الحس بالمسؤولية السياسية وحسن الانتماء للبلاد التي تحكمها والشعور بعظم الدور الذي يقع على عاتق أعلى سلطة في البلاد وانسجاما مع الذات ومع شعور الجمهور الإنجليزي وتقديرا للموقف الاقتصادي قدمت رئيسة وزراء بريطانيا استقالتها من منصبها فورا ودون تباطؤ او مماطلة او تعنت او تمسك بهذا المنصب الرفيع ودون انسجام مع حب الذات والتمسك بالمناصب لغايات جلب الغنائم ودرء المخاطر.

قدمت رئيسة وزراء بريطانيا استقالتها بسهولة ويسر وجرأة ولم يمض على تسلمها لمنصبها سوى خمسة وأربعين يوما حرصا على مصلحة الدولة والشعب الإنجليزي.

جاءت استقالتها بعد أيام من الضغوط اضطرتها إلى الاعتذار لشعبها لارتكابها أخطاء عقب تراجعها عن خطة اقتصادية أثارت فوضى في الأسواق على الرغم من انها نجحت في وضع سقف لأسعار فواتير الطاقة. واعتذرت عن أخطائها ولم تتعنت وتتعصب لرأيها ولكنها قرنت اقوالها مع أفعالها بعد أن تراجعت شعبيتها حيث يعتقد ٥٣٪ من الناخبين البريطانيين انها ينبغي أن تستقيل واتهم ٨٠٪ من الناخبين حكومتها بانها وراء ارتفاع تكاليف المعيشة.

بريطانيا دولة متقدمة وديمقراطية ومسؤولوها يمارسون واجباتهم بحس ومسؤولية متناهية ويحرصون على مصالحها ويحسبون حساب الشعب ولا يديرون ظهورهم للأخطاء.
هكذا تساس الشعوب وهكذا يحاسب المسؤولون وهكذا تتقدم الدول. ويا ليتنا نفعل كما يفعلون.