عمون -الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر. يتميز بوجود هواجس غير مرغوب فيها (أفكار أو صور) تسبب انزعاجًا وضيقًا للشخص المصاب، تليها سلوكيات قهرية أو تصرفات يقوم بها الشخص للتخلص من الهواجس أو تخفيف حدتها. يجب التنبيه إلى أن جميع الأشخاص قد يواجهون هواجس وسلوكيات قهرية في فترات معينة من حياتهم، لكن لا يعاني الجميع من الوسواس القهري. تشخيص الوسواس القهري يتطلب استمرارية المعاناة وتأثيرها على الحياة اليومية والوقت المخصص للأعمال الضرورية.
يمكن أن تتجلى أعراض الوسواس القهري في هواجس وسلوكيات قهرية، وقد تظهر بعض الأعراض بشكل منفصل. ومن بين الهواجس الشائعة:
1. الخوف المفرط من الأوساخ وقلة النظافة، وقد يتجلى ذلك في خوف المصاب من لمس الأشياء التي لمسها الآخرون، وحتى يمكن أن يصل الأمر إلى امتناعه عن مصافحة الآخرين.
2. الحرص المفرط على ترتيب الأشياء والحفاظ عليها في مكانها، وقد يتجلى ذلك في شعور المصاب بالتوتر والضيق الشديد عندما يتغير ترتيب الأشياء أو يتم نقلها من مكانها.
3. الخوف المفرط من إيذاء النفس والآخرين.
4. الشكوك المستمرة حول إغلاق الأبواب وإحكام النوافذ.
وبين السلوكيات القهرية المشتركة في الوسواس القهري:
1. غسل اليدين بشكل متكرر لدرجة التسبب في جفاف الجلد.
2. التأكد المتكرر من إغلاق الأبواب خوفًا من أن تكون مفتوحة.
3. التحقق المتكرر من إحكام الفرن.
4. تكرار بعض العبارات أو الأدعية بشكل غير طبيعي.
5. العد بنمط مختلف أو تكراره.
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق وراء الوسواس القهري، يُعتقد أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة به، وتشمل:
1. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للوسواس القهري يزيد من احتمالية الإصابة به.
2. العوامل البيئية: تعرض الأطفال للإيذاء الجسدي أو الجنسي قد يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري.
3. تركيب الدماغ: دراسات الصور الشعاعية لدماغ المصابين بالوسواس القهري أظهرت اختلالًا في بعض مناطق الدماغ، ومن المعتقد أن هذه الاختلالات تلعب دورًا في ظهور الاضطراب.
من المهم البحث عن المساعدة الطبية إذا كنت تشعر بأنك قد تعاني من الوسواس القهري. يمكن للمعالجة النفسية والعلاج الدوائي أن يكونا فعّالين في إدارة هذا الاضطراب وتحسين جودة الحياة.