facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حجم خسران الغرب للحرب


د.حسام العتوم
15-12-2022 09:50 AM

التقط الغرب الامريكي اشارة العملية العسكرية الروسية مبكرا حتى قبل توجهها تجاه الاراضي الاوكرانية ، و حللوا ما لديهم من معلومات لوجستية حولها ، و قرروا اعتراضها عبر تكديس السلاح الحديث الذي يمتلكونه ، ومن خلال الدفع بالمال الاسود الوفير بدلا من استيعاب المظلمة الروسية و الشرق والجنوب اوكرانية التي امتدت لاكثر من ثماني سنوات متواصلة و التي راح ضحيتها اكثر من 14 الف قتيل و مشرد ، و عوضا عن البحث لمخارج لها عبر القنوات الدبلومسية ، نصبوا العداء لروسيا من دون ان يجتهدوا في فهم العقلية السياسية الروسية و العقيدة العسكرية كذلك ، و ساندوا نظام ( كييف ) المحسوب على التيار البنديري القادمة جذوره من عمق العهد الهتلري في الحرب العالمية الثانية ،و على فصائل " أزوف " المتطرفة كذلك ، و شكلوا جبهة واحدة معادية بقيادة حلف ( الناتو ) للانقضاض على روسيا الاتحادية بالوكالة من خلال استنزافها من الخارج و من الداخل ، و لفرض شروطهم عليها ، و لاجهاض نصرها الحتمي ،وهي القطب و الدولة العظمى التي لا تقبل بأقل من النصر ، و تاريخها حافل بالانتصارات على نابليون بونابارات و ادولف هتلر ، ومع هذا و ذاك كانت روسيا تعتقد بأنها ماضية الى عملية خاصة سريعة لا تحتاج لزمن طويل ، لكن الغرب كان لها بالمرصاد ،و لو اقتصرت على ( كييف ) لحسمت منذ وقت سابق ،و لا مجال لمقارنة التوازن العسكري في مجالها ، دولة عظمى قررت تحرير شرق و جنوب اوكراني جار لها تعرض لمظلمة انسانية غير مقبولة اصابت المكون الروسي و الاوكراني معا .

ولقد شجع الغرب القيادة الاوكرانية بعد انقلاب عام 2014 على رفض الحوار مع موسكو ، و اغروهم بدخول حلف ( الناتو ) المعادي لروسيا بهدف اعادة سيادتهم على ارضهم ، و لتهديد امن روسيا ضاربين عصفورين بحجر واحد ، ففقدت ( كييف ) و معها الغرب المساند لها استراتيجية اقليم ( القرم ) اولا حيث يرسو الاسطول البحري الروسي النووي في المياه السوداء عبر خطوة جريئة اتخذتها موسكو بالتعاون مع سكان الاقليم بعد توجههم لصناديق الاقتراع و بأقبال مرتفع قل نظيره ،و قابله الغرب و في مقدمته امريكا بالاحتجاج و المطالبة بتوسيع قاعدة الاقتراع لتشمل كل اوكرانيا لهدف الوصول لنسبة اقتراع متدنية ، ونجحت روسيا بالرد الفوري على انقلاب ( كييف ) المبرمج بضم اقليم ( القرم ) ، و الذهاب لضم اربعة اقاليم اخرى عبر صناديق الاقتراع و الرقابة الدولية في خطوة يصعب تصنيفها على انها احتلال ، و انما استباقية ، تحريرية ، دفاعية لم يستوعبها الغرب ، وهكذا كبرت حجم الخسارة امام نظام غرب اوكرانيا و الغرب ايضا بخسران ( لوغانسك ، و دونيتسك " الدونباس ، و زاباروجا ، و جانب من خيرسون ) و ربحتهم روسيا تحت سيادتها ، و ابعدت الهيمنة الغربية – الامريكية عنهم ، و حققت روسيا نجاحا كبيرا و انقذت شعوب شرق و غرب اوكرانيا البالغ تعدادهم نحو سبعة ملايين نسمة .

ولقد انكشفت مؤامرة الغرب على روسيا عبر اشعال النيران بأوكرانيا ، و قالها الرئيس بوتين موجها كلامه للغرب لقد حولتم الشعب الاوكراني لوقود لمواجهة روسيا ، فلقد رفض الاوكران شرقا و جنوبا اليهمنة الغربية ، و يساندهم حاليا 10% من مواطني غرب اوكرانيا ، ولم يصل الغرب لنتيجة حميدة جراء تحريك الفتن و الثورات البرتقالية و انقلاب اوكرانيا ، و توسعت السيادة الروسية ، و وانكشف زيف الادعاء الغربي بالدفاع عن سيادة اوكرانيا في زمن بحثوا فيه عن ادامة الحرب الباردة و سعير سباق التسلح ، و نشر المراكز البيولوجية المؤذية لشعوب المنطقة السلافية ،و انتاج القنابل النووية ومنها المخفضة ، وكلنا نعرف بأن من يقود الولايات المتحدة الامريكية هم تجار السلاح و حيتان المال ،و صهيونية مؤسسة " الايباك " ، و لقد احرج مواطني الشرق و الجنوب الاوكراني ( كييف ) ، و عواصم الغرب عندما استنجدوا بروسيا و ليس بهم لتحريرهم من عنصرية البنادرة و أزوف .

و امريكا بالذات الصانعة لعملتها " الدولار " من دون الارتكاز على مصادر طبيعية كافية ، هي من ورطت خزائن الغرب بمبالغ مالية مرتفعة لاسناد نيران اوكرانيا و بحجم وصل الى مائة مليار دولار، و نسيت امريكا بأن كتاب " رأس المال " لكارل ماركس و فريدريخ انجلز هو من انقذ ازمتها الاقتصادية عام 2019 ، ومن قتل و شرد في ارض المعارك الجارية حتى الساعة منذ اندلاع العملية الحرب ارقابهم خطايا في رقاب الغرب مجتمعا ، و لم تستهدف روسيا في المقابل في حربها السكان الاوكران الامنين ،و انما استهدفت التيارات المتطرفة وسطهم و التي تقدمتها البنديرية و أزوف ، و تعمل روسيا على اعادة البناء في منطقة " ماريوبل " بينما الحرب مستمرة حتى تحرير اخر شبر يتبع سيادة روسيا - الخط الاحمر . و روسيا ذاهبة لفرض سلام الامر الواقع بوجه " كييف " و الغرب ، بمعنى لا رجعة عن الاقاليم التي حررتها و هي باقية ضمن السيادة الروسية الى الابد .و الملاحظ هو خسران الغرب للحرب و للدبلوماسية معا ، و استغرب هنا من خول الغرب لكي يدفع بسلاحه الى الاراضي الاوكرانية بقصد محاربة روسيا التي لا تهزم هناك ؟

و الواضح بأن الغرب المتحضر استند على اتفاقية ( جنيف ) لعام 1949 التاريخية و التي نصت على حماية حقوق الانسان الاساسية في حالة الحرب ، و عرفت الاحتلال بأنه الذي يأتي بقوة السلاح ، وغاب عن الغرب الطريقة الروسية التي تستجيب للأغاثة و تدعو الجهة المستغيثة للتوجه لصناديق الاقتراع و تحت رقابة دولية تلغي صفة الاحتلال عن التدخل الخارجي في شأن دولة أخرى ، و هو الذي حدث مع ضم روسيا الاتحادية للاقاليم الخمسة الاوكرانية بسبب تطاول العاصمة ( كييف ) على سكانهم الاصليين ومنهم الاوكران الى جانب الروس ، و طلبهم النجدة من روسيا جارة التاريخ و ليس من الغرب صاحب الاهداف ذات العلاقة بالحرب الباردة و سباق التسلح و الاستنزاف ، و ما خطط له الغرب وقع فيه ، و انقلب السحر على الساحر ،و الطاولة فوق رؤوسهم ، و خسروا الرهان ، و يرفضون الاستسلام خوفا على صورتهم الذهنية امام دول العالم ، ويصعب تصور انتصار على روسيا بالسلاح الغربي التقليدي الحديث ، وليس لروسيا ما تصنعه الان غير السلاح الرادع الحديث ، وأية حرب روسية مع ( الناتو ) لاقدر الله ، لن تكون الا نووية مدمرة للحضارات ، وهو الذي لا اتمناه ، و تصريح جديد للرئيس بوتين افصح فيه عن قدرة روسيا على اخفاء اية دولة عن وجه الارض لو سمحت لنفسها الاعتداء عليها نوويا ، و تأكيد لدميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي بأن روسيا تجهز لسلاح رادع أكثر تدميرا على مستوى العالم . و الرئيس بوتين يلغي مؤتمره الصحفي و الاعلامي الواسع هذا العام بسبب انشغاله بأسدال الستارة عن العملية الحرب عبر مساري السلاح و الدبلوماسية و بشروط موسكو – سلام الامر الواقع ، بمعنى توقيع سلام يتجاوز ضم الاقاليم ،وهي حالة نصر لا خسران .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :