عمون - وضعت الحكومة البريطانية، شرطاً على نظيرتها الإيرانية بشأن الأموال المفرج عنها، والتي تقدر بنحو 400 مليون جنيه استرليني، والتي جرى تسليمها إلى طهران مقابل الإفراج عن الناشطين البريطانيين من أصول إيرانية هما "نازنين زاغري، وآنوشه آشوري".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، عن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، قولها إن "لندن سددت لطهران دينًا بقيمة 400 مليون جنيه استرليني".

وأضافت "أن هذا الدين العائد لعهد الشاه في إيران سدد مع الاحترام الكامل للعقوبات البريطانية والدولية، وهذه الأموال ستخصص فقط لشراء سلع إنسانية".

وقالت الصحافة الإيرانية إن طائرة بريطانية خاصة أقلعت من مطار الخميني الدولي باتجاه لندن وعلى متن "نازنين زاغري، وآنوشه آشوري".

وغرد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأنه مسرور بإنهاء "الاعتقال الجائر" للمواطنين البريطانيين.

وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن "530 مليون دولار من الأموال الإيرانية المحجوبة تم تحويلها إلى حساب إيران قبل الإفراج عن الناشطة زاغري".

فيما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، "لقد استلمنا ديون إيران من بريطانيا قبل أيام، والإفراج عن البريطانيين الاثنين لا علاقة لها بالإفراج عن الديون الإيرانية المترتبة على بريطانيا"، زاعماً أن "الإفراج تم لاعتبارات إنسانية".

كما جدد المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران "ذبيح الله خدائيان"، تلك المزاعم، "تم الإفراج عن البريطانيين الاثنين لاعتبارات إنسانية"، وقال "تم الإفراج عن زاغري بعد أن قضت كل محكوميتها، وأفرج عن أنوشه آشوري بعد أن أمضى حوالي نصف مدة عقوبتها"، مضيفاً "حُكم على زاغري في قضية أخرى لمدة عام لم يتم تنفيذه بعد".

يذكر أن أنوشه آشوري (68 عامًا)، رجل أعمال من أصول إيرانية ويحمل الجنسية البريطانية، جرى اعتقاه في آب/أغسطس 2017 عندما كان يزور والدته في طهران وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

فيما تم اعتقال نازنين زاغري الصحفية بمؤسسة "تومسون رويترز" البريطانية، في إبريل/نيسان عام 2016، بتهمة التجسس والتحريض على النظام، في مطار الخميني الدولي عندما كانت تريد العودة إلى بريطانيا.

وحكمت السلطة القضائية في إيران على زاغري بالسجن لخمس سنوات بتهمة التجسس، وهي التهمة التي رفضتها زاغري.

وكانت إيران قد اشترطت على بريطانيا دفع أموال تقدر بنحو 400 مليون جنيه استرليني مقابل الإفراج عن الناشطة زاغري.

وهناك عدد من المعتقلين الأجانب في طهران منهم، ومراد طاهباز، وعماد شرقي، وسيامك نمازي ووالده باقر نمازي، معتقلين أمريكيين من أصول إيرانية، بالإضافة إلى اعتقال "احمد رضا جلالي" باحث سويدي من أصول إيرانية، كما يوجد معتقل ألماني من أصول إيرانية يدعى "مسعود مصاحب"، وكمران غديري مواطن نمساوي من أصول إيرانية.

وتصف عائلات هؤلاء المعتقلين بأنهم "رهائن" تستخدمهم السلطات الإيرانية كوسيلة ضغط سياسي ومالي ضد الدول الغربية.