facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استدارة السعودية تجاه إيران .. ماذا هناك؟


د.حسام العتوم
15-03-2023 11:02 AM

تعتبر المملكة العربية السعودية الشقيقة قطبا عربيا هاما وسط المنطقة الشرق أوسطية وعلى خارطة العالم ، و تتمتع بموقع جيوسياسي و اقتصادي متميز ، ولقد حباها الله بالمسجدين الحرام و النبوي ، و بمكانة اقتصادية رفيعة على مستوى البترول و الغاز و المصادر الطبيعية و البحرية.

وتمثل السعودية الخليج العربي و تمتلك صدارة القرار فيه ، وحضورها فاعل في مجلس التعاون الخليجي وفي جامعة الدول العربية ، و أعمالها الانسانية تغطي دول العرب و العالم ، ولقد وازنت بين كارثتي سوريا و تركيا اللتان أصيبتا بهزة أرضية وبين تورط العاصمة الأوكرانية ( كييف ) بحرب دائمة مع روسيا الاتحادية ، بسبب انقلابها غير الدستوري عام 2014 الذي تسبب في خسرانها " القرم " ، ومحاولة ضمها لأقاليم " الدونباس " قسرا لسيادتها بعد ذلك عام 2022 .

وينقسم عالمنا العربي الذي ندعو له بالوحدة بعد الإصغاء لنداء ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي مفجر ثورة العرب الهاشمية الكبرى عام 1916 طيب الله ثراه ، الى خليج و منطقة شامية و أخرى شمال ووسط أفريقية ، و ترتبط بعلاقات دولية واسعة وهامة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ومع روسيا الاتحادية ، ومع جمهورية الصين الشعبية مؤخرا ، ومع ايران حديثا ، الأمر الذي يعزز نهوض عالم الأقطاب المتعددة ، و يساهم بقوة في دحر عالم القطب الأوحد (" الأمريكي – الأوروبي المظلل للعالم.

وتتربع السعودية على عرش زعامة العالم الإسلامي السني ، و الذي هو الأكثر تعدادا من حيث عدد السكان ،و تحتفظ ايران بزعامة العالم الشيعي الأقل تعدادا من حيث عدد السكان ، وما يميز العربية السعودية أيضا هو عدم تدخلها في شؤون الغير ، و تدعو للحوار لردم النزاعات الدولية بهدف الوصول لسلام عادل ، وهي من الدول و الأقطاب العربية المتمسكة بعدالة القضية الفلسطينية ، و المطالبة بقيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس المحتلة ، و بترسيخ الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس،و بعودة اسرائيل لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، و لقد سمع العالم صوتها المرتفع و الشجاع بشأن قضية فلسطين و قضايا الاحتلال الإسرائيلي في قمة الصين و السعودية و العربية التي انعقدت مؤخرا في الرياض عام 2022، وهي التي كانت ناجحة بإمتياز، وقادت لعلاقات سعودية – ايرانية جديدة و هامة جدا و مؤثرة هذا العام 2023 .

ومن حق العربية السعودية أن تبحث في مصلحتها الوطنية و القومية خارج سياج العرب ، وعن مصالحها الاستراتيجية القريبة من حدودها التي تشكل بوصلة لإستقرارها و أمنها و لسيادتها ، و ايران قطب عالمي معترف به في الأمم المتحدة ، و لاعب سياسي رئيسي وهام وسط قضايا المنطقة و العالم الساخنة ، وهي مصنفة بأنها داعمة لحركات التحرر العربية و مناهضة لوجود اسرائيل و لا تسنجم مع السياسة الأمريكية الخارجية الملاحقة لمشاريعها الاستراتيجية ، وتعد من الدول المشاكسة لأمريكا خاصة مثل روسيا الاتحادية ، و تتحرك خارج حدودها ، وهي ناشرة لهلالها الشيعي وسط العرب و أبعد ، و تحتل جزرا للامارات العربية ، وهي صديقة لكل من العراق الحالي و لسورية أيضا ، و حضورها في لبنان قوي من خلال تواجد " حزب الله "، ومثلما لها دور ايجابي لها دور سلبي عبر تدخلاتها الخارجية ، و تخوف اسرائيلي – أمريكي مشترك من احتمال و صولها لمرحلة متقدمة من التخصيب النووي القادر على صناعة قنبلة نووية تكون خطيرة على اسرائيل أولا و على المنطقة العربية و الشرق أوسطية أيضا .

وبطبيعة الحال، فإن الحديث عن حرب نووية في الشرق الأوسط مستقبلا ضرب من الجنون و الفانتازيا ، ولا تقل شطحا في الخيال عن احتمال نشوب حرب نووية كمخرج لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية ومع حلف ( الناتو ) بالوكالة ، و أي دولة تعتدي نوويا ستختفي عن وجه الأرض أولا حالة الإعتداء على دولة نووية مقابلة ، وزمن حالة اليابان من دون سلاح نووي مقابل امتلاك أمريكا لقنبلة نووية نهاية عام 1945 ولى .

و ايران في المقابل و حتى تكون مقنعة أكثر للعرب، كل العرب ، عليها أن تذهب الى الأعتدال ، و لأن تبتعد عن تصدير مشاريعها خارج حدودها ، و أن تبتعد عن التدخل في شؤون العرب علنا و سرا ، وهو الأمر الذي لا يمنع أن تستمر في دعم حركات التحرر العربية ، و دعم البنية التحتية العربية للدول الفقيرة منها من دون شروط مسبقة ، وما أخذ بالقوة من العرب أجاب عليه الزعيم العربي جمال عبد الناصر " لا يسترد بغير القوة " ، و شخصيا أقول " ما أخذ بالقوة لا يسترد بالسلام من دون قوة " ، و لانريد للاحتلالات أن تبقى جاثمة فوق الأراضي العربية سواء كانت اسرائيلية أو ايرانية أو غيرها ، و نطمح نحن العرب عبر أجيالنا القادمة للوحدة العربية لأنها سلاحنا الحقيقي و درعنا الواقي ، و طريقنا الصحيح صوب المعرفة و التنمية الشاملة ، و السلاح النووي ، و أي سلاح غير تقليدي أخر خطير ومصنف من أسلحة الدمار الشامل مرفوض في منطقتنا العربية و الشرق أوسطية ، و الأصل أن تكون خالية منه ، و لانريد التلويح بتحرير الأراضي العربية بالسلاح النووي المدمر للمنطقة بالكامل ، بل نريد العون لكي يعمل المجتمع الدولي على اقناع اسرائيل و مظلتها الواقية أمريكا ودول الغرب لضرورة أن تصغي اسرائيل للقانون الدولي ، ولأن تعزف عن تصنيف نفسها على أنها دولة فوق القانون كما أمريكا ، و قرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمن 181 242 الأصل أن تنفذ ، و السلوك الحضاري يكمن في تنفيذ القانون الدولي و ليس بالتطاول عليه ، ونعيش في زمن للأسف لا سلطة فيه للمحكمة الدولية في " لاهاي " ، ويتم فيه اختراق كبريات المؤسسات القانونية في العالم مثل " حقوق الأنسان " أيضا الى جانب المحكمة الدولية ، و الأمم المتحدة ، و مجلس الأمن الممكن تعطيل قراراته بالفيتو " أي النقض " .

لقد جربت دول الخليج الدخول في تجربة شراء السلاح الأمريكي في زمن الرئيس دونالد ترمب عام 2017 و بمبلغ ملياري باهض وصل الى 450 مليار دولار لحماية الخليج مجتمعا من أي عدوان خارجي محتمل ، ثم ذهبت الى توقيع معاهدات سلام مع اسرائيل ومع ايران ومن دون الزام اسرائيل و ايران بضرورة مغادرة الأراضي العربية المحتلة ، لكن خطاب ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان في القمة الصينية – العربية في الرياض عام 2022 جاء مختلفا عندما ربط بين السلام العربي مع اسرائيل بضرورة التزام اسرائيل بحدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، و بقيام دولة فلسطين و فق خيار حل الدولتين على أن تكون عاصمتها القدس المحتلة.

والمطلوب الان الطلب من ايران أيضا مغادرة جزر الامارات لتتعافى العلاقات العربية مع اسرائيل و ايران معا ، والدول العربية الأكثر تضررا من الاقتراب العربي الايراني و بالعكس تحديدا هي دول التماس مع الحدود الاسرائيلية ، وها هي سوريا تقصف بإستمرار من قبل اسرائيل بسبب التواجد الايراني فيها ومنه ذراعها اللبناني " حزب الله " ، ولا مظلة حامية لسوريا نلاحظ رغم العلاقات الاستراتيجية المتينة مع روسيا الاتحادية و ايران.

وهنا في الأردن لا نريد لبلدنا أن يتعرض للخطر بسبب حاجة ايران للإقتراب منا ومن العرب، و أدعو لتعافي العلاقات السعودية – اليمنية لما فيه كل الخير لصورة عربية مشرقة ، و بعد اليوم ليست ايران عدوة للعرب ، و انما ( اسرائيل ) الاحتلالية – الإستيطانية المراوغة كما أمريكا ، وللحديث بقية ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :