حسين نافع يغادر تاركاً لنا بصماته المسرحية
08-02-2022 01:04 PM
عمون - كتب الناقد المسرحي جمال عياد في يومية الرأي:
من خلال عملي في استقراء الحراكين المسرحيين المحلي والعربي، وجدت أن هناك مخرجين استطاعوا أن يتركوا لنا بصماتهم الخاصة الذين تفردوا بها عن سواهم.
ومن هؤلاء الراحل المخرج حسين نافع (1987-2022)، وفق معطيين. الأول جاء عربياً، وأجزم أنه الوحيد كفرد، الذي أخرج العدد الأكبر من المسرحيات الإسبانية، من خلال مشاهدتي لها، وخصوصا لفريدريكو غارسيا لوركا وهي: «يرما» 1997، و"الإسكافية العجيبة» 2006،و"بيت برناردا ألبا» 2007، و"عرس الدم» 2009، «هكذا مرت سنوات خمس» و"مارينا بينيديا» في 2013.
وكذلك أخرج الراحل من المسرحيات الإسبانية الأخرى لغير لوركا: «الحورية الهاربة»، و» كثيراً من الحب»، 2008، من تأليف الإسباني أليخاندرو كاسونا 2012، و"الآخر» من تأليف الإسباني ميجيل دي أونا مونو في 2019.
كان ولع المخرج الراحل بالأدب الإسباني المسرحي مرده تقارب المجتمعين العربي والإسباني، فيقول في إحدى حواراتي معه لـ"الرأي": «من خصوصية هذه الشخصيات المسرحية الإسبانية، أنها قريبة من تكوين الشخصية الريفية العربية، مثل قضايا الشرف والثأر والعنفوان والكبرياء، ومن سلاسة لغتها الشعرية الدرامية التي تمور بالعديد من الصور، والأفعال التي تشكل بمجموعها بنية العوالم الدرامية للوركا».
وتتجسد البصمة الثانية في أن نافع كان المبادر الأول مسرحياً، على مستوى الحراك المسرحي الأردني، في تحويل الرواية إلى مسرحية، من خلال مسرحته رواية مؤنس الرزاز «قبعتان ورأس واحد».
وبيين نافع في مسرحيته هذه، قوة إشهار السخرية كسلاح يفضح ويكشف القيم الزائفة في العلاقات الإنسانية، هذه السخرية التي كانت تضج بها أجواء عمل مؤنس الرزاز أساساً.
ومن المسرحيات الأخرى، خارج الفضاء الإسباني التي قدمها الراحل مسرحية «ظلال الحب» من تأليف ليلى الأطرش 2019، و"شيطان الفلاحين»، و"الفتاة النفيسة» 1993، و"الطاعون» 1999، و"سالومي» 2000، و"جوليا» 2002.
وفي الحياة البشرية بمختلف مجتمعاتها، وبصرف النظر عن اختلاف المشارب الفكرية لها، إلا أنها تتفق على أن الموت لا محالة بالغ كل فرد فيها، فهو اليقين المشترك بين أفرادها، ولكن هناك من يغادروننا إلى الحياة الأخرى الخالدة، ويتركون خلفهم بصمات خاصة بهم، ضمن نطاق عملهم، يتذكرهم الناس بها؛ وقطعا فإن الراحل المخرج حسين نافع أحد هؤلاء.