facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حراك عربي تجاه (موسكو، وكييف) .. لماذا؟


د.حسام العتوم
07-04-2022 10:07 AM

وأخيرا تحركت الدبلوماسية العربية الى العاصمتين الروسية ( موسكو ) ، و الى الاوكرانية ( كييف عبر وارسو) للقاء وزير خارجية روسيا الاتحادية "سيرجي لافروف" ، و للقاء وزير خارجية أوكرانيا " دميتري كوليبا " في بولونيا ، ومثل الوفد الدبلوماسي العربي وزير خارجية الأردن ايمن الصفدي ، الى جانب وزراء خارجية مصر (سامح شكري ) ، و الجزائر ( ناصر بوريطة ) ، و السودان ( علي الصادق ) ، و العراق ( فؤاد حسين ) ، و الأمين العام لجامعة الدول العربية ( أحمد ابو الغيط ) تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية في دورته 157 المنعقدة في القاهرة في 9 أذار الماضي 2022 ، فكان اللقاء الدبلوماسي العربي - الروسي الذي جرى في موسكو بتاريخ 4 نيسان الجاري ، ولقد تصدر الوزير الصفدي نائب رئيس الوزراء الحديث في موسكو و في وارسو بتاريخ 5 منه بضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة الروسية – الأوكرانية ، ووقف اطلاق النار على اساس القانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة و مباديء حسن الجوار و احترام سيادة الدول و سلامتها الإقليمية ، و دعم المفاوضات الروسية – الأوكرانية ، و جاهزية الأردن لتقديم العون الأنساني لأوكرانيا عبر منح مواطنيها دخول من دون تأشيرة ، و في موسكو ووارسو بحث الوزير الصفدي أيضا العلاقلات الثنائية الاردنية الروسية و الأوكرانية ، و ملف قضايا المنطقة و في مقدمتها الفلسطينية و السورية . وما رشح عنه عبر الدبلوماسية المصرية بأنه جاء لترتيب وساطة عربية بين روسيا الأتحادية و أوكرانيا ، و الملاحظ من وسط الحراك العربي الدبلوماسي رغم أهميته بأنه جاء متأخرا ، أي بعد أكثر من شهرين على نشوب الحرب الروسية مع غرب أوكرانيا تحديدا ، وهي التي بدأت بتاريخ 24 شباط المنصرم من هذا العام على شكل حملة سلام ، و عملية عسكرية خاصة نظيفة لا تستهدف الشعب الأوكراني الشقيق لشعوب روسيا الاتحادية في الجوار ، و بعكس ما يروج له الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في المحافل الدولية ، و في مجلس الأمن في الأمم المتحدة أيضا بتاريخ 6 نيسان الحالي عبر إتهام موسكو بإنتهاك حقوق الأنسان في حربها على أوكرانيا ، و هو الذي نفته موسكو على لسان رئيسها بوتين ووزير خارجيتها لافروف، و يمضي زيلينسكي بجمع السلاح لحرب بلاده و يجد في ( واشنطن و في العواصم الأوروبية ) تعاطفا شديدا مع قضية بلاده أوكرانيا التي دفع بها زيلينسكي بنفسه نحو الهاوية ، و أكثر من 6 مليارات دولار وصلت ( كييف ) على شكل سلاح و مساعدات مالية ، و الهدف ادامة الحرب و الاضرار بسمعة روسيا و استنزافها . وبعد استمرار الحرب غربا و شرقا في أوكرانيا ، ومع تصاعد الاتهامات المتبادلة بينهما أصبح من الصعب إجراء لقاء رئاسي مباشر بين الرئيسين فلاديمير بوتين و فلاديمير زيلينسكي ، ومن الممكن لاحقا أن يتطور الى لقاء افتراضي ( أون - لاين )، وهو الاقرب الى الصحة و الواقع .

فما الذي يتطلع اليه العرب من اقترابهم من الأزمة الدموية الروسية – الأوكرانية التي تجري رحاها في شرق أوكرانيا ؟ خاصة في منطقة ( ماريوبل ) التي سيطرت عليها القوات الخاصة الشيشانية أيضا المطاردة مع عموم الجيش الروسي فصائل " أزوف " و " بنديرا " المتطرفة و العنصرية التي بدأت ترفع الرايات البيض و الأيدي الخالية من السلاح الى الأعلى ، و حادثة مصنع الحديد هناك شاهدة عيان ، والمفاوضات الروسية - الأوكرانية في (اسطنبول ) دفعت بإتجاه خفض تصعيد الحرب تجاه العاصمة " كييف " التي لا يستهدفها الجيش الروسي اصلا , وهو الذي لم يأت لأوكرانيا محتلا بقدر ما قدم للدفاع عن سيادة روسيا و أمنها الأستراتيجي بعد اكتشاف استخبارات موسكو و على لسان مديرها سيرجي ناريشكين برصد مخطط أوكراني – غربي ، و غرب أمريكي لإنتاج قنبلة نووية سرا ، و للأنضمام لحلف (الناتو) العسكري بالتدريج ، وللإنقضاض على إقليم شبه جزيرة القرم الروسية ، و على إقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) بقوة السلاح بدلا من التفاوض المبكر مع شرق أوكرانيا و مع روسيا مبكرا على ابواب انقلابها عام 2014 و عبر ميادين " كييف "، وهي الفرصة الذهبية التي فقدتها النخبة السياسية الأوكرانية المتطرفة و التي حسبت نفسها على التيار البنديري و على فصائل " أزوف " شديدة التطرف و العنصرية ، فماذا يريد العرب حقا من حرب موسكو و كييف ؟

مالا يخطر على بال المحللين السياسيين في ايامنا هذه للحرب الروسية - الأوكرانية هذه ، هي ردة الفعل الروسية على العقوبات الغربية المفتعلة بقيادة أمريكا عليها من زاوية تعميق الحرب الباردة التاريخية و سباق التسلح و ليس بسبب الحرب الدائرة و انتهاك حقوق الأنسان في أوكرانيا حسب اعتقادهم ، والذي هو محض هراء ، وكلنا نعرف تاريخ أمريكا في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بعد قصفها لها في حادثتي ( هيروشيما و ناكازاكي ) و التسبب في مقتل تشويه خلقي لأكثر من 250 الف ياباني ، و الحالة تكررت في يوغسلافيا ، و في أفغانستان ، و في العراق ، و في سوريا ، و في ليبيا ، و في اليمن ، وفي غير مكان . حيث جاء الرد الروسي مزلزلا و ضاربا ( للدولار و اليورو) معا ، و متسببا عبر عرض شراء المصادر الطبيعية الروسية على الدول غير الصديقة بالعملة الروسية ( الروبل ) ، و هو الأمر الذي شجع الصين و الهند على الأعتماد على عملتهما الوطنية أيضا ، وهو الأمر الذي بدأ يعطي اشارة انذار للعرب بأن عملاتهم الوطنية باتت بخطر ، وهي المربوطة بالدولار بشكل أساسي ، و بأن الحصار الأمريكي على روسيا الذي ظهر يلحق الضرر بأوروبا أولا قبل روسيا عبر انقطاع مادة الغاز الروسية التي اعتمدو عليها بنسبة مئوية تصل الى 40% بعد خسرانهم مشروع الغاز – ستريم 2 بأمر من واشنطن ، يمتد ليشمل صادرات وواردات العرب مع روسيا الأتحادية ، و فقط فلقد بلغت صادرات كل من روسيا و أوكرانيا لمادة القمح للعرب 9، 206 مليون طن سنويا ( اس اند بي ) .و بلغ حجم التبادل التجاري العربي مع روسيا لوحدها 18 مليار دولار ( وزارة التجارة الروسية 27 1 2022 ) . و 12% من صادرات أوكرانيا موجهة للعرب، و تبادل تجاري مع 18 دولة عربية بقيمة 6،3 مليار دولار عام 2020 ، و بلغت الواردات من أوكرانيا 92% ، بينما سجلت الصادرات العربية 450 مليون دولار فقط ( د. عبد الله الردادي – السعودية ) .

ان أكثر ما يقلق العرب في داخلهم ، و يبعدهم عن تسجيل مواقف دولية هامة مبكرا مثل الوقوف بجانب ايجاد مخرج امن للأزمة الروسية – الأوكرانية التي تحولت الى عملية عسكرية طويلة المدى و على شكل حرب لا يراد لها أن تنتهي من طرف أمريكا بالذات و ليس من طرف روسيا كما يعتقد ، هو انشغالهم بقضيتهم الأولى " الفلسطينية " ، و التي هي قضية كل المسلمين و المسيحيين ، أصبحت تؤرق العالم . و الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني " حفظه الله " في صدارة الدول العربية مطالبة و في كل المحافل الدولية بحل الدولتين العادل ، القادر على بناء دولة فلسطين كاملة السيادة و عاصمتها القدس الشرقية ، بعد تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية ، و اعادة ( اسرائيل) الى حدود الرابع من حزيران لعام 67 ، وفقا للشرعية الدولية ، و التمسك بحق العودة أولا ثم التعويض . و القضية الثانية العربية هي " السورية " الواجب أن تجد حلا ناجعا يحافظ على سيادة الدولة السورية على ترابها العربي الواحد ، و تعيد لها جولانها ، و تعيد سوريا الى صفها العربي و جامعتها العربية . وفي اليمن لنا نحن العرب قضية عالقة ، و في ليبيا ، وفي جزر الأمارات .

و الأهم هنا هو أن تكون رسالة روسيا الأتحادية على العقوبات الغربية – الأمريكية شاملة لتنسحب على اعادة بناء الداخل الروسي من خلال الأهتمام أكثر ببنيته التحتية المتعلقة مباشرة بمدن الدرجة الثالثة ، و بمستوى دخل المواطن الروسي و تقاعداته في العمل الحكومي ، و بأسعار المحروقات ، و المواد التموينية ، و الخدمات العامة الحياتية ، و تشجيع الأنتاج الوطني على مستوى الملابس و الأتصالات ، و اسعار المواصلات ، و تحسين شبكات الأنترنت ، و الأنفتاح جوا على العالم عبر شركات طيران الأيروفلوت و غيرها الأجنبية القادرة على الخدمة .

شكرا للخطوة العربية الدبلوماسية المتوازنة الهادفة لفهم الأزمة الروسية – الأوكرانية الدموية ، ومن أجل الوصول لحلول وسطية عادلة تنهي حالة التشنج بين البلدين الجارين روسيا و أوكرانيا، و تحافظ على سيادة كل منهما ، و لتحقق الإستقرار في العالم ، و لتنتهي الحرب الباردة الى الأبد ، و كذلك ما له علاقة بسباق التسلح باهض الثمن الممكن تحويل أمواله لتنمية شاملة خادمة للبشرية جمعاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :