facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسار الشلالات الستة في وادي منشلة


08-08-2022 10:25 AM

منشلة هو اسمٌ استمِدَ من الوادي لكثرة عوائق المسير فيه من مقاطع وشلالات ومساقط مائية وبرك، وجرف من جذوع النخل الخاوية بالصدع العظيم الذي تشكل بعد انحسار البحر القديم المنتهي ببحيرة لوط الي نسبته لمنازل نبيّ الله لوط عليه السلام.

بدأ مسارنا من مدخل الوادي للشمال من مطل بانوراما البحر الميت بعد مسير على درب ترابي ممهد لخدمة أهل المنطقة وأصحاب الماشية بمستوى سفوح الشوامخ التي سوف نتخللها، كانت البداية انزال على صخر حيث المسقط الموسمي لأمطار الشتاء بعد أخذ نظرة إلى الأفق البعيد لبحر الملح "الاسم القديم" وجبال فلسطين في يوم حالفنا الحظ فيه بوضوع الرؤيا، بعد أن قدم لنا قائد المسار تعليمات السلامة وضرورة التقيد بأدق حذافيرها للانزالات الستة بعد تأكده من ارتدائنا القفازات والخوذ الاحترافية والحزام الحامل وخطافات التعلق بالحبل ومشابك التربيط والتثبيت بالصخر ولأمر الذي أعاده مع كل انزال بعناية بغض النظر عن الارتفاع والقدرة.

الإنزال الأول 30 متر

تجاوز ارتفاعه الثلاثون متر بشكل عامودي وعدد من العوائق الصخرية التي استوجبت التكيف معها، ليفضي لقلب الوادي المائي وسيلة النابع من عيون ماء المتدفقة من حنايا الصخر، والمسير مع المجرى الضيق بين الصخور والمساقط معتدلة الارتفاع.

الإنزال الثاني 20 متر

كان مع مجرى الماء بمرحلتين الأولى تصل بك للحافة، وبعدها نزول مع المجرى بفوهة كهف، حيث يتخلله السيل الذي يغير مجراه من عام إلى آخر بحكم الانهيارات وقوة الماء بذكاء الطبيعة وحكمة الخالق.

انزال من الأروع وأنت وسط الشلال والماء الذي يغمرك مستمتعاً ما بين النظر بكل ما حولك وباحثاً عن موضع أقدامك بحنكة على صخر نبت فيه الطحالب وأحاطته السرخسيات، والدليل على مدى عذوبة الماء ونقاوتها صفاء اللون الأخضر للنباتات، فإن كانت قاتمة؛ فاعلم أن هناك تلوث، لتنهي انزالك في بركة ماء وابتسامة تملىء وجهك بهذا الجمال.

كانت هناك استراحتنا الأولى والاستمتاع بهذا المنظر الآسر للقلوب وتعامد الشمس وانعكاسها على الشلال بقلب الكهف وتخللها لعدد من الفتحات ومنافذ النور مع فنجان قهوة، وقد حرصنا أن نطفئ نارنا بعدها وهذا حق الطبيعة علينا، لنكمل مسيرة طريقنا بين نباتات القصب مجتازين ما تساقط من جذوع نخل هوت من كتفي الصدع العظيم.

الإنزال الثالث 35 متر

تَطلّب الوصول إليه بعد الدوران حول مسقط زلق متعد الطبقات والذي تشكل في نهايته بركة ماء كان ملاذاً لنا من حر أب اللهاب كما يسمى بالعامية بحرارة لامست 43 درجة مع انتصاف النهار، ومنه لإنزال اعتلاه نخل بريّ قد رَطّب بجانب المسقط المائي، يشدك فيه تكوينات الهوابط والصواعد الكلسية التي تركها المجرى القديم قبل أن يغير اتجاههوكأنها لوحات منتظمة من المنمنمات والزخارف وأشكال مجردة أعادتنا للوحات الفنان فهد حجيلان، ليبرع فيه رفاقنا من عشاق التصوير لأخذ لقطات تناسب جمال المكان ونشوة المغامرة.

الإنزال الرابع 14 متر

مع بساطتة وتكونة على مرحلتين الا انه ايضاً يحتاج الحذر والتقيد بشروط السلامة ليفضي لبركة تغمرك للاكتاف بين صخور بيضاء بين شوامخ كرميدية استمدت لونها من خام الحديد "الهاميتايت"، ومع كل مسقط وبركة كان الماء يعيد الينا الانتعاش بيومنا الصيفي الحار، ومع كل انزال كنا نعيد اجهزتنا الخلوية وكاميرات التصويرللحقيبة العازلة للماء خشية عليها من العطب والتلف.

الإنزال الخامس 12 متر

لم يكن ببعيد عن سابقه واستوجب استخدام عصيّ الارتكاز والحذر بالمسير بين الصخور والطريق الجيري الهش.

انزالٌ مختلف كلياً عن سابقيه مقابلاً لطود عظيم كأن صخوره صفطت فوق بعض بعناية، وما تعلق منها على الأطراف، ومقابلة عشرات من أشجار النخيل وعدد من شجيرات التين البري وبعض الصنوبريات.

وقد تم تثبيت المشابك للوصول للانزال مع المجرى الزلق لطبيعته فوق صفائحٍ هشة لخام الأسمنت والكبريت، ومع كل خطوة كنا نشاهد تعكر الماء بألوان الصخور ما بين الأصفر والأزرق والأحمر.

الإنزال السادس 50 متر

وهو التحدي الكبير والأعلى، فهو عامودي مقارب للخمسين متر والمفضي للمرحلة النهائية من الوادي الغربي الاتجاه ليغور بعده الماء بين الجلاميد نحو البحر، وما بينه ونقطة النهاية سحر آخر وطبيعة تأخذ بالجفاف لكما اقتربت من البحر نقطة النهاية مع الغروب بالقرب من منطقة الفنادق السياحية قبل الطريق الصاعد إلى مطل البانوراما متممين بذلك مسير سبعة كيلومترات نزولاً من ارتفاع 182م إلى مستوى 384م تحت سطح البحر بسلام وتشاركنا غذاء النجاح، كما يمكن أن يكون مسار بلا انزال بالمسير على الكتف الجنوبي للوادي وصولاً لنقطة الانزال الأخير ومنها درب دكته أقدام المرتحلين نحو الجانب الشمالي لنقطة النهاية كما فعلنا بفصل الربيع الماضي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :