب موسكو في (كييف) وحالة من الرعب تنتابهم من احتمال الاجتياح الروسي العسكري على غرار يوغسلافيا وجورجيا . والانطباع التاريخي عن روسيا في الزمن السوفيتي أنها كانت تستهدف عواصم البلاد التي تتآمر عليها مثل (برلين) في العهد النازي عام 1945.

وهكذا نرى كيف اختارت النخبة السياسية في العاصمة الأوكرانية ( كييف )، وهي المحسوبة على التيار البنديري المتطرف، وكيف اختار كبار قادتها مثل الرئيس فلاديمير زيلينسكي وقبله بيتروبارشينكا خيار الحرب و التعاون مع الناتو، وقدّموه على الحوار مع الدونباس ولوغانسك، ومع موسكو، وكيف رفضوا اللقاءات المباشرة و اختاروا منها التي هي عبر وسطاء مثل النورمندي، وكيف لبس زيلينسكي خوذة وبزة الحرب وتفقد الخنادق المحاذية لشرق أوكرانيا بهدف تفقد جاهزية جيشه وقدرته على اجتياح الشرق في بلاده عندما يتأكد له بأن ظهر جيشه محمي بقاعدة أمريكية، وبقوات الناتو المرابطة على الحدود وسط أوروبا الشرقية، والرعب يجول داخل النخبة السياسية الأوكرانية بطريقة باراسايكولوجية تصل لدرجة الفوبيا من الجيش الأحمر الروسي المرابط في الداخل الروسي، وعلى مسافة بعيدة من حدود أوكرانيا من دون حسبة أن روسيا الاتحادية قادرة عن بعد كما فعلت في سوريا من حسم الحدود والتصدي لأي إجتياح أوكراني من جهة الغرب باتجاه الشرق حيث الدونباس ولوغانسك، وبأنه يستحال على (كييف ) المحافظة على سيادة أراضيها بقوة السلاح، وبأنه ليس أمامها غير الحوار أو القبول بحكم ذاتي أمن لشرق أوكرانيا، وهو الأمر المعقول والأصح. وها هما الدونباس و وغانسك يعلنان أنفسهما جمهوريتان شعبيتان مستقلتان كخطوة احتياطية صوب مستقبل ضبابي قادم.

والمعروف بأن شرق أوكرانيا ( الدونباس ) حوض غني بالفحم تم إكتشافه عام 1721 وينتج منذ عام 1913 87% من عموم الانتاج الروسي من الفحم، وسكانه الى جانب لوغانسك يتحدثون الروسية ويقدمونها على الأوكرانية بعكس غرب أوكرانيا التي تعمل على طمس اللغة الروسية رغم أنها لغة هامة حتى في الجناح الغربي الذي من حقه أن يتحدث ويتمسك باللغة الأوكرانية من دون الحاجة بالطبع لمحاربة الروسية لغة التاريخ، و التي هي من أهم لغات العالم والأمم المتحدة، ويتحدث بها اليوم حوالي 300 مليون نسمة، ولديها طموح عبر صندوق " روسكي مير " الذي يقوده النائب البروفيسور فيجيسلاف نيكانوف لكي يتحدث بها كل العالم. ومنطقة لوغانسك في المقابل غنية بالصناعات الكيميائية والهندسة الثقيلة والزراعة والمعادن .

وحري بي هنا أن أسلّط الضوء على أهمية مشروع الغاز الروسي 2 الموجه لألمانيا ولأوروبا في تخفيف الضغط الأوروبي على روسيا في شأن الملف الأوكراني، وعلى مستوى توجيه العقوبات الاقتصادية صوبها أيضاً. وشخصيا أتمنى أن يحتكم الطرفان الأوكراني غربا و شرقا الى الحكمة وبعد النظر، وللذهاب لبناء علاقة أوكرانية طيبة بينهما ومع روسيا الاتحادية جارة التاريخ، وكل ما يتعلق بشبه جزيرة القرم الروسية الآن أصبح ملفها المعاصر من المسلمات التي يصعب مناقشتها مع (موسكو)، التي تحرص في ذات الوقت لتوطيد علاقاتها مع (كييف) لما فيه كل الخير للسلام والتنمية الشاملة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :