facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا ذات القلب البريء .. أحذرك


د.أسمهان ماجد الطاهر
01-09-2022 11:27 AM

كانت سلمى تمتلك وجها طفوليا وشخصية حرة عنيدة لا أحد يستطيع سبر غورها بسهولة.
تبتسم دائما بفرح يطال عينيها، متحديه صلف الحياة وكأن وجع الكون لم ينل منها قطعا،

ضحكتها كانت تتحدى الحزن وتقول له ابتعد، أنت مجرد عابر سبيل وقلبي لا يسعك.

كانت مليئة بالإيجابية والحيوية، تتقن كتم غضبها وخذلانها ببعض المواقف، برمي الكلمات الهزلية التي تجعل من حولها يضحكون بشدة وقد يصابون بالدهشة من خفة الروح التي تملكها.

كانت تضع المسافات بينها وبين كل من تتعامل معهم، وتعيش يومها الممتلئ دائما بأنشطة عديدة بشغف لا ينتهي، وقد أتقنت دائما فن التسرب بعيدا عم من حولها بسرعة انطلاق نقطة زئبق لا تحتمل التقلبات الحرارية.

باردة كتمثال ثلج، لكن يتدفق بركان عطف وإنسانية من عينيها يمكن أن يضيء ظلمة الكون. كان يصفها البعض بأنها مزيج استثنائي غامض عصي على الفهم.
فهي تملك قلبا طيبا لم يخض المعارك، ولم يجرب الخيبات، ممزوجا ببراءة فطرية ولدت معها ولم تفارقها، حيث كانت بارعة في صد الهجمات المرتدة عن قلبها، حتى وصفها البعض بالغطرسة.

لاحقها هو كخيال يرفض أن ينفصل عن صاحبه، كان يصر على أن ضبط إيقاع دقات قلبها المتمرد، الذي يرفض الاندماج مع أي أحد خارج إطار عالمها الصغير الذي ترفض أن تترك لأحد حرية اختراقه.

تهربت صدت، أقفلت هاتفها، كان يعاود الاتصال دون كلل، كنمر يتحدى ذاته لصيد فريسة صعبة المنال.
محاولا اختراق جدران قلبها الذي لم يدق إلا من أجل أن يستمر نبض الحياة الطبيعي.

سلمى كانت بعيدة حرة، تملك الكثير من شغف الحياة وتتقن معنى صناعة الفرح من أبسط الأشياء وأدق التفاصيل والمواقف.

تحلق حولها دون كلل أو ملل محاولا سبر غور تلك المرأة بداخلها. كانت سلمى تمتلك شخصية عنيدة متحدية، تقترب منك وما أن تشعر بأنك ملكتها، حتى تختفي وتذهب بعيدا، حتى تشعر أنك غريب جدا.

كل ذلك جعله يرفض الاستسلام، متحديا الصد والرفض الذي يواجهه دون رحمة.

السعي الدؤوب المتواصل للإطاحة بقلب بريء، قد يصبح لعبة تحد تثير مشاعر يعتقد البعض أنها مشاعر طيبة من قلوب محبة.

لا يدركون أن هناك من أزال قلبه وأبدله بحجارة أو صخور أشد قسوة.

تلك فئة من البشر، تراهن على قلبكِ، من أجل تحدي الرفض فقط، وما أن تخترق جدرانه، ستقوم بسحقه دون رحمة بين يديها، لتعلن انتصارا للرجولة المترددة، وإشباعا للغرور، والعجرفة التي تسكن نفسا نرجسية تحاول يائسة نيل اكتمال شخصية لم ولن تكتمل.

فاحذري يا ذات القلب البريء، وارفعي جدرانك عاليا بحيث يتعذر الوصول إلى قلبك من النوافذ وإنما من باب واحد هو الحلال الذي شرع الله، وإن لم يملك المتحدي المروءة بأن يحضر لك خاتم خطبة، فأهدي له واحدا ثمينا يغريه مقابل الخلاص، وارحلي بعيدا نحو عالم نقي يستحقك وينتظرك، ويدرك معنى المحافظة على كيانك وكرامتك وعزة نفسك.

aaltaher @ aut. edu. jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :