ليس من المنطقي والعملي ان يعتمد الوطن في غذائه على الاستيراد كلية او في معظم احتياجاته في الوقت الذي يتمكن الوطن فيه من إنتاج معظم غذائه.

الأمر ليس مستحيلا او صعبا او معقدا لدرجة تجعل الوطن في مهب الريح كلما وقعت جائحة او كارثة او حرب تبعد عنا آلاف الاميال لنواجه مأزقا وارتفاعا في الأسعار فهناك سلع كثيرة يمكن إنتاجها محليا وبأسعار معقولة تحقق الاكتفاء الذاتي وخاصة بعض انواع الحبوب والصناعات التي تعتمد على الزراعة بدرجة عالية.

الأراضي الصالحة لزراعة الحبوب واسعة ومهجورة ومهملة بعد أن جرب المزارعون زراعتها ولكنهم لم يجدوا آذانا صاغية لشراء منتجاتهم وتصريفها للاستهلاك والتصدير.

ومهما أثير من حجج وتبريرات لهجران الزراعة والتقاعس أمام بعض الصناعات فهي حجج واهية وضعيفة ولا تصمد امام المناقشة والتفنيد.

ان توفر الارادة الحقيقية والعزيمة للاعتماد على الذات واستغلال الأرض وإقامة الصناعات البسيطة والتحويليةو المتوسطة هو بيت القصيد في الإنتاج والتطوير.

حان الوقت وآن الآوان للاعتماد على الذات والابتعاد عن الكسل والتسويف ولا بد من المبادرة في الاستفادة من التجارب الماضية وعقد النية لفتح صفحة جديدة في مجال الإنتاج والتسويق بعيدا عن عجز التفكير ووضع العراقيل أمام العمل الجاد.