facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمريكا في أوكرانيا - حرب بالوكالة


د.حسام العتوم
09-04-2022 10:33 AM

يتظاهر الغرب الأمريكي بأنه يستغرب الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت بتاريخ 24 شباط 2022 ، وهي التي أطلق عليها الروس – حملة السلام ، و العملية العسكرية الخاصة ، و أعلنوا بأنها ستكون نظيفة لا تستهدف المدنيين الأوكران أشقاء الروس في اطار العائلة السلافية الواحدة ، و بحكم الجوار ، و التاريخ المشترك الواحد، خاصة ما تعلق بمجاعة ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي ، و ماله علاقة بالنصر السوفيتي المشترك الكاسح على النازية الألمانية عام 1945 ، و رفع العلم السوفيتي فوق مبنى ( الرايخ – البرلمان ) ،و دفع فاتورة من الشهداء وصلت الى 27 مليون شهيد ، في زمن اشتركت فيه أمريكا في الحرب ذاتها في ربع الساعة الأخيرة ، و قدمت كبريات شركاتها مثل " فورد " خدمة كبيرة لنظام أودولف هتلر في مجال سيارات الشاحنات ، و حققت رقما قياسيا في الاستثمارالحربي قوامه حوالي 800 مليون دولار .

وكما أن لروسيا الاتحادية حساباتها وسط حربها الوقائية و الدفاعية هذه ، و التي لم تكن تريد لها أن تطول ، وبعد اكتشاف استخبارتها مبكرا على لسان مديرها سيرجي ناريشكين وجود مخطط أوكراني – أمريكي – غربي لانتاج قنبلة نووية بالقرب من حدود روسيا الجنوبية وعلى مسافة قريبة من موسكو العاصمة، و تجهيز 30 مركزا بيولوجيا أمريكيا و بالتعاون مع الموساد الأسرائيلي لأنتاج فايروس كورونا البيولوجي و غيره ، و بدعم مباشر من ابن الرئيس الأمريكي بايدن( هانتر) ، و التجهز للانقضاض على اقليم ( القرم ) الروسي ، الذي حصل على 95% من أصوات الأقليم ، حيث تعيش ما نسبته 58% من سكانه روس ،مقابل 24% أوكران ،و 12% تتار و غيرهم ، و يمتلك أسطولا حربيا نوويا روسيا عملاقا ، والاستعداد لضم إقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) بقوة السلاح ، و بعدما طفح الكيل بالتطاول على شرق أوكرانيا حيث يعيش الروس و الناطقين بالروسية و الموالين لروسيا و بحجم أربعة ملايين نسمة ، و التسبب في مقتل 14 الفا منهم ، من بينهم حوالي 500 طفل ، على مدى ثماني سنوات منذ إنقلاب عام 2014 الدموي الذي دبر بليل بالتشارك بين النخبة السياسية لغرب أوكرانيا في العاصمة " كييف " المحسوبة على التيار البنديري العنصري المتطرف ، القادمة جذوره من أتون الجناح النازي الهتلري في الحرب العالمية الثانية 1939 1945 ، و بين الولايات المتحدة الأمريكية و جهات غربية لوجستية متعددة ، و هو ما لا يرغب الغرب مجتمعا سماعه ، أعلنت موسكو – بوتين عن تشارو قادتها للإستجابة لنداء إقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) بالأعتراف بهما روسيا مستقلين في إطار الدولة الأوكرانية – بصفة الحكم الذاتي ، و هو الذي حصل لاحقا و فعلا ، و تم التوقيع في قصر( الكرملين ) الرئاسي في موسكو على معاهدة تعاون و دفاع مشترك بعد الإرتكاز على المادة 51 7 من مواد الأمم المتحدة التي تخول الدولة العضو فيها و التي تتعرض للإعتداء الخارجي الدفاع عن نفسها ، فكانت معركة المصير التي لم تستهدف دخول أو إحتلال العاصمة " كييف " كما أشاع الغرب و( البنتاغون ) ، و لا إحتلال أوكرانيا ، و لا التطاول على شعب أوكرانيا الشقيق لهم ، لكن حجم الدعاية الغربية الرمادية و السوداء بقيادة أمريكا و بريطانيا جاءت كبيرة مستهدفة الدولة الروسية العظمى من زاوية إستمرار الحرب الباردة و سباق التسلح ، و نشر الفوبيا الروسية المغرضة ، و ليس حزنا على شعب غرب أوكرانيا ، و لو كان الأمر كذلك لحزن الغرب الأمريكي على شعب شرق أوكرانيا أيضا ،و لتعاطف مع الشعب الفلسطيني المناضل ، ومع قضيته الفلسطينية العادلة التي لم تجد حلا ناجعا منذ عامي 48 و 67 ، و لا زال مشروع الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين ، و كل ما يتعلق بتجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية ، و حق العودة أولا ثم التعويض أمام سراب متعمد . و لواصل الغرب حزنه على مجزرة أمريكا في (هيروشيما و ناكازاكي) اليابانيتين بعد قصفهما بأول قنبلتين نوويتين تصنعهما أمريكا نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، و التسبب في مقتل أكثر من 250 الفا من اليابانيين و تشويه غيرهم خلقيا . و لواصل الغرب حزنه على قتلى حرب أمريكا في فيتنام ، و على قتلى يوغسلافيا على يد حلف ( الناتو ) ، و على قتلى العراق و اعدام الشهيد صدام حسين على يد حلف ( الناتو ) الأمريكي و إيران ، و اعدام معمر القذافي بعد تدخل حلف ( الناتو )، و علي عبد الله صالح كذلك ، و على دخول أمريكا لسوريا من دون دعوة ، و خلطها لأوراق الأرهاب هناك، و على التحرش الأمريكي بكوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية المحتاجة وقتها للحوار الذي سيطرت على مخارجه موسكو – لافروف سلميا و بنجاح ملاحظ .

وبطريقة مختلفة أظهرت أمريكا – بايدن التي تقود ومعها بريطانيا – جونسون ، خطاب الكراهية بوجه روسيا الاتحادية و ضدها ، و زجو معهما الغرب لخوض حرب مشتركة وسط أوكرانيا عبر توزيدها بالسلاح و المال الوفير تقدمته أمريكا بحجم 6 مليارات دولار و بريطانيا بحجم 300 مليون دولار ، كل ذلك ليس من أجل عيون الرئيس الأوكراني – الفنان الكوميدي - كاتب مسرحية الحرب الأوكرانية (2022 ) ضد بلده بالتعاون مع الجناح البنديري و فصائل " أزوف " المتطرفة و العنصرية لدرجة النازية ، والمتعاون بسذاجة مع الغرب الأمريكي نفسه ، و بهدف إستنزاف روسيا ، و شيطنتها ، و تشويه سمعتها ، و لكي تستمر الحرب البادرة ، ومعها سباق التسلح بهدف الضغط على الشارع الروسي لكي ينتفض على نظامه السياسي و على رئيسه المنتخب فلاديمير بوتين، ومطالبة الكونغرس التخلص منه سابقا شاهد عيان ، و كلنا أصبحنا نعرف حجم البغيضة التي يكنها الرئيس الأمريكي - جو بايدن لبوتين و يشترك معه بنفس الشعور رئيس وزار بريطانيا -بوريس جونسون ، بينما هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، و كذلك مستشار المانيا الحالي أولاف شولتز و السابقة أنجيليكا ميركيل لا يشبهانهم مطلقا ، و يؤمنان بالحوار مع موسكو و حققوا نجاحات ملاحظة .

و إصرار أمريكا و بريطانيا على أن تبقى الحرب الاوكرانية التي طالت لحوالي الشهرين مستمرة ، مما يعني بأن حربهم منذ البداية هي بالوكالة مع روسيا عبر ( كييف ) ، و لدرجة وصلت فيها أمريكا للبحث وسط المنظومة الاشتراكية السابقة عن دبابات سوفيتية الصنع لنقلها الى غرب أوكرانيا لعدم مقدرة الجيش الأوكراني على إستخدام دبابات الغرب ، و حركت أمريكا دول العالم لمشاركتها في عقوباتها الاقتصادية و الدبلومسية و السياسية ضد روسيا ، و هو الأمر الذي تطلب من موسكو التعامل مع الدول غير الصديقة بالعملة الوطنية " الروبل " مقابل شراء مصادرها الطبيعية و في مقدمتها الغاز و البترول .

الحرب على أوكرانيا – أي العملية العسكرية تحمل هدفا و طنيا و قوميا روسيا محددا قوامه تنظيف الجوار الأوكراني من حالة العداء غير المبررة لروسيا ، و ضبط سلوكها تجاه حلف ( الناتو ) المعادي لروسيا ، و لمنع تطاول غرب أوكرانيا على الشرق الأوكراني ، و على القرم ، وفي نهاية المطاف ، فإن الحرب سوف تتوقف عندما ينتهي التفاوض الى حلول ناجعة عادلة تعترف بحقوق روسيا الأتحادية ، و تحقق السيادة لأوكرانيا على أرضها عبر الحوار المعقول فقط .

و قضية ( بوجا ) قرب العاصمة ( كييف) تم تضخيمها اعلاميا و دعائيا من طرف الغرب ، و جيشت أمريكا دول العالم مبكرا و بشكل مبرمج و عبر إتصالاتها للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المنصرم على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان ، وهو الذي حصل بعد تصويت (93 ) دولة مع قرار التعليق غير المقنع و غير المبرر ، و دعوة الأتحاد الأوروبي الى داخلها، بهدف تصوير روسيا أمام الرأي العالمي بأنها دولة عظمى عدوانية ، و مماسة للإبادة الجماعية ، و هو ما نفته موسكو جملة و تفصيلا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف ، و هو ما أكده مدير المكتب الصحفي للكرملين دميتري بيسكوف أيضا، و الأستماع لصوت موسكو أمر هام و مطلوب ، وروسيا دولة حضارية و الأكثر تمسكا بالقانون الدولي ، و قضايا مثل الفلسطينية و كوريا الشمالية و سوريا و قضية سلاح جيشها الكيميائي الذي ساعدت بقوة على تفكيكه عام 2013 و تسليمه لأمريكا أمثلة حية يجب التوقف عندها .

و من الجدير ذكره هنا هو بأن فروقات معاملة الأسير الأوكراني من طرف الجيش الروسي و حسب عقيدته العسكرية و السياسية ، و هي الحسنة ، تختلف عن معاملة الأسيرالروسي لدى الجيش الأوكراني ، و خاصة لدى فصائل " أزوف " المتطرفة ، و هي السلبية . ومن المهم معرفته هنا هو بأن الحرب الأوكرانية التي يجري رحاها الان و تقترب من التوقف ، ربما ستعاود الكرة مرة أخرى مستقبلا اذا ما عاودت ( كييف ) ممارسة العداء و التطاول على شرق أوكرانيا و على روسيا من جديد ، و العبرة لمن يعتبر بكل تأكيد .

ورسالة من مؤسسة طبية روسية تؤكد سوء معاملة الأسير الروسي ، و صحيفة روسية في مدينة (روسوش) تدعو المواطنين الروس لتجهيز مخازنهم التموينية تحت الأض داخل منازلهم و مزارعهم القريبة من الحدود الأوكرانية لإحتمال القصف الصاروخي الأوكراني خاصة العشوائي منه .وحديث غربي عن ارسال روسيا لمجندين تجاوزت أعمارهم الستين عاما للمحافظة على صغار الشباب منهم . و المعركة في منطقة ( ماريوبل ) القريبة من الدونباس أصبحت تحت سيطرة الجيش الروسي و القوات الخاصة الشيشانية المحترفة . و حادثة محطة قطارات ( كراماتورسك )حسب موسكو مفتعلة و تهدف لإظهارها على أنها تستهدف المدنيين الأوكران بصواريخ غير متوفرة في روسيا ، و هي خدعة إعلامية من صنع الغرب و لكي يصدقها هو أولا قبل الرأي العام كما يفعل الرئيس الأمريكي بايدن . و العدالة الدولية تتطلب لجان تقصي حقائق و ليس توجيه اتهامات باطلة سرابية غير نافعة .

وفي نهاية المطاف لا توجد حرب اندلعت لم تنتهي الى سلام ، و الأهم أن تلتزم دول العالم خاصة الكبرى منها بقواعد الأمم المتحدة و مجلس الأمن ، و الخيار الممكن أمام روسيا أيضا لمواجهة الحملة الأعلامية و السياسية و الأقتصادية الغربية المسعورة هو توسيع شبكة تحالفاتها العالمية ومنها العسكرية خارج الأطار السوفيتي السابق لتشمل الصين و الهند و كوريا الشمالية و غيرهم من الدول الصديقة لروسيا ، و الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للداخل الروسي ، وكل ماله علاقة بالأسعار التموينية ، و على مستوى المحروقات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :