facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة بوتين ورسائل الغرب


د.حسام العتوم
11-04-2022 09:46 PM

ما اراد رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين وطاقم قيادة دولته العظمى قوله فيما يتعلق بالحرب على غرب أوكرانيا دفاعا عن شرق أوكرانيا ( الدونباس و لوغانسك) و لتحريرها، و عن أمن و سيادة روسيا ، سمعناه و شاهدناه ، و كل العالم بتاريخ 24 شباط المنصرم من هذا العام 2022 ، وكان الحدث مفاجئا و مدويا بحجمه ، و متوقعا لدى جهات لوجستية و سياسية عالمية عديدة بسبب مراقبة تحشداته العسكرية عن كثب ، و يخطيء من يعتقد بأن قرار الحرب ، أي العملية العسكرية الروسية الخاصة ، التي أعلنت موسكو عنها بأنها ستكون نظيفة ، إتخذه بوتين لوحده ، و بطريقة ديكتاتورية ؟! ، و إنما جاء بعد التشاور مع قيادة بلده روسيا السياسية و الأمنية و الأدارية ، و بعد تلقيهم رسالة شرق أوكرانية تناديهم بالاعتراف بإقليمي الدونباس و لوغانسك مستقلين في إطار الحكم الذاتي داخل سياج الدولة الأوكرانية ، التي خسرت إقليم ( القرم ) الاسترتيجي مبكرا بعد انقلاب عاصمتها ( كييف ) عام 2014 ، و نخبتها السياسية الجديدة المحسوبة على التيار البنديري المتطرف القادمة جذوره من رحم الجناح الهتلري للنازية الألمانية ، و بالتعاون اللوجستي مع الغرب الأمريكي الذي أظهر قادته لاحقا و بالتدريج منسوبا عاليا من الكراهية لروسيا ، و تمثلت صورتها بوضوح بشخص الرئيس الأمريكي المتقدم بالعمر جو بايدن ، ووسط الكونغرس و عبر حليفه البريطاني بوريس جونسون ، رغم لقاء ( جنيف ) الحميم السابق الذي جمع بايدن مع بوتين عام 2021 ‘ و بعد تصريح سابق حميد لبايدن ، بأن روسيا ليست عدوة لأمريكا ، و لا يهددها الأطلسي ، موجها خطابه وقتها للشعوب الروسية ، وكان ذلك بتاريخ 15 شباط 2022 ، و لكن كلام بايدن في الليل يمحوه النهار، وهكذا يبدو لنا ، و ظهر و كأنه و جونسون ، بأنهما لا يرغبان بسماع حزمة أسباب الحرب الأوكرانية من وجهة نظر موسكو ، و اعتبراها و معهم الغرب المنقاد لسياسة القطب الواحد الراغب في الهيمنة على أركان العالم ، بأنها حربا بوتينية بإمتياز ، رغم عدالتها الى حد معقول من الجانب الروسي ، و ذهب بايدن و عن قصد لتوجيه شتائم سياسية متكررة لبوتين مثل ( مجرم الحرب ) وغيرها من غير حسبة خط الرجعة و احتمال اللقاء به الى الأمام ، و قرروا في الغرب تعليق المشنقة لروسيا الأتحادية وتدميرها ببطيء اقتصاديا عبر محاصرتها و الغاء الاتفاقات الاقتصادية معها و في مقدمتها مشرو ع الغاز( 2 ) الموجه روسيا لخدمة أوروبا من خلال المانيا ، و هو المكلف ماديا لروسيا و برقم وصل الى 11 مليار دولار ، و لم نعد بعدها نفهم من هو مجرم الحرب فعلا ؟ أو منهم مجرمو الحروب في التاريخ المعاصر ؟ هل هو الرئيس الروسي الذي كشفت استخبارات بلاده عبر مديرها ناريشكين مخططا مدروسا للانقضاض على روسيا و على القرم و على (الدونباس و لوعانسك ) ؟ أم من يزود غرب أوكرانيا ، و فصائل " أوزوف " المتطرفة العنصرية لدرجة النازية بالسلاح و المال الوفير مثل أمريكا و بريطانيا و عموم الغرب لكي لا تتوقف الحرب ، و لتحقيق اهداف استراتيجية متوسطة و بعيدة المدى تبدأ بالأستنزاف لروسيا و تنتهي بفرض الشروط على موسكو بعد التمكن من انتاج قنبلة نووية مجاورة ، و التعاون مع حلف ( الناتو ) المعادي لروسيا ، و الشروع بالتطاول على ( القرم ) ، و ( الدونباس و لوغانسك ) ، مما دفع الغرب الأمريكي برمته لشن حرب بديلة اقتصادية عبر عقوبات صارمة ، رافقتها مثلها السياسية و الدبلوماسية ، بدلا من تبني سياسة الحكمة و طاولة الحوار ، و السعي لتوقيع معاهدة سلام تحت مظلة الأمم المتحدة و مجلس الأمن لأنهاء الحرب ، و للعودة للسلام و التنمية الشاملة الخادمة لروسيا و لأوكرانيا و للغرب و لكل العالم من جديد . وبدى لنا الحدث الأوكراني الذي كتب سيناريوه نخبة زيلينسكي و البنتاغون و الأيباك مجرد طعم لسنارة أمريكا و بريطانيا و الغرب لتسخين الحرب الباردة و سباق التسلح و للجم نهوض روسيا الأتحادية العظمى.

و هكذا نجد بأن رسالة الرئيس بوتين و قيادة بلده الأولى وصلت عبر حملة السلام من أجل تحرير شرق أوكرانيا ، و غربها من التيار البنديري العنصري و المتطرف ، و بهدف تنظيف أوكرانيا من فصائل " أزوف " - الحركة الفدائية الميدانية الأكثر تطرفا لدرجة الممارسات النازية ، وهي التي حاربت الى جانب الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا في منطقة " ماريوبل " تحديدا قبل سيطرة الجيش الروسي الأحمر على معابرها و بمشاركة القوات الخاصة الشيشانية المحترفة و المتفوقة عالميا ، ومن حق القاريء الكريم أن يسأل عن موجة التطرف في أوكرانيا وبكامل جذورها التاريخية الهتلرية ، و عن موجة الأعلام المضلل الغربي المؤثر على الجناح الشرقي من اعلام العالم ، و على الأعلام العربي أيضا ، و الأمثلة كثيرة على ما أقول مثل قلع عيون أسرى الجيش الروسي ، و إزالة الأعضاء البشرية لعدد منهم ، و اتهام روسيا بقصف مستشفى " ماريوبل " للولادة بينما كانت فصائل " أزوف " تختبيء بداخله ، و كذلك الأمر بالنسبة لحادثتي " محطة قطارات -كراماتورسك " شرق أوكرانيا بصاروخ ( توشكايو ) الذي لا يستخدمه الجيش الروسي ، و " بوتشا " بالقرب من العاصمة ( كييف ) ، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية عن تقديم ( 452 ) طنا من المساعدات الإنسانية لمناطق محافظة ( كييف ) ، وإشاعة احتمال أن تستخدم روسيا السلاح الكيميائي لضرب المواطنين الأوكران ، وكل ما سبق نفته موسكو بالأدلة الميدانية الدامغة ، ومثل نموجا غربيا بأن الحرب خدعة فعلا ، و قادرة على جذب استعطاف المنظمات الغربية الأنسانية ( الحنونة ) التي لا تريد أن ترى خطايا التطرف الأوكراني في شرق أوكرانيا و الذي تسبب في مقتل حوالي 14 الفا منهم و من بينهم أكثر من 500 طفل ، و تغمض عينيها عن الأوكران و الروس و هما من أكثر الشعوب السلافية الشقيقة قربا لبعضهم البعض، و بأن العقلية السياسية و العسكرية ليست عدوانية ، و لا إحتلالية ، و لا تستهدف المواطنين تحت أي ظرف ، و لا تخطط لإحتلال العاصمة " كييف " . و لذلك دخلت روسيا محررة و ليست محتلة كما يشاع ، و عرضت ذاتها لحملة غربية مبرمجة شرسة متطورة ، تثبت من جديد بأن أمريكا بإسم الغرب و معها بريطانيا لا يؤتمن جانبهم ، و بأن الغدر شيمتهم ، و رسالة بوتين الجديدة أعطت معاني هامة تستحق التوقف عندها ، و هي التي جاءت على الشكل التالي.

يقول الرئيس فلاديمير بوتين في رسالته المباشرة الموجهة للبشرية جمعاء ، و التي وصلتني عبر شبكة الذكاء الأصطناعي " الواتساب " و باللغة الروسية ، و استهدفت أيضا شريحة الصحفيين و الدبلوماسيين ، حيث بدأها بالقول ، و بما معناه ، يوجد سلوك بالمفهوم الروسي عنوانه " سواليف " ، أما انا لا أريد هنا أكذب ، و سوف أقول الحقيقة ، و بوضوح ، .. روسيا دولة عظيمة و غنية ، و أهم ما تمتلكه وجود 150 قومية ، تعيش بعدالة ، و لانريد أراضي جديدة ،و نمتلك مصادر طاقة و طبيعية كبيرة ، و نعيش بعرق جبيننا و ليس بالإتجار غير المشروع ، ومن يجيد اللغة الروسية يعرف بأن مصطلح " روسي " يعني كل قومياتنا ، السلافية ، و التتار ، و اليهود و غيرهم ، و نجد أنفسنا موحدين رغم التباينات اللغوية و في العادات و التقاليد ، و وجدنا بأننا أمام حالة دفاع واحدة بوجه العنصرية و الفاشية . لقد تبادلنا 50 أسيرا عسكريا مع أوكرانيا – و يقصد الغربية ، فلم نلاحظ مثل هكذا إساءة بشعة من قبلهم لأسرانا منذ الحرب العالمية الثانية الأخيرة ، فلقد وصلو الينا من دون أصابع و من دون أعضاء ، بينما عاملنا أسراهم معاملة حسنه و أعدناهم لبيوتهم . سيكون الأمر مخجلا لمن يساند أصحاب هكذا سلوك مشين متوحش ، ومن أختارو أمامهم في صدارة الحرب النساء الحوامل ، و الأطفال، و الغرب بقيادة بايدن يزودوهم بالسلاح و المال في المقابل ، و الصمت سيد الموقف ، و هذه المرة لن نصل نحن الروس الى برلين ، سنبقى في حدود دولتنا التاريخية . أوجه ندائي لمن يرغب بحياة هادئة ، و ينعم بتربية أطفاله ، و أن يصادق شعوب العالم ، بأن يساعدوا روسيا لمعالجة الورم الأوكراني السرطاني العنصري الذي تغذيه أمريكا و( الناتو ) على حساب جيوبكم و الضرائب ، و يرفعون الأسعار ، ليحصدو الثراء ، و اذا ما توحدنا ستنتهي العنصرية في أوكرانيا ، نريد لنصرنا أن يكون سريعا و مشتركا معكم.

و أخيرا هنا و ليس أخرا لقد أصبح الرأي العام العالمي أمام وقفة ضمير لكي يميز الغث من السمين ، و يميز بين المعتدي ، و المتصدي للعداء ، و يصعب تغطية الشمس بغربال ، و الحقيقة و ما وراءها محتاجة للإستقصاء الصحفي و الأعلامي و السياسي النزيه العادل ومن دون مواربة أو تضليل ، و لم يعد ممكنا في عالم الأعلام المتعدد القنوات ممارسة الخديعة الأعلامية ، و لا مخرج لأمن العالم من غير سيادة عالم الأقطاب المتعددة ، و نعم لزوال عالم القطب الواحد المتغطرس ، و الممارس للفساد و الدمار و التحريض المبرمج ، و العابث بإستقرار إقتصاد العالم ، و بأمن الانسان .ونعم للسلام الممكن تحويله لتنمية شاملة خادمة للبشرية جمعاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :