السلوك الشخصي أمر يتعلق بالمحيطين بالمبدع، أما النص فهو لكل الناس، من هنا يمكن الفصل جزئيًا بينهما، نحن غير معنيين بسلوك أبو نواس الشخصي ولا تصرفات المتنبي إلا بالقدر الذي تنعكس فيه على ابداعه، أي أن النص هو الحكم بيننا ولا يخولنا اطلاق احكام أخلاقية على صاحبه، ولكن المعايشة أمر مختلف، في الوسط الابداعي كثيرًا ما رفع كاتب لأجل الانطباع عن سلوكه واخلاقه دون التمحيص بالنصوص.وكثيرًا ما تراجع رصيد كاتب عند أناس أحبوه وعندما عرفوه قالوا لتسمع بالمعيدي خير من أن تراه... على أي حال المبدع صورة عن وطنه وناسه، وهي مسؤولية خطرة، كأنها موقع سفارة فكرية، يتطلب السلوك الانساني المتحضر، وغير ذلك يصدم المتلقي في قناعاته، ومع هذا أقول لا يجب أبدًا محاكمة النص اختلاطًا بالسيرة، وإلا حكمنا على مئات المبدعين بالتهميش، عن نفسي يتعلق الأمر دائماً بكوني امرأة مطلوب منها صورة نمطية، أذكر أن الرقيب أراد شطب كلمة نابية وردت على لسان شخصية في رواية لي، وعندما جادلته قال إنه لا يعترف أن الشخصية من تفوهت بالكلمة ولكنه يحملني مسؤوليتها، وعندما أطلعته على كلمات وجمل لكتاب اخرين مرت بهدوء، قال هؤلاء رجال وأنت امرأة لن نقبل أن تتفوه بهكذا كلمة. القضية مختلطة وغريبة وقابلة لتغيير المعايير بتغير القيم والسلوكيات عبر الأزمنة ولكننا نظل أسرى للقيم والسلوكيات السائدة حولنا وإن تمردت النصوص على المجتمع

المادة رأي للكاتبة الاردنية سميحة خريس حول صورة المبدع ل" ايلاف ".