يبدأ اليوم تسجيل السادة المرشحين للانتخابات النيابية بطبعتها الجديدة 2010 وفي هذا المقام, هناك ثلاثة امور من المستحسن ان نأخذها بعين الاعتبار:

اولا: ان اعضاء مجلس النواب القادم سيكونون من بين مئات المرشحين الذين يسجلون اليوم مما يستدعي ان نتعامل مع المرشحين تعاملا كريما لائقا لا بل يستدعي الامر ان نبجل المرشحين وان نشكرهم وان نشجعهم, لانهم يتصدون الى مهمة وطنية نبيلة سيبذلون من اجلها الجهود المضنية هم والفرق التي تناصرهم كما سيتكبدون خسائر مادية جسيمة بدل اعلانات في الصحف وبوسترات ويافطات وفتح وادامة والانفاق على المقار الانتخابية واستهلاك المحروقات واجور السيارات والاطعمة والمرطبات والخدمات والهواتف والزيارات , وغيرها مما هو منظور او مستور.

من ينبري منا للقيام بهذه الجهود الجبارة يستحق الثناء والتقدير والاحترام والتوجيب ولا يعني ذلك عدم مناقشته ومحاججته في بيانه الانتخابي او عدم محاسبته على ادائه ان كان عضوا سابقا في البرلمان او ان كان متوليا مهمة رسمية او عملا عاما في السابق دون تجريح او تجن او ظلم او انكار جهوده في ميادين العمل العام تحت عنوان :» شو سويتلنا»!

ثانيا : ان المرشحين وانصارهم هم فاكهة الانتخابات النيابية وهم محركها وهم الذين يلهبون اوار التنافس والتدافع وحشد الانصار والمريدين , وهم الذين سيبثون الحماسة في الناس وهم الذين سييسرون على المواطنين يوم الاقتراع , سواء في حضهم على التوجه الى صناديق الاقتراع, او في نقلهم من منازلهم الى مراكز الاقتراع وبالعكس, او في تقديم المعلومات اللازمة والاجابة عن الاسئلة المبهمة التي يطرحها الناخب البسيط او الامي.

ان المرشحين , هم الذين يرفعون نسبة الاقبال على الاقتراع في كل انتخابات , وهي المهمة الوطنية التي يعلن الجميع حرصهم على ان القيام بها, وحرصهم على ان تكون عالية ومرتفعة لتأخذ الانتخابات مصداقية وسمعة طيبة محليا ودوليا غير ان المرشحين هم الذين لا يعلنون حرصهم على رفع نسبة الاقتراع فحسب بل يبذلون قصارى جهودهم لرفعها لان رفع نسبة الاقتراع تعنيهم بشكل خاص ذلك ان يوم الاقتراع بالنسبة لهم هو يوم الحصاد والجني الذي عملوا شهورا وربما سنوات من اجل ان يكون وفيرا.

ثالثا : في عدد من الدول, نجد ان للمرشحين للانتخابات النيابة اعتبارا كبيرا ونظرة احترام وتقديرا واسعا, على قاعدة «يخلف عليهم وكثر الله خيرهم وعددهم» ويصل الامر الى صرف كلفة الحملات الانتخابية للمرشحين الفائزين في الانتخابات واحيانا دفع مقدم مالي لمساعدة المرشحين الفقراء كي لا يخسروا الانتخابات , بسبب عجزهم عن اسئجار سيارة او العجز عن استئجار وتجهيز مقر انتخابي.. الخ.

ومعلوم ان عددا من المرشحين , استقالوا من مواقع سامية او من وظائف مهمة وتركوا مصالح مختلفة من اجل خدمة الامة ومن اجل النيابة عن الشعب في التشريع والمراقبة والمحاسبة والتصحيح والتصويب وهي مهمة من اسمى المهمات وأرقاها وبعيدا عن النوايا والغايات والاهداف والتطلعات التي دفعت المرشحين – كل المرشحين الى الترشح للنيابة , فنحن لسنا علامي غيب ولسنا ضاربي ودع ولا مقتحمي دواخل وسرائر نحن ننطلق من القاعدة الصحيحة « ظن بأخيك خيرا» مع ضرورة التدقيق والتحقيق والتحديق, في سجل كل مرشح للانتخابات النيابية تطبيقا لقاعدة «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين « كي لا ننخدع ولا ينضحك علينا من مرشح تشوب مسيرته شوائب, وعلى رموش عينيه , قش من بيدرنا الشحيح.


Assem.alabed@gmail.com


الرأي