facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا روسيا قوية ولا تهزم؟


د.حسام العتوم
16-05-2023 02:24 PM

الحاسدون لروسيا الاتحادية كثر، والمتآمرون عليها أكثر ، والغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية الذي بدأ نظامهم الأوحد يتقهقر مع اندلاع العملية الروسية العسكرية الخاصة بتاريخ 24 شباط 2022 ، وكذلك دولارهم وبنوكهم غير راغبة وبطريقة مبرمجة وهادفة رؤية روسيا ناهضة وقوية اقتصاديا وسياسيا وعلى مستوى تطبيق القانون الدولي، ويريدها تابعة له تئن وتترنح تحت وطأة العقوبات الاقتصادية المتكررة (كل ما دق كوز) سياستها وعسكرتها بجرة الغرب عبر الأراضي الأوكرانية، وفي أي منطقة عالمية أخرى مثل أفغانستان وجورجيا وسوريا وغيرهم، والمتمسكون بالاشاعات المغرضة حولها، وبالمعلومات السلبية الناقصة بحقها ليسوا أقل شأنا لدرجة باتت فيها شرائحها كثيرة ديمغرافية عالمية لا تفهم روسيا، وتعتبرها من هول ما يدور حولها من هدير المعلومات الرمادية (محتلة وعدوانية ؟!)، بينما الأصح والممكن قوله هنا وبالدليل الدامغ، فإن السياسة الخارجية الروسية حكيمة ومداركها واسعة، وبعد النظر فيها دقيق الأهداف، وترتكز على روح القانون الدولي، وهي أي روسيا من أحسنت إستخدام المادة القانونية سارية المفعول في الأمم المتحدة رقم 517 التي خولتها بالدفاع عن سياستها بسبب تعرضها لمؤامرة مكشوفة وعدوان سافر من قبل النظام السياسي البنديري العنصري المتطرف في العاصمة "كييف" بقيادة الرئيس فلاديمير زيلينسكي وبالتعاون مع الغرب التابع لأمريكا مباشرة، والتسبب في جريمة حرب راح ضحيتها من منطقة "الدونباس" نحو (15) الف مواطن أوكراني ناطق بالروسية وحامل لجواز السفر الروسي وروسي من أصل سبعة ملايين إنسان يعيشون هناك، ويعيب البعض على روسيا بأنها تأخرت بعمليتها العسكرية، وبأنها اعتقدت بأن عمليتها ستكون نزهة داخل الأراضي الأوكرانية السابقة المحررة حاليا والتي تحولت الى روسية والى الأبد .

وهنا أوضح للرأي العام وبموضوعية، في زمن عدم حاجة روسيا لمن يدافع عن موقفها مثلي، وهي التي تملك ماكنة إعلامية ضخمة تجوب العالم وبلغات عديدة، فلقد راقبت موسكو حراك الثورات البرتقالية المبرمجة من قبل الغرب وخاصة من قبل أمريكا وبريطانيا مبكرا منذ عام 2004 في عهد الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوجما، ودعت لحوارات هادفة عبر اتفاقية "مينسك 1+2 "، واقتنصت روسيا فرصة انقلاب "كييف" الدموي غير الشرعي عام 2014 الذي خطط له الغرب بالتعاون مع التيار البنديري ونظام "كييف" وأعادت اقليم "القرم" لعرينها تماما كما كان روسيّا في عمق التاريخ المعاصر منذ زمن الإمبراطورة يكاتيرينا الثانية ورغم ضم نيكيتا خرتشوف الزعيم السوفيتي الأوكراني الأصل له ليصبح أوكرانيا وقتها، وليستمر في عهدتهم 60 عاما، وفتحت المجال للحوار مع الجانب الأوكراني الممثل للعاصمة " كييف " مباشرة وعبر جلسات النورماندي "مينسك"، وحاولت اقناع نظام كييف بالعدول عن ضم الأقاليم الخمسة "القرم ودونيتسك و لوغانسك "الدونباس" و زاباروجا و خيرسون، و باخموت "، ومن أجل ذلك حركت صناديق الإقتراع فيهم أولا حتى تثبت للمرة المليون بأنها غير محتلة وانما محررة لمناطق عرفها تاريخهم العميق المعاصر بأنها روسية الأصل والجذور، وسيّرت عمليتها العسكرية الخاصة التي لا تعتبرها حربا، وصبرت على حرب الغرب والناتو معها وضدها بالوكالة عبر "كييف" لدرجة صرح فيها مدير الإستخبارات الأمريكية السابق (دوغلاس) بوجوب شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحمُّله تحرشات بلاده بالوكالة عبر أوكرانيا، ولعدم تحويله الأزمة الأوكرانية الى حرب ثالثة كارثية مدمرة .

ولم تعتبر روسيا عمليتها العسكرية التي حركتها بقرار جماعي رئاسي صدر عن قصر (الكرملين) في موسكو بقيادة الرئيس بوتين نزهة أو سريعة خاطفة، ولم يكن قرارا أتوقراطيا فرديا بوتينيا كما تشيع ماكنة إعلام "كييف والغرب" ، وأخذت بعين الإعتبار هيجان الغرب المتوقع والمفسر للأزمة الروسية – الأوكرانية من زاوية الحرب الباردة وسباق التسلح ، وهذا بالضبط ما أراده الغرب و ما أرادته أمريكا قائدة المكر الغربي في وجه روسيا الى جانب بريطانيا ، وروسيا بالمناسبة ترفض الإرتهان للغرب ولا تعير اهتماما لعقوباته السامة المبرمجة استخباريا، وتعتبر ذاتها قطبا مستقلا عظيما يتمتع بسيادة مطلقة، وبتحالفات هامة استراتيجية تشمل شرق وجنوب العالم، مع الصين الشعبية ، ومع ايران ، ومع العرب ، ومع أفريقيا ، ومن أهم نتائج عمليتها العسكرية والحرب الأوكرانية ومع "الناتو" بالوكالة ، هو قيادتها لعالم متعدد الأقطاب رافض لأحادية القطب الغربي المتغول .

ولقد حققت روسيا ما أرادت من العملية الحرب وبنسبة مئوية كبيرة، وانتصرت ، وهي ماضية في تحقيق كامل انتصارها ليس في "باخموت – أرتيومسك " فقط، وانما للوصول لإجتثاث التيار البنديري المتطرف من جذوره وسط الأراضي الأوكرانية، والسلاح الغربي سواء كان المانيا أو بريطانيا أو أمريكيا حديثا، بالإمكان وصفه بالغبي الراغب بتجريب صبر روسيا، وكشف ما لديها من سلاح حديث أيضا، ولقد وصل الغرب لقناعة مفادها بأن روسيا ورغم مرور أكثر من عام على عمليتها العسكرية لا زالت تستخدم الأسلحة القديمة التي لديها ذات الطابع السوفيتي ، ولقد نجحت روسيا اقتصاديا رغم الحصار الغربي المقصود وعبر العقوبات من المحافظة على استقرار عملتها الوطنية (الروبل) وتحالفت مع العملة الصينية (الين) ، ولم يعد الدولار وحتى اليورو يعني لها الكثير ، فلديها مصادرها الطبيعية الغنية بعكس الغرب الأمريكي طابع العملة من دون مصادر طبيعية حقيقية، و وسط الشعوب الروسية والقفقاسية الواسعة ديمغرافيا، الإنسان الروسي وطني وقومي مخلص لبلاده ولا يقبل لها الهوان، وتمتلك روسيا الاتحادية قيادة حكيمة عارفة بالقانون الدولي أكثر بكثير من الغرب مجتمعا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشهود له بالقيادة الفولاذية وبعد النظر التي تقدم الردع على الهجوم، ولا تمارس الإحتلالات ، وتبني ولا تهدم، ووزير خارجية روسيا سيرجي لافروف لا يوازي قوته المعلوماتية وحنكته الدبلوماسية والسياسية كثيرون جدا على خارطة العالم .

ووزارة الدفاع الروسية بقيادة سيرجي شايغو حققت نجاحات معاصرة مشهود لها بالقوة، واشرفت ميدانيا ومباشرة على سير المعارك في الدونباس وفي منطقة باخموت – أرتيومسك، وهي من توجه قوات (فاغنر) الأمنية الخاصة، وترفع شعارا ميدانيا كان قد رفعه وسط الحرب العالمية الثانية 1941 1945 جوزيف ستالين (ولا خطوة للخلف)، والرئيس بوتين عازم على تحقيق هدف العملية العسكرية الخاصة حتى النهاية بهدف تصفية التطرف والعنصرية في الجوار الأوكراني حتى تعود أوكرانيا جارة محبة للعطاء والسلام والتنمية الشاملة والخير لنفسها أولا ولروسيا جارة التاريخ ولكل شعوب ودول العالم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :