من يقدم على الانتحار لا يشاور أحدا ولا ينتظر وسائل الإعلام ولا طابور المشاهدين ولا رجال الأمن والدفاع المدني لانه يكون في وضع نفسي متردي إلى حالة اللامبالاة باى شيء وعدم التمسك باي امل او قيمة او تفاؤل فقد وصل إلى مرحلة الخلاص دون النظر الى الوراء فهذا له شأنه.

وأما من يحاول ان يتظاهر بأنه يريد الانتحار لتحقيق مكاسب معينة او سد ثغرات او علاج الم او تحقيق مطلب فهذا لا تتوفر لديه فكرة الانتحار ولم يعقد النية لذلك وإنما هي مجرد مناورات للفت الانتباه.

وهنا نقول ينبغي الا نفكر دائما وإبتداء في فرض العقوبات والتفكير السلبي بشأن المنتحر ورميه بالاوصاف الردىئة بقدر ما نحن بحاجة إلى دراسة كل حالة وحيثياتها وأسباب محاولة اللجوء إلى الانتحار ووضع خطة لكيفية العلاج وتخليص هذا الإنسان من حالة التردي التي وصل إليها ووضع الحلول الناجعة لذلك.

والعمري ان التعاطف مع كل مبتلى ومحزون ومكسور وتقديم المساعدة له اجدى وأنفع من التفكير في العقوبات وحدها ودون هوادة.