**الزيارة القصيرة لها أحكامها.. شهر ونصف عليك أن تستجيب فيه للدعوات إشفاقا على النساء.. لأن رجالنا لا يعزمون عليك إلا بتهديدك تهديدا إنسانيا بحتا وذلك بحلف يمين الطلاق .. تخرج من دوامة الطلاقات والعزائم لتشم هواء عمان في جبل الحسين (مثلا) فتصدم بأنك لا تسمع من المارة إلا اللهجة العراقية.. عندها تستشعر حجم التغير الذي طرأ على المكان بكل مفرداته.. تجلس مع الناس فلا تسمع حديثا غير حديث العقارات والأراضي وأسعارها فتحس أن البلد برمته أصبح أينما يممت وجهك مكتبا عقاريا.. وأن البشر من حولك نوعان .. تاجر وسمسار.. باستثناء الأصدقاء الغلابى من حاملي الهم الثقافي..**.. حملت معي من الإمارات (فلاش ميموري) يحتوي على مقالات احتياطية أو مشاريع مقالات تحتاج إلى تتميم بسيط للاستمرار في النشر بعمون أثناء الإجازة لأن طبيعة الإجازة لن تسمح بالكتابة كما يشاء الخاطر.. على نفس (الفلاش) كل ما لدي من مسرحيات وأمور أخرى.. في المرحلة الأولى ضاع غطاء الفلاش .. ثم اخترب ففقدت كل شيء مسجل عليه.. مما استدعى الانقطاع عن النشر بعد الانقطاع عن مطالعة الموقع إلا لماما..

**شعرت أن الشهور الستة الأخيرة التي تعاملت فيها مع هذا الموقع أكسبتني معرفة ومعارف وعلاقات تفوق السنين الأربعين الماضية... لذا فإن هامشا كبيرا من وقت الإجازة استحوذت عليه الرغبة في التواصل مع أصدقاء عمون وجها لوجه..

**تسير بسيارتك ذات النمرة الخليجية التي لا تساوي ألف دينار في بلدها.. فيمسك بك طفل ليجبرك عند الإشارة الضوئية أن تشتري منه أوراقا صحية.. وعبثا تحاول إقناعه أنك لا تحتاج إلى عملية (نف) فإذا اقتنع أجبرك على شراء (بكسة فقوس) متعللا بأن الفقوس لا علاقة له (بالنف) ثم يقدم لك نصيحة مجانية بألا تشتري (بكسة تين) من زميله لأنه تين مسروق!!

** يسألك القريب والبعيد سؤالا موحدا متفقا عليه وهو: (قديش بتحوش في السنة؟) وإذا تكلمت وقلت إن أجرة المنزل في الخليج تساوي أكثر من نصف الدخل.. وأن سعر الكهرباء (12 ضعف سعرها في الأردن) تتلقى نظرة خبيثة مليئة بالشك والتكذيب! عندها تفاجأ بالسؤال المتذاكي الدائم: (ويش مقعدك هناك؟) فتضطر للقول: أعطني بديلا مناسبا هنا لأعود.

** تكتشف حجم الخداع الذي تمارسه الصور الفوتوغرافية التي تراها في الإنترنت عنما ترى بأم عينك صديقا مثل كامل نصيرات.. أو خميس بن جمعة (مثلا)
AMANN272@HOTMAIL.COM
0776140495