الحالة العالمية المتوترة، قد تخلق أزمات غذائية في العديد من الدول التي تعتمد بشكل كبير في نظامها الغذائي على المنتج الأجنبي.

المنتج الغذائي الأجنبي في الأسواق، قد يحل بعض مشاكل نقص الاغذية، أو يحافظ على الأمن الغذائي في الأردن، إلا أنه قد يخلق مشاكل اقتصادية، أهمها البطالة بالإضافة لعجز الميزان التجاري أو إرتفاع قيمة الوادرات على حساب الصادرات.

تعاني الأردن من عجز في الميزان التجاري، وشباب عاطل عن العمل، طبعاً لا نحمل المسؤولية للمنتج الأجنبي إطلاقاً في ذلك، الذي قد يحل بعض مشاكل النقص في بعض السلع الغير متوفرة محليا، أو أن تكلفة إنتاجها تفوق تكلفة استيرادها.

الا أننا اليوم وفي ظل التوتر العالمي، الذي يصاحبه ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية، نحتاج لإعادة النظر في العديد من الأمور، أهمها محاولة الاكتفاء الذاتي، والتركيز على المنتج المحلي، لنواجه به أي تهديد في الأمن الغذائي، من ناحية المعروض أو الأسعار.

الاكتفاء الذاتي، أو إنتاج أغلب حاجاتنا الغذائية، يتطلب منا خطط وبرامج حقيقية، لا شعارات مستهلكة، لا تلامس حاجة البلاد ولا العباد.

اليوم هناك أولويات في العمل الوطني أهمها إنتاج الغذاء، ومعالجة مشكلة البطالة، وهذا يتطلب منا ان نعيد النظر في تحركاتنا كنشطاء، ويتعين علينا تصحيح بوصلة الحراك الأردني والعودة في مطالبات الشارع الأردني كما كانت في العام 2011 عندما انطلقت شرارة الاحتجاجات في ذيبان.

تلك الاحتجاجات المطلبية التي خرجت في سبيل الاحتجاج على إرتفاع الأسعار والسياسات الحكومية التي تجاهلت في سياستها الطبقة الفقيرة والمتوسطة في المجتمع الأردني، ونجحت في ذلك ذيبان من خلال التحاق غالبية القوى الشعبية في الأردن حول تلك الاحتجاجات والالتفاف حولها، وتبع تلك الشرارة فعاليات خرجت من عمان كانت ترفع في شعاراتها رغيف الخبز وتؤكد على ما طالبت به ذيبان .

اليوم يتوجب علينا العودة لشعار رغيف الخبز، ويكون عنوان المرحلة المقبلة، ونسعى في ذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وخلق وظائف جديدة.

في الحقيقة هناك نماذج ريادية في الأردن تسعى لتحقيق ذلك، وأهم هذه النماذج محطة الوالة الزراعية، التي حققت إنجاز كبير في ذلك المجال هذا الانجاز الذي يحصل اليوم في محطة الوالة من خلال حث المواطنين على التوجه للإنتاج الزراعي، وتدريبهم، يجب علينا تسليط الضوء عليه، والالتفاف حوله لننهض بالأردن.