facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كتابي حول الحرب .. قناعة وإنصاف


د.حسام العتوم
21-03-2023 08:26 AM

صدر لي حديثا عن مطبعة الجامعة الاردنية بتاريخ 16 آذار 2023، كتابا جديدا حول الحرب الأوكرانية شارك في كتابة تقدمته و بشجاعة مشكورة دولة السيد طاهر المصري والذي تحدث فيها عن صراعات الحضارات و استهداف الصين عبر روسيا و تحويل أوكرانيا للضحية ، و يشكر المؤلف العتوم موقف الأردن المحايد من الحرب الأوكرانية الداعي للحوار و السلام بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين " حفظه الله " ، وهي الأزمة الدموية المؤسفة التي يطلق عليها الجانب الروسي مصطلح " العملية العسكرية الخاصة " منذ تاريخ 24 2 2022، و تطلق عليها العاصمة " كييف " و بالتعاون مع عواصم الغرب مصطلح الحرب لدحر روسيا الاتحادية ، وفي واقع الحال هي الحرب التي أنتجها نظام " كييف" السياسي الجديد المحسوب على التيار البنديري المتطرف العائد جذوره الى عمق الحرب العالمية الثانية 1939 1941، والتي فرضت على السوفييت عام 1941 ، و بالتعاون خلسة مع العاصمة الأمريكية " و اشنطن " و جهازها اللوجستي المعروف ، ومع باقي عواصم الغرب و أجهزتهم المشابهة و المتعاونة ، وظهرت ملامحها الأولى على شكل ثورات ملونة برتقالية قادت لإنقلاب غير دستوري عام 2014 تمكن من طرد آخر رئيس لأوكرانيا موالٍ لروسيا الاتحادية مثل " فيكتور يونوكوفيج " ، و بهدف اجتثاث الحضور الروسي من الاراضي الاوكرانية رغم التاريخ المشترك الذي تمتد جذوره الى خلف أسوار الحقبة السوفيتية حتى ، و رغم مراهنة "موسكو" وقتها على استمرار صمود الجبهة الشرقية الواحدة ، خاصة بعد رفض حلف " الناتو " انضمام روسيا اليه عام 2000 ، وبعد درس الحرب الجورجية عام 2008 ،وبدأت موسكو خطوتها الإستباقية الأولى بإعادة اقليم " القرم " للسيادة الروسية وفقا لحقائق التاريخ وعبر صناديق الاقتراع ، و هو ليس احتلالا .

ولقد سبق صدور كتابي هذا ، صدور كتابين لي ، الأول بعنوان " روسيا المعاصرة و العرب عام 2016 ، والذي شكر صدروه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين " حفظه الله " ، و الثاني بعنوان " الرهاب الروسي غير المبرر " عام 2020 ، الذي حظي بشكر كبار رجالات الدولة و السلك الدبلوماسي الأردني و العربي ،ووصل صداه الى السلك الدبلوماسي الأجنبي ، ولقد ثبت لي بأن الغرب معني بإستمرار الحرب الباردة و سباق التسلح ،ولا ينسجم مع السياسة الروسية الخارجية و الداخلية منها ،ويريد لقطبه الأوحد أن يسود ويطغى ، ولديه قناعة بأن القانون الدولي ولد عندهم و لا يفهمه غيرهم ، وأصبح الغرب محاميا للدفاع عن سيادة الدولة الأوكرانية التي حصلت رسميا على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 ضاربا بعرض الحائط تفاصيل مجريات الأحداث ، وغامضا عيونه عن من بدأ الحرب فعلا على مدار أكثر من ثماني سنوات وتسبب في جريمة حرب ذهب ضحيتها أكثر من 14 الفا من الروس و الأوكران الناطقين بالروسية في شرق و جنوب أوكرانيا ،و حملة جوازات السفر الروسية ، وأعاق الغرب ذات الوقت حوار " كييف " المباشر مع " موسكو " ، وعبر اتفاقية " مينسك 1+2 " ، ونشر في الأراضي الأوكرانية و السوفيتية السابقة أكثر من 30 مركزا بيولوجيا خبيثا ضارا بالمكون السوفيتي – السلافي مستغلا زمن انتشار وباء فايروس كورونا " كوفيد 19 " ، و شجع و عاون " كييف " على الشروع في انتاج قنبلة نووية بهدف التوازن العسكري مع " موسكو " و لاجبارها على حوار " الند للند " بهدف اعادة صورة السيادة الأوكرانية لوضعها السابق، بينما لم نلاحظ هكذا صورة بين اسناد الغرب لإسرائيل " النووية " و تعاطفهم الشكلي مع العرب في موضوع الاراضي العربية المحتلة منذ الرابع من حزيران لعام 1967 ، وشجع الغرب لاحقا من جديد " كييف " على الشروع في انتاج قنبلة نووية مخفضة أخرى ، وصفتها روسيا بالقذرة بحجة شروع "موسكو" بإستخدام مثلها في الحرب الأوكرانية ، وهو الذي ثبت سرابيته .

وقرار " موسكو " في العملية -الحرب- بتاريخ 24 آذار 2022، لم يكن فرديا أتوقراطيا بوتينيا كما يشاع في " كييف " و عواصم الغرب ، و انما جماعيا من قبل قادة قصر " الكرملين " الرئاسي " في موسكو بحضور ومشاركة الرئيس فلاديمير بوتين ، بسبب استشعار الخطر القادم على سيادة روسيا من طرف " كييف و حلف " الناتو " ، ولعدم جواز السكوت على استمرار ارتكاب " كييف " لمجزرة بشرية في " الدونباس " لرغبتها في ضمه قسرا ، وهو الأمر الذي انتهى كما نشاهد و نتابع الى إعادة أقاليم " الدونباس " إلى السيادة الروسية من جديد عبر صناديق الاقتراع ، و بالارتكاز على معطيات التاريخ المعاصر العميق ،وهو ليس احتلالا أيضا .

ولقد ارتكزت " موسكو " بداية على المادة القانونية 517 من مواد الأمم المتحدة التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الاتحادية أن تدافع عن سيادتها وعن مواطنيها و السكان المؤازرين لها، و هي المادة القانونية التي لم يستوعبها الغرب ، و ذهب لتحريض كبريات المؤسسات القانونية في العالم على روسيا مثل " الأمم المتحدة " ، و " مجلس الأمن " ، و " حقوق الانسان " ، و " المحكمة الدولية ، و " قمة العشرين " ، و دول " البريكس " ، و " الدول الصديقة لأمريكا على خارطة العالم ، و تزويد " كييف " بالسلاح و المال الوفيرين و بحجم وصل الى قرابة 150 مليار دولار ، و ربما أكثر ، بهدف اضعاف الموقف الروسي وممارسة ضغوطات نفسية عليه عبر توجيه حزم من العقوبات الاقتصادية عليه ، لكن روسيا بقيت صامدة اقتصاديا ،و عملتها " الروبل " ربطت بمصادرها الطبيعية ، ولم تشبه اصدارات الغرب الورقية على مستوى العملات النقدية ، و استمرت في صمودها عسكريا وسط عمليتها الدفاعية غير الاحتلالية ،و قدمت مؤسسة " فاغنر " الفدائية للسيطرة على آخر معاقل الدونباس مثل "باخموت – أرتيمفسك "، وبقي الجيش الروسي يراقب ، وروسيا كما نعرف قطب أكبر من دولة ، وتصنف نفسها الأولى على مستوى السلاح فوق النووي ، تتمتع بمساحة جغرافية " أكثر من 18 مليون كلم2 " يصعب تطويقها ، و أي قرار صادر محكمة الجنائية الدولية بحق روسيا باطل ، و روسيا ليست عضوا في نظام روما المؤسس للمحكمة ذاتها ، و قراراتها غير ملزمة حتى للمجتمع الدولي ، و مسألة نقل روسيا للأطفال الروس و الأوكران من أطراف منطقة " الدونباس " الروسية المحررة لحمايتهم لا يعتبر جريمة حرب ، ولا يشبه تسبب " كييف " في قتل أطفال شرق و جنوب أوكرانيا الى جانب أعداد كبيرة من الروس و الأوكران هناك ، والتي هي جريمة حرب فعلا توجب تحرك محكمة الجنايات الكبرى بصددها ، لكن ماذا نقول عندما تخترق المحكمة نفسها ، و ليست وحدها وسط كبريات المؤسسات القانونية في العالم ؟ !.

وانفردت جمهورية الصين الشعبية بعد عام على اندلاع العملية الروسية العسكرية الخاصة ، و حرب العاصمة الأوكرانية " كييف " و عواصم الغرب الخمسين بقيادة أمريكا و حلف " الناتو " بمبادرة سلام من 12 بندا لأنهاء الحرب الجارية عبر وقف عقوبات الغرب غير المقنعة و للمحافظة على سيادة كل من روسيا الاتحادية و جمهورية أوكرانيا ، وشهادة الصين بقيت مجروحة بسبب ما يجمعها بروسيا من صداقة تاريخية و في قلب مجلس الأمن ،وهو ما دعا الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة جو بايدن للتشكيك بحيادية الموقف الصيني ، وهاجس الصين على " تايوان " واعتباره جزءا من السيادة الصينية يشكل قلقا لها في ظل موقف أمريكي مساند ل " تايوان " ، الأمر الممكن تفسيره بأن الصين في خطوتها لأنهاء الحرب الأوكرانية ، انما هدفت لمغازلة أمريكا التي تكيل كعادتها بمكيالين في الأزمات الدولية ، ولا مخرج للحرب الأوكرانية ممكن تصوره لانهائها من غير إعلان " كييف " قبولها بسلام الأمر الواقع مع " موسكو " ، بمعنى القبول بالأقاليم الخمسة " القرم , و دونيتسك ، و لوغانسك " الدونباس " ، و زاباروجا ، و خيرسون ) في اطار سيادة روسيا الاتحادية ، وتحريك صناديق الاقتراع في العاصمة " كييف " مخرج هام للدفع الى سدة السلطة الأوكرانية الغربية بقيادة معتدلة تقبل بروسيا جارة التاريخ و تقيم علاقات متوازنة مع دول العالم وسط عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن الانحياز للقطب الواحد الذي بدأ يتراجع وهجه ، و إدارة الظهر لروسيا جارة التاريخ ، و العارفة بالقانون الدولي كما دول العالم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :