facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يصبح القرم سببا لحرب ثالثة ؟!


د.حسام العتوم
09-02-2022 02:42 PM

هدير السياسة الدولية يتصاعد في ايامنا هذه حول حتمية مطالبة أوكرانيا ومن وسط وثائقها الحكومية بإعادة إقليم شبه جزيرة ( القرم ) بقوة السلاح , و كذلك الأمر شروع ( كييف ) غربا بسط سيادتها على ( الدونباس و لوغانسك ) شرقا بنفس الطريقة و النهج العسكري , ومن اجل ذلك نلاحظ الغرب الأوكراني يحفر الخنادق و يتمترس , و صورة مشابهة في الشرق الأوكراني الرافض لسياسة ( كييف ) بعد إنقلاب عام 2014 تحديدا , بينما كانت الأمور طيبة بين غرب و شرق أوكرانيا بين عامي 1991 و بين الحقبة الزمنية التي سبقت إنقلاب عام 2014 , وعاش (القرم ) في العهدة الأوكرانية 60 عاما بين عامي 1956 و 2014 , في الزمنين السوفيتي بعد تحريكه من قبل قبل الزعيم نيكيتا خرتشوف لأسباب مائية , بينما كانت قيادة الأتحاد السوفيتي لروسيا الأتحادية و عاصمتها موسكو على الدوام , و في عمق التاريخ المعاصر عبر القرم مجموعة من الحقب الزمنية ( اليونانية و الرومانية و العثمانية و الروسية القيصيرية ) , و حسمت سيادته الحرب الروسية القيصيرية المنتصرة على الأمبراطورية العثمانية عامي 1853 1856 في عهد الأمبراطورة يكيتارينا الثانية .

وكل هذا يجري بعد فقدان بوصلة السلام بين غرب و شرق أكرانيا , و مع روسيا الأتحادية بسبب رفض ( كييف ) لإتفاقية ( مينسك 2015 ) لعدم قناعتها بأمكانية تنفيذ بنودها في الشرق الأوكراني ,وما عقد المسألة الأوكرانية إعتقاد الأوكران بأن ( القرم ) تابع للسيادة الأوكرانية , بينما يعتد الروسي بأن سيادته تتبع روسيا الأتحادية , و لموضوع ضم ( القرم ) رواية أوكرانية عبر تحريك روسيا لقواتها السرية مبكرا للسيطرة عليه و إحتلاله , و للروس رواية أخرى تمثلت بمثول سكان الإقليم و معظمهم من الروس 58% مقابل من الأوكران 24% , و من التتر12,10% لأستفتاء شعبي كانت نتيجته بحجم 95% لصالح عودة ( القرم ) للسيادة الروسية , و طالب غرب أوكرانيا و تحت ظغط أمريكي بإعادة إجراء الإستفتاء ليشمل كل مساحة أوكرانيا , لكن روسيا رفضت العرض ,وواصلت التوقيع على سيادة ( القرم ) في مجلس ( الدوما – البرلمان و الأعيان ) الروسي , وفي قصر الكرملين الرئاسي في موسكو , ووجه بمعارضة دولية كبيرة في الأمم المتحدة بجهد الولايات المتحدة الأمريكية قائدة حلف ( الناتو ) العسكري , و المعنية بتصعيد الحرب الباردة التي إنطلقت نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 الى جانب سعير سباق التسلح , ونظرا لموقع ( القرم) الجيو-سياسي و العسكري ( النووي ) الهام .

ولقد بلغ عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي عارضت إنضمام ( القرم ) لروسيا 19 دولة وهي ( أمريكا , بريطانيا , فرنسا , المانيا , استراليا , بلجيكا , التشيك , استونيا , جورجيا , ايرلندا , لاتفيا , ليتوانيا , هولندا ,النرويج , بولندا , سلوفاكيا , أوكرانيا ) , و استخدمت روسيا حق ( الفيتو ) في مجلس الأمن لمنع إدانة ضم ( القرم ) اليها , و بسبب أن قرار الضم جاء أيضا لحصول إنقلاب في ( كييف ) عام 2014 . وهو الحدث الدموي الذي اطاح بالرئيس الأوكراني ( فيكتور يونوكوفيج ) الموالي لروسيا و طرده من أوكرانيا صوب العمق الروسي , و تسلل مكانه التيار ( البنديري ) المتطرف , الذي قدم الى غرب أوكرانيا من عمق المعسكر النازي الهتلري في اتون الحرب العالمية الثانية , وهو معادي و مناهض لروسيا ,و مؤازر لأمريكا و للناتو ,و وما زاد الطين بلة هو توجه أوكرانيا لدخول حلف ( الناتو ) العسكري الغربي , و الأستقواء به , و جره لدخول حرب مع روسيا الأتحادية لتحقيق هدف تحرير ( القرم ) و ( الدونباس و لوغانسك ) , و بسط السيادة الأوكرانية بقوة السلاح , و لو كلف الأمر تصعيد الحرب لتصبح عالمية ثالثة مدمرة للحضارات و البشرية , ومن دون أن يخرج منها منتصر , بدلا من البحث عن الحوار المباشر الذي فقد بوصلته ,و اضاع اتفاقية ( مينسك ) , و الان اما الذهاب الى الحرب الفاشلة , و اما انتظار قدوم نظام أوكراني مختلف , و رئيس أوكراني جديد يقبل بصداقة موسكو , و يجيد التفاوض معها للوصول لحلول وسط مثل السماح للأوكران بالتواجد في ( القرم ) و في شرق أوكرانيا من وسط حقهم السيادي كما يعتقدون مع بقاء ( القرم ) روسي السيادة بالطبع , و حسب معطيات التاريخ و سياق الأحداث .

من يطلع على المادة (5) في الناتو , يفهم منها أحقية اعلان الحرب , و لا ( عدو) لهم غير روسيا , رغم العلاقات الإستراتيجية مع أوروبا و أمريكا على مستوى التبادل التجاري , و مشروع غاز( 2 ) الروسي مع المانيا , و الأصل هو دعوة ( الناتو ) للفصل بين قضايا أوكرانيا ( القرم و الدونباس و لوغانسك ) و بين قضايا ( الناتو ) الأخرى المتعلقة بالحرب الباردة و سباق التسلح لمنع حدوث حرب عالمية مدمرة بين غرب متطور السلاح غير التقليدي و بين روسيا متطورة السلاح غير التقليدي و متفوقة على مستوى النادي ( النووي ) , و لقد أعلن الرئيس بوتين بوجود الرئيس الفرنسي ماكرون بتاريخ 8 فيفرال الجاري بأن بلاده روسيا لا تريد الحرب , و هي تعتقد بأن القرم روسي السيادة كما تعتقد أوكرانيا بأن سيادته تعود لها . و دعا بوتين الناتو للعدة للمادة 97 من اتفاقية الناتو مع روسيا لضمان استمرار الأمن بينهما و على مستوى العالم , و تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن مفاده بأن أي اجتياح روسي لأوكرانيا سيعني الغاء أمريكا لمشروع غاز 2 الروسي الموجه لأوروبا رغم أنه يخضع لوصاية المانيا .

و للقرم اليوم و منذ الأستفتاء عليه و إعادته لروسيا خضع لتطوير ملاحظ لبنيته التحتيه و بفارق كبير عما كان عليه الحال في زمن العهدة الأوكرانية 60 عاما , فتم بناء مطار حديث فيه , و ربط بشبكة قطارات حديثة , و بطريق معبد عالي الجودة , و يخطط له روسيا لكي يصبح مقرا سياحيا متميزا دوليا , و هو مقر للأسطول الروسي الراسي في البحر الأسود , و هو نووي عملاق , و الدونباس مركز هام للفحم و بنسبة مئوية عالية , و أهم مصانع أوكرانيا تنتشر فيه , وسكانه لا يريدون الحرب مع غرب أوكرانيا لكنهم جاهزون للدفاع عن أنفسهم إذا ما تم إجتياحهم من قبل جيش الرئيس فلاديمير زيلينسكي .و في المقابل أوكرانيا دولة مستقلة و معترف فيها من قبل الأمم المتحدة , و من حقها اعتماد اللغة الأوكرانية لغة رسمية للبلاد , و فصل الدين المسيحي لديهم عن الكنيسة الروسية في موسكو , لكن الواجب التاريخي و الأخلاقي يحتم عليهم عدم محاربة اللغة الروسية عندهم , و الأبتعاد عن الطائفية الدينية بين كل ماهو روسي و أوكراني .

و أخيرا و ليس أخرا لا صوت يمكن أن يعلو على صوت المحبة و السلام بين شعبين عريقين مثل الروسي و الأوكراني , و بين الدولتين الجارتين روسيا و أوكرانيا , و بين غرب و شرق أوكرانيا , و بين الناتو و روسيا , و في نهاية المطاف العالم بيتنا و أمنه مهم للبشرية جمعاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :