الوجه الأبيض حديثا هو الوجه "الملطوط كريمات " أما قديما فهو الوجه الذي لم تشبه شائبة، هذا في المعنى الاصطلاحي ولدى العرب عموما عقدة من البياض، فمن أراد الزواج وخلال البحث عن عروس يقال للباحث انهم وجدوا له عروسا "بيضا زي الجبنة" والعرب قديما لم يعرفوا الجبنة الصفراء لذلك شبهوا العروس بالجبنة، حتى في الاغاني التراثية قالت أهازيج سراقب* "خده يا قرص الجبنة" وعندما ترسل شخصا او تتوسط لأحدهم تمسك يده وتقول"بيّض وجهي الله يبيض وجهك"، عموما نهتم كثيرا بالبياض.

والعروس يوم زفافها تلبس ثوبا ابيض، للدلالة على العفّة والطهر، ونهدي للأصدقاء وردا ابيض "اما لعانة الحرسي فوردها أحمر"، حتى في الامثلة التاريخية إبتدأ الأسد بأكل الثور الأبيض فالوضع طبيعي، لأنه وعند غياب العفّة فلا بد من تغييب "الوجوه البيضا ...أولا".

حوادث كثيرة تمر على البشر، ومن خلالها تبيض وجوه وتسود أخرى، ولعل ما تنشره وثائق ويكيليكس خير مثال على هذا القول، دول كثيرة أخذت تتنكر من مسؤولين رفيعي المستوى فيها ومن تصريحاتهم ودول أخرى أنكرت التسريبات " ع اساس انه الموقع جاب الحكي من عنده...يا لطيف الطف" ودول تطارد صاحب الموقع وأخرى تكيل له اتهامات بالجملة علّه يرتدع.

ما لا يعرفه قادة العالم أو على الاصح ما لا يريدوا ان يعرفوه ان وثائق ويكليكس معروفة لدينا بالكامل قبل التسريب، ربما اننا لا نملك تفاصيل كالتي نشرت لكننا عموما لم نتفاجأ بشيء منها.

كل اللي صار انه موقع الكتروني بيّض وجوه وسوّد وجوه...على مستوى العالم.

ولصانعي السياسة في الاردن، " لا تهكلوا هم" وجوهكم بيضاء لأننا نعرف كل شيء "مع غمزه".

qusainsour@yahoo.com

*سراقب : قرية سوريّة

إهداء الى الدكتور الشاعر معن القطامين