facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوقت يضفي القيمة على الأشياء أو ينتزعها


د.أسمهان ماجد الطاهر
18-03-2022 02:36 PM

يعيش البشر في في كل أنحاء العالم هاجس واحدٍ متعلق بنقص الغذاء، يخشى الناس الجوع والفقر.

لم ينتبه أحدا إلى الفقر الأعظم، هو البرود الذي يتسرب ببطء إلى حواس البشر فيسكن أطراف القلب ويجعله بارد النغمات.

لم ينتبه أحد إلى عاصفة هوجاء قد تغزوا إحساس البشر، نتيجة جبروت القسوة والبخل في تقديم العاطفة الصادقة.

البشر بارعون في تدمير كل إحساس نبيل، وإيقاف كل دقة قلب تحمل صدق الكون.

الكارثة لا تحدث فجاءة كالزلازل أو البراكين الطبيعية بل تحدث بشكل تدريجي، تتسرب البرودة إلى أطراف القلب، تحتله وتسكنه ليصبح العالم أكثر برودة من أي وقت مضى.
يصاب من حولك بالدهشة لفقدان صك الغفران الغير مكتوب لملكية القلب.

فجاءة تكتشف أن لا أحد يستحق دفء قلبك، فجاءة
يتجمد جزء من روحك فلا تعود تنتظر شيئا، تدريجيا تفقد الشغف تجاه أكثر الأشياء التي تحب.
صدمة تتبع أخرى، تجعل القلب يتوقف عن بث موسيقى الكون الطبيعية، إلا برتابة تضمن حيوية استمرار الأنفاس.

تتسأل ما الذي يحدث لي! لماذا لم أعد أعطى الأحداث اهتمام، من أين جاء كل هذا البرود، لماذا لم أعد انتظر ً شيئا بشوق، لماذا حل كل هذا الدمار بداخلي!
ترتفع الجدران وتبعد المسافة بفعل أراده، وعن سابق إصرار.

لماذا لم يعد الفراق فعل حزن، ولم يعد الغياب وجع، تتسأل لماذا فقدت لهفة انتظار الكلمة!
تكتشف بأنه تم أقفال جدار القلب بفعل قسوة متراكمة.

فلا قيمة لتلبية رغبة دهسها الوقت، ولا قيمة لمعطف يُكسى به ميت بالعراء، ولا قيمة لأحد يصل متأخرا بعد نهاية كل شيء. أهم ما في كل شيء توقيته.
التوقيت هو الذي يضفي القيمة على الأشياء أو ينتزعها.
إياك أن تهمل أحدا حتى يسكنه البرود. فلا يعود ينتبه لوقع خطواتك أن اقتربت أو ابتعدت.
لا تراهنوا على مشاعر البشر، لا تكتبوا صكوك غفران لأخطائكم.

الوجع لا يرحم، فهو بارد القسمات وقاسي الملامح، إن تسرب للقلب يصعب إعادة إنعاش روح الحياة فيه.
القلب الطيب الذي يسامح دائما، ويعطي بلا حدود ويحتمل الصبر الرهيب، ويقبل بأقل ما يستحق، ويعطي دون حساب، حين تسكنه الصدمة يفقد الشغف.

ليس كلّ من يواسيك خاليًا من الجراح، ولا كلّ من يعطيك يملك أكثر منك، الإيثار ليس إيثار متاع ومال فحسب، قد يشاطرك أحدهم آخر زاده من الصبر، ويهبك ما تبقى في قلبه من أمل، ويقتسم معك آخر ابتسامة، فأحسِن استقبال الود فإنه ثمين، وإعطاءه دون جدوى، يسبب ندبة في القلب.

في ثانية يصبح عليك أن تقفل باب القلب، عن كل ما يؤلمك. تقرر أن تفتح عينيك على أبسط الأشياء التي تسعدك.

أحيانًا، قد يتفوق التخلي عن الأشياء على فرح امتلاكها.
عليك أن تمتلك زمام حياتك بمرها وحلوها، فالحياة تعلمك، خطواتك الأولى في المحبة، وفن الحياة والسياسة، ويبقى عليك إتقان العيش بكياسة.

يوما ما ستجد شيء تغيير بداخلك فجعل قلبك الهش كالزجاج، درع مضاد للرصاص، تدرك وقتها أن العد العكسي لحياتك ومشاعرك قد بدأ، بفارق توقيت كفيل بإعطاء قيمة للأشياء أو انتزاعها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :