تعيش الدولة الأردنية بكافة بواديها وأريافها ومخيماتها ومدنها عرسا ديمقراطيا يوم الثلاثاء القادم (9/11/2010) . ولا بد لهذا الاستحقاق الديمقراطي حتى يؤتي أكله من مشاركة كافة فئات الشعب الأردني شبابا وشيوخا ، ذكورا وإناثا . فهذا العرس للوطن الذي ولدنا وتربينا وترعرعنا في أحضانه ونعمنا بخيراته واستمتعنا بأمنه واستقراره . ومن أهم فئات الشعب التي لا بد أن يكون لها حضور قوي على الساحة الانتخابية وان تشارك بفاعلية هي فئة الشباب الجامعي . فهم من يعقد عليهم الوطن والملك كل الآمال والطموحات ، إنهم نبع الأردن الذي لا ينضب ، إنهم عماد التقدم والبناء والنماء ، فكيف إذا كانت هذه الفئة هي الأكثر عدداً في المجتمع الأردني . فحسب آخر إحصائية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعام 2010 يوجد في الجامعات الأردنية على مقاعد الدراسة ما يقارب من ( 243251) طالبا وطالبة ، وهذا العدد الهائل من الطلبة إن لم يتم استقطابه وإقحامه في العملية الانتخابية ، فسيتحول الى أغلبية صامته لا تشارك في البناء ولا تسهم في الإنتاج يقرر لها مصيرها ولا تقرر .

وفي ضوء ذلك فقد كثفت الجامعات الأردنية الفعاليات والأنشطة الهادفة الى حث الشباب على المشاركة في العملية الانتخابية . ولكن بالرغم من هذه الفعاليات فإنه لم يتم التطرق الى موضوع في غاية الأهمية وهو إمكانية مشاركة طلبة جامعات الأطراف في العملية الانتخابية . وأنا أقصد هنا بجامعات الأطراف هي جامعات الجنوب والشمال وبالتحديد الجامعة الأردنية فرع العقبة ، جامعة الحسين بن طلال في معان ، جامعة الطفيلة التقنية في الطفيلة ، جامعة مؤتة في الكرك ، جامعة اليرموك في اربد ، جامعة العلوم والتكنولوجيا في الرمثا ، جامعة آل البيت في المفرق ، جامعة اربد الأهلية في اربد ، جامعة جرش في جرش. والناظر في السجلات الانتخابية لطلبة هذه الجامعات سيجد أن معظمهم مسجلين في دوائر انتخابية بعيدة عن جامعاتهم ، سواء في وسط المملكة أ و في شمالها أو في جنوبها . وفي يوم الانتخاب سيواجه هؤلاء الطلبة مشكلة المواصلات من جامعاتهم الى مناطق سكناهم التي سيقترعون بها ، وبالتالي فمن المتوقع أن عددا لا يستهان به منهم لن يبادروا الى السفر الى مناطق سكناهم للإدلاء بأصواتهم ، أما بالنسبة لأولئك الذين سيقررون المشاركة في العملية الانتخابية فلن يكون بمقدورهم العودة للانتظام في محاضراتهم يومي الأربعاء والخميس الموافق 10-11/11/2010 وأمام هذه الوضعية فإنه لا بد من إيجاد حلول ايجابية وإجراء عاجل يضمن مشاركة هؤلاء الطلبة في الانتخابات النيابية في مناطق سكناهم من جهة ، وقيامهم بواجباتهم الدراسية من جهة أخرى ، ومن الحلول المقترحة لذلك أن تتخذ إدارات الجامعات المعنية قرارا بتعطيل الدراسة يومي الأربعاء والخميس المشار إليهما سابقا ، وان يتم تعويض هاذين اليومين يومي السبت اللذان يليان العملية الانتخابية . وبذلك نضمن مشاركة اكبر عدد من طلبة هذه الجامعات في الانتخابية النيابية ، مع استمرار قيامهم بواجباتهم الدراسية المعدة من قبل جامعاتهم .

walidwo@hotmail.com