كتابة التاريخ من سرد للاحداث واصحابها ونتائجها وأفعال القادة والسادة وتحليل الظواهر التاريخية واستنباط المواقف ومدحها او ذمها تنقصه في كثير من الأحيان الموضوعية والنزاهة وهناك كثير من حالات مجانبة الصواب وتأثر المؤرخ بقوى الشد والنفاق او الإغراء بالمال والمناصب للكتابة باتجاه معين لا يعكس الحقيقة والموضوعية ولهذا نجد اختلافا كثيرا في الروايات التاريخية ونحتاج إلى قراءة اكثر من مصدر لملامسة الحقيقة والبعد عن التضليل.

والمشكلة عندما يكتب في عهد السلطان وهو حي ويتمتع بالنفوذ والقوة والتأثير وما يخالجه من حب المدح وإظهار مواقف البطولة والشرف والاخلاص وترويض الكاتب على هذا السياق فنجده قد اوغل في الوحل واخترق المصداقية ولم يسلك الطريق القويم خوفا من العقاب او طمعا في المال والجاه والسلطان.

ونجد ما يكتب بعد زمن من زوال السلطان وذهاب شأنه وتأثيره على واقع الأحداث أقرب إلى الموضوعية والصواب ولهذا نجد تصادما في تحليل الوقائع التاريخية بين مؤرخ واخر واختلافات وترهات هنا وهناك.

التاريخ مليء بالأحداث والوقائع والقرارات وجل ما يصبو اليه القارئ ان يصل إلى الحقيقة الناصعة وهنا لا بد للمؤرخ ان يستعين بالوثائق وبمن عرف عنهم الجرأة والصدق في قول الحق درءا للوقوع في الأخطاء القاتلة.

استخلاص الحقائق التاريخية يحتاج إلى جهد كبير في المطالعة والمقارنة والتحليل وبعد ذلك ربما تبقى الحقيقة غائبة والمعلومات مغلوطة.