facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلام حول ( كييف ) لن يكرر ( مينسك)


د.حسام العتوم
17-04-2022 11:45 AM

كل شعوب العالم ، وكما أظن ، في توق و شوق كبير لكي تنتهي الحرب الروسية – الأوكرانية ، و لكي يذهب الطرفان المتحاربان الى طاولة السلام ، و أكثر الى السلام نفسه ، خاصة و أنهما جارتان شقيقتان ، و محسوبتين على عمق تاريخ العائلة السلافية الواحدة ، و على السوفيتية كذلك ، و تاريخ أعمق بينهما يمتد ليصل الى الحقبة القيصيرية ، فلماذا لا يكون السلام سريعا حقا ، و لماذا لا يأتي عادلا ، و ما الذي يعيق توقيع السلام بين ( موسكو) و( كييف ) بدلا من الإستمرار في إراقة الدماء ، و تدمير بيوت الأوكران المسالمين في الجناحين الغربي و الشرقي الأوكراني ، بسبب تحويلها غربا لدروع بشرية من قبل المحاربين الأوكران ، و شرقا من قبل الجيش الأوكراني وبالتعاون مع فصائل " أزوف " المتطرفة و العنصرية لدرجة النازية ، و بعد التصادم مع الجيش الروسي المحرر، و حتى كما حدث مؤخرا وسط القرى الروسية المحاددة لغرب أوكرانيا من زاوية الثأر لغبن الحرب الدائرة الوقائية و الدفاعية و الهجومية ذات الوقت من طرف الجيش الروسي عالي التسليح و المحترف الذي يقابله الجيش الأوكراني الأقل احترافا و تسليحا ، و فصائل ( أوزوف ) المتطرفة سابقة الذكر هنا .
وتعود بي الذاكرة في الشأنين الروسي و الأوكراني الى الحقبة السوفيتية ، حيث المجاعة الواحدة في ثلاثينيان و أربعينيات القرن الماضي ، و الى النصر السوفيتي الواحد على النازية الهتلرية ، و طردها الى عمق برلين ، و رفع العلم السوفيتي الواحد فوق مبنى ( الرايخ – البرلمان ) الألماني عام 1945 ، والى استقلال كل من روسيا الاتحادية و أوكرانيا عن منظومة الأتحاد السوفيتي المنحل عام 1991 ، و عندما إختار كل منهما طريقا مستقلا نحو البناء مع الأحتفاظ بالخطوط المشتركة الكبيرة ، مثل المحافظة على شبه جزيرة ( القرم ) في إطار العهدة الأوكرانية ، منذ منحها لها في زمن الرئيس السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1954 لأسباب اقتصادية، ومنها الحصول على مخرج مائي لأوكرانيا من جهة البحر الأسود ، وكلنا نعرف أهمية ( القرم ) الاستراجية بالنسبة للاتحاد السوفيتي سابقا ، و لأوكرانيا في حقبة الوصاية الروسية ، و لروسيا نفسها بسبب رسو الأسطول الروسي السوفيتي السابق النووي العملاق في مياه ( القرم ) على ضفاف البحر الأسود ،إلى أن جاء عام 2014 ، و عندما تحرك التيار البنديري المتطرف القادمة جذوره من أتون الجناح الهتلري النازي في الحرب العالمية الثانية 1939 1945 ، و اخترق النخبة السياسية الجديدة في ( كييف ) عبر انقلاب دموي دبر بليل بالتعاون مع الغرب الأمريكي بقصد استهداف روسيا من طرف حدودها الجنوبية ، وهو عمل عدائي مشترك ( غرب أوكراني و غرب أمريكي ) ، ردت عليه موسكو – بوتين فورا بسحب إقليم ( القرم ) ، و إعلانها بأن الهدية التاريخية إنتهى مفعولها ، و راهن غرب أوكرانيا منذ عهد الرئيس الأوكراني السابق ( بيترو باراشينكا ) ، ومع قدوم الرئيس الأوكراني الحالي( فلاديمير زيلينسكي ) و نخبتهم السياسية الحاكمة المتطرفة على التقرب من الغرب ، ومن الاتحاد الأوروبي الذي لم و لا تمانع روسيا الاقتراب منه أوكرانيا ، و لمحاولة دخول أوكرانيا حلف ( الناتو ) العسكري المعادي لروسيا بهدف تحرير ( القرم) ، الذي أعلنت روسيا عودته كاملا لعرينها ، و بحكم تاريخه الروسي الطويل منذ عهد الامبراطورية القيصيرية يكاتيرينا الثانية عام 1783 ، و الشروع المشترك مع الغرب الأمريكي لإنتاج (قنبلة نووية ) سرية في الجوار الروسي الجنوبي، و محاولة ضم شرق أوكرانيا (الدونباس و لوغانسك ) ليس من خلال إتفاقية ( مينسك 2015 ) التي اشركت بها روسيا ، بيلاروسيا ، ألمانيا، و فرنسا عبر الحوار ، لكنها فضلت ذلك بقوة السلاح ، و هو أمر سرابي لم و لن تقبل به موسكو تحت أي ظرف ، و رغم تحريض الغرب مجتمعا و عقوباته الاقتصادية و الدبلوماسية المعاصرة ، و هو الذي عملت من أجل تحقيقه غرب أوكرانيا على مدى ثماني سنوات عبر التطاول على حياة الشرق أوكرانيين ، و التمكن من قتل حوالي 14 الفا منهم ، ومن بينهم حوالي 500 طفل ، و الدفع بغيرهم الى الملاجيء و التشرد ، فما هو نص اتفاقية ( مينسك ) برمتها ؟ و ما ذا اكتشفت الإستخبارات الروسية بعد ذلك على لسان مديرها سيرجي ناريشكين ؟ ، و كيف ستنتهي الحرب عبر عمليتها العسكرية الخاصة الروسية ، و عبر مواصلة غرب أوكرانيا و فصائل " أزوف " المتطرفة العنصرية لدرجة النازية قصفها لشرق أوكرانيا ، حيث يعيش شعبهم الأوكراني في (الدونباس و لوغانسك ) الناطقين بالروسية والقادمة جذورهم من أصول روسية ، و الموالين تاريخيا لروسيا ، و بحجم يصل الى ( 4 ) ملايين نسمة ؟
لقد نصت اتفاقية ( مينسك ) على وقف القتال داخل أوكرانيا فورا ، و سحب الأسلحة الثقيلة ، و مراقبة وقف القتال ، و بديء الحوار حول ( الدونباس و لوغانسك ) ، والافراج عن الرهائن ، و تحريك السوق المالي ، و سيطرة أوكرانيا على كامل سيادتها غربا و شرقا عبر الحوار ، ووقع الاتفاقية عن الجانب الأوكراني الرئيس وقتها ليونيد كوتشما ، و عن الجانب الروسي السفير ميخائيل زورابوف ، وغيرهم . لكن غرب أوكرانيا بقيادة باراشينكا و من ثم زيلينسكي فقد بوصلة الهدف المنشود ، وتحت الضغط الغربي الأمريكي ، وهو الذي أكده حديثا رئيس روسيا الأتحادية فلاديمير بوتين ، و ذهب إلى خيار الحرب الخاسرة ، و السلام الجديد القادم الذي ستوقعه غرب أوكرانيا و( بإسناد معلن من قبل الغرب الأمريكي ) مع روسيا ، بعد تحريرها لشرق أوكرانيا بالكامل من الجيش الأوكراني ، ومن فصائل " أزوف " ، سيكون من دون ( القرم ) ، ومن دون ( الدونباس و لوغانسك ) ، و هي الأقاليم التي تم إعلان أحدها مثل ( القرم) روسيا ، و الإقليمين الأخرين مستقلين في إطار الحكم الذاتي للدولة الأوكرانية ، و يمتلكان معاهدة تعاون و دفاع مشتركة مع روسيا ، و هو الأمر الذي خول روسيا لإدخال جيشها الأحمر الى أوكرانيا شرقا في حرب دفاعية و قائية ، و لمهاجمة التطرف ذات الوقت المؤذي لسكان الشرق ، و لإبعاد الغرب الأوكراني أيضا عن مواصلة التطاول على الشرق الأوكراني و على روسيا نفسها بعد الإرتكاز على المادة 51 7 من مواد الأمم المتحدة التي نصت على أحقية الدفاع للدولة العضو في الأمم المتحدة المعتدى عليها مثل روسيا ، و لقد كشفت الأستخبارات الروسية بقيادة ناريشكين مخططا متكاملا لمهاجمة الشرق الأوكراني ، و روسيا عبر أنماط عدائية على شكل حزمة كاملة ، منها تجهيز( 30 ) مركزا بيولوجيا و بتمويل أمريكي مباشر قاده ابن الرئيس الأمريكي جو بايدن – هانتر ، هدفه نشر الفايروسات عبر طائرات خفيفة مسيرة و متطورة تكنولوجيا داخل روسيا و في المنطقة ، و ها هما أمريكا و بريطانيا و حلافئهم في العالم يزودون غرب أوكرانيا بالسلاح و المال الوفير و بسخاء ملاحظ ، هدفه تجاوز ال 6 مليارات دولار ، و 300 مليون فقط من بريطانيا ، و زيارات ميدانية غربية ( لكييف ) الجريحة بهدف الإبقاء على الحرب الباردة و سباق التسلح ، و استنزاف روسيا عبر ملف ( الحرب الأوكرانية ) التي لا تعنيهم كثيرا ، بقدر ما يعنيهم التفوق العسكري الروسي فوق النووي الى درجة الرعب ، و ظهروا بطريقة تدعو للسخرية يفرقون بين غرب و شرق أوكرانيا ، و يساندون التطرف و العنصرية و النازية بقايدة فصائل " أزوف " بدلا من الدعوة للحوار و الجلوس حول طاولة الحوار العادلة .
و لقد كشفت الصحفية الأمريكية ( لارا لوجان ) لصحيفة (fox nations ( الأمريكية بضلوع بلدها في دعم الثورة البرتقالية في ميدان العاصمة الأوكرانية ، و التي نجحت بالأنقلاب على الرئيس الأوكراني ( فيكتور يونوكوفيج ) الموالي لروسيا و القدوم برجالات (واشنطن ) ، بيترو باراشينكا , و فلاديمير زيلينسكي الذي وصفته بدمية أمريكا ، و ذهبت أمريكا بعدها لتدريب فصائل " أزوف " المتطرفة لدرجة النازية ، و نشر مراكز بيولوجية خبيثة ، و تجهيز طائرات مسيرة لتنفيذ أعمالها العدوانية ضد روسيا . و بالمناسبة لم تهدف روسيا من خلال عمليتها العسكرية الخاصة لاحتلال أوكرانيا أو العاصمة " كييف " كما يشاع إعلاميا ، و هو ما ألمح اليه الرئيس بوتين مؤخرا بعد لقائه الرئيس البيلاروسي لوكاشينكا في محطة فضائية جديدة ، بأن روسيا لن تصل الى برلين هذه المرة ، و قصد ( كييف ) وكل دولة مجاورة مثل ( فنلندا و السويد) المعروض عليهما دخول ( الناتو ) بهدف استفزاز روسيا و جرها لحرب معهما .و تصريح جديد لمدير الأستخبارات الأمريكية CIA) ( وليام بيرنز ، قال فيه بأن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا ( حسب تعبيره ) ستقودها لأستخدام السلاح النووي التكتيكي منخفض القوة ، و هنا تتذكر أمريكا ربما إجتياحها بالسلاح نفسه لمطار بغداد عام 2003 ، وما هو أخطر منه ، و أكثر قوة في قصفها لليابان في موقعتي ( هيروشيما و ناكازاكي ) عام 1945، ويوغسلافيا و سوريا بالسلاح التقليدي المتطور، و روسيا بالمناسبة التي صنعت القنبلة النووية في العهد السوفيتي عام 1949 ، أنتجتها لأسباب وقائية ، مانعة لحلف ( الناتو ) بقيادة أمريكا من استخدامها ضدها ، و ضد حلفائها ،و لروسيا كما هو معروف جيشا عملاقا و متطورا تكنولوجيا يستطيع استخدام الأسلحة التقليدية - غير المحرمة أو المحظورة دوليا . وهاهو الرئيس بوتين يوجه مصادر بلاده الطبيعية من (غاز و بترول ) تجاه الشرق بعد عزوف الغرب عنها تحت تأثير الثنائي الملفت للنظر، ( أمريكا و بريطانيا ) لعدم الشراء من روسيا بسبب إرتفاع منسوب العداء و الكراهية لديهما لروسيا ، و الحسد كذلك ، خاصة بعد فرضها التعامل معهم إقتصاديا بعملتها الوطنية ( الروبل ) . وفي مدينة ( روسوش ) في محافظة فارونيج جنوب موسكو العاصمة أزال الجيش الروسي مجسما إيطاليا وسط المدينة كان يشير لمشاركة الجيش الأيطالي الى جانب النازية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية 1941 1945 , و رسمو مكانه الحرف Z ) ( الذي دخل به الجيش الروسي الى أوكرانيا لتحريرها من التطرف و العنصرية و الفاشية ، و يعني ( من أجل تحقيق النصر ) ، و هو الذي سيكون ، ولن ينتصر الغرب الأمريكي ، و لا ماكنة دعايته المغرضة . و روسيا الاتحادية باقية قوية بالإعتماد على ذاتها ، و لها في الشرق اصدقاء تشمل المنظومة السوفيتية السابقة ، ومن خارجها ، و اصطفافات دولية جديدة متوقعة بعد إسدال الستارة عن الحرب على الارض الأوكرانية التي يراد لها من طرف الغرب أن لا تنتهي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :