facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين (يع) و (موافقة) .. قصة نجاح


د. علي خلف حجاحجة
04-08-2022 01:11 PM

كان بعض السلف اذا ما خرج صباحا من منزله عمد إلى حصاة لوضعها تحت لسانه، حتى إذا ما هم بالحديث حسب الأمر جيدا، هل يستحق الأمر أن اتحدث أم اسكت فأسلم؟، إدراكا منهم لعظم دور الكلمة وأثرها سلبا أو إيجابا، كيف لا ورسولنا الكريم يقول: إن أحدكم ليتفوه بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).

من هنا نلاحظ أن الكثيرين منا يلقون بالكلام يمنة ويسرة دون أن يلقون لمرماه بالا، غير آبهين بمن يسمع وما الأثر الذي ستحدثه هذه الكلمات، وهناك قول بليغ: (رب كلمة صنعت قائدا، ورب كلمة قتلت طموحا)، وكم من أناس بيننا اليوم يدفعون ثمن (كلمة) سمعوها فكانت أبلغ وقعا من طعنة الخنجر في الخاصرة، وكم من أناس نجحوا وأبدعوا في مسارات مختلفة ما كانوا ليبلغوها - بعد توفيق الله - لولا كلمة محفزة من شخص حكيم، صادق، محب، فكانت الشرارة التي ايقظت فيه العزيمة والهمة والإصرار، فبلغ المبلغ الجميل؟.

شاهد القول هنا، ذكرت لي إحداهن قصة حدثت مع اخيها الذي كان يعاني من مرض جلدي ظاهر على وجهه، فتقول كان مثيلا على مرحلة الثانوية العامة وهي تدرس في الجامعة، فأرادت رفع معنوياته وتحفيزه، فاصطحبته معها إلى الجامعة ليعيش تلك الأجواء ويشاهد جو الدراسة والحياة الجامعية ويلتقي بعض الاساتذة والطلبة، فكان ذلك، وتقول في نهاية اليوم دعوته إلى مطعم الجامعة للغداء، فما ان جلسنا على الطاولة حتى قالت إحدى الطالبات اللواتي يجلسن على الطاولة المجاورة (يع) وقامت الطالبات وغادرن المطعم، وتمنيت أنه لم يسمع لكنه سمع للاسف، فكانت هذه الكلمة التي قامت ظهر البعير، فتأثر بعدها، وإنزوى في غرفته وأصبح يتجنب الناس، وعلى إثر ذلك رسب في الثانوية بعد أن كان متفوقا.

ويستمر ذلك الحال إلى أن ساق الله له (بنت حلال) فعرض عليها الزواج فقالت بعد تعارف طبعا (موافقة)، فكانت هذه الكلمة الشعلة التي أشعلت بداخله الفرح وأيقظت الطاقة الإيجابية الساكنة، وأنعشت ما تم قتله سابقا، فخرج إلى حياة العمل والعطاء والإبداع وحياة اجتماعية مميزة وتفاعل ايجابي في المجتمع ونجاح في الحياة العملية والزوجية والأسرية.

من هنا علينا أن نحسب كل حساب لكلماتنا وأفعالنا وردود أفعالنا، لأنها إما بذرة تنمو فتكبر فتنمو فتثمر، وإما سهما يصيب فيعيق أو يقتل.. وكفى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :