facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كييف تغرق "Titanic"


د.حسام العتوم
25-02-2022 06:02 PM

تيتانيك لمن لايعرف , هي سفينة إنجليزية عملاقة حملت على متنها عبر المحيط الأطلسي عام 1912 ( 2223 راكبا ) , و في عمق مياهه و عند النقطة 4457 وقبيل منتصف الليل غرقت , ولقي وقتها 1517 راكبا حتفهم , وتحولت عام 1997 الى فيلم سينمائي رومانسي امريكي من اخراج جيمس كاميرون , و بطولة ليوناردو دي كابريو و كيت وينسليت , و هما هما شخصيتان و قعتا في قصة حب على متن رحلة السفينة , وهنا اقتبس ذلك الحدث الكارثي الذي ارى تشابها بينه و بين العاصمة الاوكرانية ( كييف ) التي انقلبت على نفسها عام 2014 قبل ان تقلب على الجوار الروسي و السوفيتي السابق رغم الحدود الجغرافية المتلاصقة , و التاريخ المشترك ,عبر المجاعة الواحدة في ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضي , و الحرب العالمية الثانية 1941 1945 الواحدة , و الرقم الاستشهادي الواحد الكبير حوالي (20) مليون قتيل ومنه الاوكراني بنسبة وصلت الى 16,3% من الرقم الاستشهادي الكلي , و النصر الكبير عبر رفع العلم السوفيتي الواحد فوق مبنى الرايخ الالماني ( البرلمان ) ايذانا بدحر النازية الهتلرية و الى الأبد .

و الى سلطة ( كييف ) و فوق متنها تسلل التيار البنديري المتطرف قادما من اتون الجناح النازي المعادي لروسيا الاتحادية و للمنظومة السوفيتية برمتها , مساهما في اغراق ( كييف ) في محيط - فانتازيا التقرب من الغرب و الاتحاد الاوروبي . ومن حلف ( الناتو ) للإستقواء على جارة التاريخ و الروابط الاخوية , روسيا الاتحادية . وعلى عموم المنظومة السوفيتية , و الذهاب اكثر الى الامام للتخطيط لانتاج قنبلة نووية اوكرانية في اطار الايدولوجيا البنديرية المتطرفة ,و على غرار ايران و كوريا الشمالية و تطرفهما الايدولوجي و السياسي , و خروجا على نص معاهدة ( بودابست ) النووية عام 1994 الضامنة للأمن النووي العالمي , و الذي اكد الرئيس زيلينسكي عدم اهميتها في الوقت الحاضر حسب اعتقاده , فما بالكم ان تظهر القنبلة النووية قرب الحدود الجنوبية لروسيا الاتحادية , بهدف استهداف سيادتها و امنها الوطني و القومي , و هو الذي لا تسمح به روسيا تحت اي ظرف , و تراقبه عن كثب و تلاحقه ميدانيا .

إذن لقد اصبحت ( كييف ) رهينة لنخبة سياسية متطرفة معادية لروسيا الاتحادية تحديدا , و تخلط بين السياسة وممارسة الدعاية السوداء , و تصوير روسيا على انها عازمة على احتلال اوكرانيا و توسيع امبراطوريتها ,و هو محض هراء و خطاب اصفر . بينما هي موسكو سعت و لازالت تواصل مساعيها عبر الحوار للوصول بأوكرانيا الى بر الامان وحسن الجوار, و لحماية ناسها الروس و عددهم يقترب من النصف مليون انسان , واصدقائهم الناطقين باللغة الروسية ايضا في ( اقليمي الدونباس و لوغانسك ) , و مجمل عددهم يصل الى اربعة ملايين انسان , يعانون جميعهم من التشرد و الاضطهاد جراء القصف المدفعي و الصاروخي اليومي و في عتمات الليالي والملاجيء . ومنذ ثماني سنوات, وجلهم من البسطاء و الفقراء , ولقد رحل منهم لغاية الان حوالي 350 الفا الى عمق روسيا , و من بينهم اعداد كبيرة من الاطفال , فما هذه الصورة المرعبة من الغرق المستمر في زمن اعلنت فيه موسكو على لسان رئيسها فلاديمير بوتين بأنها غير راغبة باحتلال أوكرانيا و لا بالحرب عليها , ولن تدخل جيشها الاحمر الى هناك , وانما ستفعل المادة 517 من مواد الامم المتحدة التي تسمح لروسيا بتحريك عملية عسكرية خاصة سريعة الى شرق أوكرانيا , و بدعوة من اقليميه المستقلين ( الدونباس و لوغانسك ) التي اعترفت بهما روسيا , و بهدف حماية سكانه و بموعد محدد يبدأ و ينتهي بالإنسحاب من هناك فور انتهاء المهمة , وتثبيت شروط على ( كييف ) لضمان امن شرق اوكرانيا .

و الان الدعاية الاعلامية السوداء الموجهة ضد الخطوة الروسية العسكرية الجديدة وسط ( الدونباس و لوغانسك ) واسعة المساحة و الانتشار, و هي مبرجه , و تشكل جزءا من الفوبيا الروسية - أي الخوف غير المبرر من روسيا و مواقفها القومية على خارطة العالم , و حالة من عدم فهم مواقف روسيا السياسية و العسكرية ذاتها تسود نسبة من المثقفين و بسطاء الناس على حد سواء في كل العالم , و سيطرة التضليل الاعلامي الغربي الامريكي على العالم الثالث تحديدا و عن قصد , و تصوير لروسيا على انها دولة ( عدوانية ؟! ) بينما امريكا دولة ( فاضلة ؟! ) . و الرئيس الاوكراني تحول دوره من الكوميديا الى التراجيديا , و هذه حقيقة , لكن اصحاب الضمائر الحية في العالم يعرفون حقيقة روسيا ويفهمونها ,وهي المعروفة بقوة تمسكها بالقانون الدولي , لدرجة أن حربها الجديدة هذه هي دفاعية عن ( الدونباس و لوغانسك ) ولم و لن تستهدف العاصمة الاوكرانية ( كييف ) و لا المدن و لا القرى الاوكرانية , و لا حتى الجيش الاوكراني حسب تصريحات سياسية و عسكرية روسية حديثة , وفي الوقت الذي يواجه الجيش الروسي الاحمر قطاعات من الجيش الاوكراني و ميليشيات قومية اوكرانية اخرى , فأنه يترك للجيش ممرات امنة . و مثلما هو الفرح بدأ يعلو سكان شرق اوكرانيا و المشردين منهم , و العاملين في مناجم الفحم , دب الرعب و لازال وسط سكان غرب اوكرانيا خوفا من وصول روسيا الى عاصمة بلادهم ( كييف ) , و في بعض المناطق الاوكرانية تم اتلاف العديد من الوثائق تحسبا لوصول ( الجيش الاحمر) الروسي لها و السيطرة عليها .

وكما اردد دائما مع القوميات السلافية مقولة ( سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ) , ان الاوان في (كييف ) البحث عن حلول وسط للأزمة الاوكرانية برمتها غربا و شرقا , ومع روسيا , فلم تعد صورة اوكرانيا الحالية مقبولة , و لا سياسة ممكن لها ان تنجح ان لم تخط طريق الاعتدال و التوازن و الحكمة و بعد النظر و السلام و التنمية الشاملة . و التطرف السياسي في المقابل لن يقود الا للتهور و الدمار و الصدام و الى التراجع التنموي , و الا فأنه لا يوجد ما يمنع صناديق الاقتراع الرئاسية في ( كييف) ان تتحرك من جديد لتعيد اوكرانيا الى ما قبل عام 2014 ,حيث الانقلاب الدموي الذي الحق بأوكرانيا خسائر جيوسياسية فادحة في مقدمتها اقاليم ( القرم ) , و ( الدونباس و لوغانسك ) . و أية خطوة اوكرانية متطرفة قادمة مثل محاولة انتاج القنبلة النووية الخطيرة على الدولة الروسية او العبث بأمن اقيلم ( القرم ) , ستلحق الضرر الكبير بالنظام السياسي و الاقتصادي الاوكراني برمته ,و هو ما لا اتمناه لاوكرانيا الواجب , و من حقها ان تعيش وسط دول العالم بسلام و امان و صداقة و تبادل تجاري حميد متصاعد , و ها هو الرئيس زيلينسكي يطلب عبر الرئيس الفرنسي ماكرون وقف الحرب أي العملية العسكرية السريعة , و هي التي ستنتهي بكل تأكيد بشروط على ( كييف ) تضمن الامن لشرق أوكرانيا . و افصح الرئيس فلاديمير بوتين في مقابلة تلفزيونية حديثة جدا بأن أي اعتداء على بلاده روسيا من قبل أية دولة سيتم الرد عليها فورا , و سيكون مصيرها الدمار الشامل . وفي قوله رسالة واضحة لمن يمتهن سياسة العدوان في زمن تطبق فيه دولته القانون الدولي بدقة متناهية , ومن الطبيعي أن لا يتفهم موقفها كبريات دول العالم , فكيف بنا أن نوصل الرسالة الى المثقفين و بسطاء الناس في عالمنا . و بالمناسبة سفراء روسيا في العالم الى جانب مندوبهم في الأمم المتحدة مطالبون بتوضيح صورة الموقف الروسي الجديد عبر الاعلام و المحاضرات السياسية المتوازنة و الهادفة .

وما ارغب بقوله هنا ايضا , هو أن الدول التي وجهت عقوبات اقتصادية ومالية كبيرة لروسيا ولها حسابات ذات علاقة بالحرب الباردة و سباق التسلح , الاجدر بها أن تتفهم القانون الدولي , وتستوعب خطوة روسيا العسكرية السريعة الهادفة لحماية المواطنين الروس و الناطقين بالروسية في منطقتي ( الدونباس و لوغانسك ) شرق اوكرانيا . و العواطف لا تصنع المواقف ,و الاصل بالعاطفة أن يتم توجيهها لحماية بسطاء شرق اوكرانيا و اطفالهم كما فعلت روسيا تماما التي ظهرت تعامل اسرى الحرب الاوكرانية الجديدة هذه و جيشها عموما معاملة الشقيق و ليس العدو كما يشاع , ومن يحارب على الارض في الجناح الغربي الاوكراني تحت أمر ( كييف ) ربما لا يعرف دقة تصوير الاقمار الصناعية الروسية لحركته و بالتالي العمل على أسره , و لايعرف أيضا بأن القوات الخاصة الشيشانية الاقوى في العالم مشاركة في الدفاع عن الدونباس و لوغانسك .

فما الذي ممكن أن تجنيه أمريكا و المفوضية الأوروبية و اليابان و استراليا جراء توجيه عقوبات مالية قاسية بحق روسيا بعد خطوتها الحالية في شرق أوكرانيا ؟ الا تعرف الدول المعاقبة بأن مساحة روسيا الأتحادية أكثر من 17 مليون كلم قادرة لوحدها على اعاقة عمل و تقدم معظم دول العالم ؟ و اخيرا هنا و ليس اخرا لا مخرج للجميع من تقديم الحكمة السياسية الدولية على قصر نظر صناعة الازمات , و للحديث بقية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :