الخصوم في الحرب هي الشاهد الوحيد على معاناة الشعوب، والعظام التي تتكسر وتُحال الى قطع ترديها أغبرة النسيان، صعب أن تُنسى حتى وإن انتهت الحرب ووضع المقاتلين أوزارهم في سلالم الخطيئة.

كسر عظم.. دراما سورية تعالت على كل ما قُدم خلال السباق الرمضاني في السنوات العشرة السابقة، عرّى سطوة الجنرالات في المؤسسات العسكرية في الواقع العربي أجمع، لا أعلم لماذا وجدت مقاربة بين ملحمة "كسر عظم" ومسلسل "الولادة من الخاصرة" وتلك المقاربة ليست لأن المخرجة رشا شربتجي هي ذاتها من أخرجت كلا العملين المهميّن، ولكن المضمون الواقعي في هيمنة الجيوش على الأفراد واستغلال الأزمات والحروب والنزاعات لتحرير شذرات نفسية تتسم بالهيمنة على الضعيف وإذلاله وتقزيمه دون رحمة.

الأجهزة التي لها اعتبارات سيادية مارست كسر العظم في وضح النهار، عربيا أتحدث، منذ بداية الربيع العربي الأرعن وحتى يومنا هذا، انها مخلفات الحروب، التمرد والدعارة واذلال الكبار والسرقة والخطابات التافهة هي صور حقيقية لمخلفات الصراع العربي.

هذا المسلسل يستحق جائزة الأوسكار عن جدارة، أدعوكم لمشاهدته ومن لم يشاهده منذ البداية فالحلقات السابقة متواجدة على اليوتيوب.