facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا والصين – أهمية اللقاء


د.حسام العتوم
07-02-2022 10:18 AM

إقتراب روسيا الاتحادية من جمهورية الصين الشعبية حديثا عبر زيارة هامة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيج بوتين بتاريخ 4 فبراير الجاري 2022 الى ( بكين ) للمشاركة في حضور الأولمبياد الصيني عالي الترتيب و المدهش ومباركته , و التوجه بعدها لتوقيع اتفاقات اقتصادية هامة بحجم 20 إتفاقية و في مقدمتها ماله علاقة بمادة الغاز الروسية و لمدة 30 عاما إلى الأمام , أعطى مؤشرا على مسار ماراثون سياسي جديد بين موسكو و بكين , و هو ما أكده مساعد الرئيس الروسي ( يوري أوشاكوف) لوسائل الأعلام . و بوتين الذي أرهقته السياسة الإقليمية و الدولية ذات العلاقة بشأني حلف ( الناتو ) العسكري , و الملف الأوكراني , طار إلى ( بكين ) فرحا, مرتديا أجمل بدلاته الرسمية السوداء للقاء صديقه الرئيس الصيني الجديد (شي جين بينغ ),الذي قابل بوتين بالحديث معه باللغة الروسية مباشرة, مرحبا بقدومه ,ووفق إتفاق بروتوكولي مسبق خاص بظرف - جائحة كورونا - لم يصافح بوتين – بينغ ,صاحب الدار( الصين) , و بعد لقاء موسع حضرته القيادتين الروسية و الصينية , تم ترتيب دعوة غداء للرئيسين الروسي و الصيني بشكل منفرد , بعيدا عن عيون الوفدين المرافقين بهدف تعزيز العلاقات الشخصية الرئاسية بينهما لما لها من أهمية قصوى في ترسيخ العلاقات الودية و الطيبة و الإستراتيجية بين البلدين الصديقين ( روسيا و الصين ) ,وهما اللذان يبتعدان عن بعضهما البعض مسافة تزيد عن 5 الاف كيلومتر جوا , و يربطهما خط من الغاز السيبيري بمسافة تقارب ال 3 الاف كيلومتر.

والرئيس بوتين الذي فضل تغيير مسار طاولة العمل الرئاسية في قصر ( الكرملين) من ( الناتو ) و (أوكرانيا ) إلى ( بكين ) , لاحقته عيون المعارضة الروسية , و إشاعات الإستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى هناك . فالمعارض الصحفي المشهور أندريه كاراولوف إنتقد مثلا عدم مصافحة الرئيس الصيني لرئيس بلاده روسيا , و لم يستوعب البروتوكول الخاص بكورونا , و المعارض الروسي المشهور أيضا مكسيم جيفجينكا إنتقد إهتمام الصين بدول أسيا الوسطى سابقا ,و دعوتهم الى إجتماع من دون حضور روسيا , وقراءة للغة ( جسد ) بوتين في الصين اظهرت للإستخبارات الأمريكية و لأوكرانيا عزم بوتين من الصين ( و هو مجرد هوس و باراسايكولوجيا - تخاطر) التخطيط لمهاجة أوكرانيا و إجتياح ( كييف ),و رغبته الإحتفال بذلك في عيد الرجال و عيد الجيش الروسي القادم بتاريخ 23 فبراير 2022 , و بث و تصوير مدرعات روسية مغطاة بأقمشة بيضاء يتم تجهيزها لغاية الإجتياح الروسي المزعوم , و هو خيال و سراب أيضا , ومادة تصلح لفلم سينمائي أكثر.

وأمريكا التي تواصل سلوكها في توجيه عقوبات على روسيا ( كل ما دق كوز سياستها بجرة روسيا وسط بقاع العالم ) , و هي التي تعمل ليل نهار على تشويه صورة الدولة الروسية الناهضة , يصعب تصنيفها , وهي قائدة ( الناتو ) على أنها دولة فاضلة , ناشرة للسلام في العالم , و صديقة البشرية ؟! ( العراق و سوريا,و اليمن , و صفقة القرن حول القضية الفلسطينية, و أفغانستان , و أوكرانيا , و تحرشات ( الناتو) بالحدود الروسية) خير مثال . و أتذكر هنا سؤالا وجهه لي المرحوم عدنان أبوعودة نهاية عام 2021 في مقر الجمعية الأردنية للقيادات الأدارية بعمان , مفاده ,هل أنني أعتقد بأن روسيا ستأخذ مكانة أمريكا في إتخاذ القرارات الدولية على مستوى العالم ؟ و أجبته وقتها , بأن أمريكا شأن اخر تعمل على للسيطرة على أركان العالم من وسط قطبها الأوحد , بينما تتمسك روسيا بخيار المعارضة ,و تقود عالم الأقطاب المتعددة و بتوازن .

وكما أن روسيا دولة عملاقة عظمى , تتحدث السياسة وفقا لأحكام القانون الدولي , و تقود المعارضة بإسم الشرق و شعوب و دول العالم الموزعة على شكل أقطاب , نجد بأن الصين دولة عملاقة فرغت ذاتها لقيادة الأقتصاد العالمي , ورغم علاقتها الإستراتيجية مع أمريكا و دول العالم , إلا أنها تلعب دور السند و المساند السياسي و العسكري و الأقتصادي مع روسيا , و تتبادل معها كافة أنواع التعاون و على قاعدة من الدفىء و المحبة , وحجم تبادل تجاري بين روسيا و الصين وصل اليوم الى 140 مليار دولار , و تصريح سابق للرئيس بوتين لوكالة الأنباء الصينية ( شينخو) قبل زيارته للعاصمة الصينية ( بكين ) ثمن فيه قوة العلاقات الروسية - الصينية وعلى كافة المجالات.

والممكن ملاحظته بدقة هنا هو بأن العلاقات الأقتصادية الروسي – الصينية و العالمية تصب في مصلحة تقوية صوت روسيا العادل وسط العالم , و هو الصوت الرافض لهيمنة القطب الواحد الأمريكي – الغربي على أركان العالم في زمن حاجة روسيا لأنجاح سياسة تعدد الأقطاب العالمية وعلى قاعدة الأحترام المتبادل و عدم التدخل بالشأن الخارجي لأية دولة مهما صغر حجمها , و في المقابل ستبقى الحرب الباردة من جهة الغرب , ومعها سباق التسلح باهض الثمن ورقة ضاغطة على الأقتصاد الروسي , ناهيك عن عقوبات أمريكا التي تستهدف روسيا من حقبة رئاسية أمريكية الى أخرى , بهدف إضعاف روسيا من الداخل , ولتشجيع ثورة برتقالية داخلها ,لكن الصحوة الأمنية الروسية متوفرة و تفوق الشعبية , و تتمثل الضغوطات في الأبقاء على شوارع المدن الروسية من الدرجة الثالثة من دون شوارع داخلية و بنسبة مئوية عالية و متفاوتة , ومنها القريبة من العاصمة موسكو, وهنا لا أتحدث عن القرى , و لاتزال المستشفيات الحكومية الروسية محتاجة للإسناد المالي و التقني , و على مستوى توفير عدد و نوعية الأطباء المختصين ,ولازالت مؤسسات تنظيف الملابس ( دراي كلين) قديمة , و الحديثة محدودة الأنتشار , و الرواتب و التقاعدات الحكومية ضعيفة , وأسعار المحروقات المحلية الروسية ( بنزين- غاز – سولار ) مرتفعة على الموطنين ,وكذلك الأمر بالنسبة لأجور المواصلات ( الباصات ,و الميترو , و القطارات ,ومنها السريعة (سان – ساب ) , و السياحة الروسية محتاجة لبنية تحتية قوية , و أسعارها غالية , و هي مهاجرة للمناطق الدافئة التركية و العربية تحديدا , و تستطيع أن تستفيد من الفندقة العالمية ,و العربية , و الأردنية بوجه الخصوص .

وإقتراب روسيا مجددا من الصين يعزز التوجه الروسي منذ انهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 لتشكيل عالم متعدد الأقطاب , و سيادي , و متوازن , و متعاون , و قادر مجتمعا على مجابهة تغول القطب الواحد و سياساته في السيطرة و الهيمنة على أركان العالم , و إمتهان توجيه العقوبات من دون وجه حق أو أحقية قانونية , و الأصل الأحتكام دائما لمجلس الأمن , و للأمم المتحدة , و للمحكمة الدولية ,ولا صوت يمكن أن يعلو على أصوات الشعوب و الدول المستقلة , و الأحتلال الأسرائيلي وسط عالمنا العربي الأصل أن يزول , ومعه مستوطناته غير الشرعية,وهكذا تريد الشرعية الدولية منذ عام 1967 , و لا مخرج لقضايا العرب العادلة من غير تمسكهم بوحدتهم العربية التي دعاهم اليها ملك العرب و شريفهم الحسين بين علي مفجر ثورتهم العربية الهاشمية المجيدة عام 1916 ,و حامل رسالة الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس منذ عام 1924, و لا هلال إسرائيلي مقنع وسط العرب في زمن لا تعترف فيه إسرائيل بحدود الرابع من حزيران لعام 67 , و لا هلال إيراني مقنع أيضا في ظل حاجة العرب لوحدتهم الحقيقية أولا , و هو الأمر الواجب أن تصغي اليه روسيا و الصين و كل دول العالم , و في مقدمتها دول النادي النووي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :