عمون - تتعدد آراء العلماء حول الأمراض التي تبيح الإفطار في رمضان ويمكن تلخيصها كالتالي:

قول القرطبي وجمهور العلماء: إذا كان المرض يسبب ضررًا ويخشى تفاقمه أو زيادته، يجوز للشخص المريض أن يفطر.

قول أبي حنيفة: يجوز للمريض أن يفطر إذا كان المرض يهدد حياته أو يتوقع تدهور حالته إلى ما هو أسوأ، لأن الاستمرار في الصيام قد يؤدي إلى تعريض حياته للخطر، وفي هذه الحالة يجب عليه الإفطار وقضاء الأيام المفطورة بعد انتهاء رمضان.

قول الإمام النووي: يشترط لجواز الإفطار في حالة المرض أن يكون المرض مشقة شديدة ويصعب تحملها، وإذا كان هناك أمل في شفاء المريض فعليه أن يفطر ويقضي الأيام المفطورة في وقت لاحق.

قول ابن قدامة: لا يوجد قاعدة ثابتة للأمراض التي تبيح الإفطار، فالأمراض تختلف وفقًا لتأثيرها على الشخص الصائم، ويجب أن يُعتبَر المرض الذي يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة والصوم.

قول الكاساني: المرض الذي يبيح الإفطار هو الذي يخشى أن يتفاقم بالصيام ويتسبب في الموت أو زيادة الأعراض. ومن المهم أن يتم النظر في الشدة والتخفيف وفقًا لحالة المريض.

يتبين من خلال آراء العلماء أن المرض الذي يبيح الإفطار هو المرض الشديد الذي يزداد سوءًا بسبب الصيام، أو يهدد بتأخر الشفاء إذا صام الشخص المريض. بالنسبة للمرض الذي لا يسبب مشقة كبيرة أو لا يؤثر على الصيام، فإنه يُفضل على الشخص المريض أن يصوم، ولكنه ليس مطالبًا بالصيام.

أحوال المرضى في الصيام تتنوع وفقًا لظروف كل حالة، ومن بين هذه الحالات:

إذا كان المريض يخشى على حياته أو يشعر بالضعف أو يتضرر إذا صام، فيجب عليه الإفطار، ولكن إذا كان قادرًا على تحمل المشقة بعدة، فيمكنه أن يصوم ولكن بالإثم.

إذا كان المريض قادرًا على الصيام مع بعض المشقة ولا يتأثر سلبًا بالصيام، فيُكره عليه الصيام ويُستحب له الإفطار، لأن ارتكاب المشقة مع وجود الرخصة قد يعد خروجًا عن رخصة الله.

إذا لم تكن الصيام يسبب مشقة كبيرة للمريض ولا يتأثر بشكل سلبي بالصيام، فيجب عليه الصيام وفقًا للجمهور العلمي، وبعض السلف رأى أنه يجوز للمريض أن يفطر بسبب أي مرض، حتى إذا كان مجرد ألم في الأسنان أو الإصبع أو أي مرض لا يؤثر على المريض أثناء الصيام. الرأي الأكثر صحة هو الرأي الجمهوري في هذه الحالة، حيث أن المرض لا يؤثر على الصيام عمومًا.

من الواضح أنه يجب أن يتم النظر في حالة المرض وتأثيرها على الشخص الصائم عند اتخاذ قرار بالإفطار أو الصيام. يُفضل التشاور مع العلماء والأطباء المتخصصين للحصول على نصيحة شخصية تتناسب مع الحالة الصحية الفردية.