facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الابعاد السياسية الاستراتيجية لاحتفالات الاردن بزفاف الحسين ورجوة


محمد مناور العبادي
04-06-2023 04:00 PM

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاردنيون، لاسباب ليس لهم، ولا للنظام علاقة بها، الا انهم تباروا عفويا، للاحتفال بفعاليات "نفرح بالحسين ورجوة" العابرة للحدود، والتي شارك بها محبو الاردن والاردنيين، من قادة واركان الدول الشقيقة والصديقة، الذين زهت عمان بطلعتهم البهية، لأن الاردن - دولة وشعبا ومؤسسات-، ما كان يوما عبر المئوية الاولى، إلا لأمته، ولكل محبيه، من كل المنابت والاصول. مما حدا بوسائل إعلام أجنبية راقية ومعروفة، ان تعطي ابعادا سياسية استراتيجية، محلية وعربية ودولية، لما اكتنف هذا الحدث الكبير من معان وتفاصيل.

فقد اكدت هذه الاحتفالات بما لا يدع مجالا للشك، أن الأردن قطع مرحلة حاسمة في التداول السلمي للسلطة، واستمراريتها، بدعم شعبي غير مسبوق، للقيادة الهاشمية الاردنية، ومؤسساتها، واستراتيجية عملها، وسياساتها الداخلية والخارجية، التي يلتف حولها فعلا، كل الاردنيين من كل المنابت والاصول، وهذا سر منعة الاردن وامنه واستقراره، وقدراته على تجاوز المحن السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والاجتماعية، التي لو واجهت دولة اخرى غير الاردن، لكان مصيرها الانهيار المحتوم.

فمن وحي المناسبة العزيزة، يمكننا استنباط الابعاد الاستراتيجية السياسية المحلية والعربية والدولية، لهذا الحدث السامي، وتفاصيله، الذي استرعى انتباه المحللين السياسيين، في كبريات وسائل الاعلام الخارجية، ودفعهم للتأكيد أن احتفالات – نفرح بالحسين ورجوة ستبقى رافعة للأردن، وطنا وشعبا، حاضرا ومستقبلا، بل ستكون في قادم الايام، منعطفا تاريخيا ايجابيا، مزهرا، مزدهرا، في حياة الاردن والاردنيين واحبتهم.

البعد المحلي

لاول مرة ، ومنذ عقود طويلة شارك ملايين الاردنيين ، وعلى مدى اسبوع ،اما عبر شاشات التلفزيون ، اوتنظيم مناسبات احتفالية في مدن وقر ى وبوادي المملكة ،او وقوفا في شوارع عمان ، يحملون الاعلام واليافطات ويطلقون الهتافات في الشوارع التي سلكها" الموكب الاحمر" الذي ازدان بالعروسين - الحسين ورجوة الحسين - وهما يقفان بعز وشموخ في سيارة مكشوفة ، يلوحان بايديهما دون توقف، يمينا ويسارا ،وعلى مدى اكثر من ساعة ، يبادلان المحبين لهما بابتسامات لم تفارق محياهما ، رغم الطريق الطويل الممتد من قصر زهران العامر الى قصر الحسينيه، ورغم اشعة الشمس الحارقة

وما كان لذلك ان يحدث اصلا ، لو لم يكن الاردن بلد الأمن والامان ، بهمة نشامى الجيش العربي والاجهزة الامنيه ،وبحرص كل الاردنيين على ادامة هذه النعمة التي اصبحت مثار فخر كل من زار الاردن من الاشقاءوالاصدقاء .

الملك عبدد الله الثاني والملكه رانيا العبد الله ،بادلا هذا المحبة الشعبيه ، لنجلهما الاكبر ، وللاردن، وطن النشامى، بحب مماثل ،تكريسا للرابطه التاريخيه بين القيادة والشعب . فقد اوصى جلالته ، العريس الهاشمي ، وهو يسلمه سيف بني هاشم ، بان تكون " مخافة الله بين عينيه " دوما وابدا وان يبقى شعاره" سيادة الحق والعداله" ، لكل الاردنيين ، "والدفاع عن الوطن" بكل من وما فيه.. وبكل وسائل القوة المتاحة له -جيشا وشعبا ومؤسسات - كما هو الاردن دوما ، سيما وان النسخة الثانية من السيف الهاشمي، صنعت من حديد اردني ،استخرج من حجارة حول قلعة الربض التاريخية ، في رسالة ذات مضامين سامية وطنية تعهد سموه بتنفيذها.

ولم تقف رمزية السيف الهاشمي على ذلك فقط ، بل هناك بعدا عربيا هاشميا تاريخيا خالدا ، في هذه الرمزية ، مفاده ان النسخة الاردنية من السيف الهاشمي ، تم استنساخها من سيف جلالة المغفور له الملك عبد الله الاول الاصلي المصنوع في الحجاز عام 1916، في اشارة ذكيه من الملك عبد الله الثاني للامير العريس ، بأن يحافظ سموه على حكمة وحنكة الهاشميين في التعامل مع الاحداث من جهة، وفي الحفاظ على الاخوة الاردنية السعوديه ،التي جمعها حب الوطن والمقدسات . ففي المملكه العربية السعودية ، قيادة كرست حياتها من اجل ان تبقى خادمة للحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام ،وفي الاردن قيادة هاشمية ، اصرت على ان يكون لها الحق شرعيا وقانونيا ودوليا بالوصاية على ثالث الحرمين الشريفين – المسجد الاقصى ، وانتزعت اعتراف المجتمع الدولي واسرائيل ليكون لها شرف ذلك .

الملكه رانيا العبد الله والدة العريس قابلت محبة الاردنيين لنجلها الاكبر الامير الحسين فخاطبتهم في "ليلة الحنا " قائلة لهم – الامير الحسين ابنكم وانتم اهله " فاية معزة اكبر من ذلك للشعب الاردني ولكل احبة سمو الامير الحسين

هذه وصابا الملك والملكه لابنهما الحسين وهي قمة في المعاني والتفكير الوطني القومي الانساني الخلاق والمبدع

ومما اضفى على المشهد الوطني لمسات اساسية لاتنسى وستبقى ابد الدهر ، مشاركة زملاء الحسين في اهم مراحل الاحتفال، يرتدون اللباس العسكري وهم يستقبلون سموه بالهتافات والتصفيق والاغاني والاهازيج الشعبيه والوطنية ، لحظة خروجه من " حمام العريس " ورافقوه في العديد من تفاصيل الاحتفال ، في اشارة الى المحبة المتبادلة ،بين الامي روزملائه في الجيش العربي ، وهي جزء لايتجزأ من المحبة المتبادلة بين الجيش العربي وجلالة الملك عبد الله الثاني .

كما شارك في ترتيبات الاحتفال الوطني الشعبي بكل تفاصيله . لواء الشيخ محمد بن زايد / التدخل السريع / تاكيدا للعلا قات التاريخيه بين قيادتي الاردن ودولة الامارات العربيه المتحدة ، والتي حدت بجلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك عبد الله الثاني ،الى اطلاق اسم الشيخ محمد بن زايد على اللواء ، تكريما لدورالامارات المشرف ، ممثله بقيادتها وجيشها وشعبها ، في دعم الاردن واحتضان اكثر من نصف مليون اردني على اراضيها المعطاءة .

وتزامنت احتفالات الاردن "بزفاف الحسين – رجوة الحسين " مع احتفال الاردنيين بمئوية اطلاق اسم الجيش العربي على القوات المسلحه الاردنية مما يعطي بعدا عسكريا وطنيا كبيرا لاهمية هذه المزامنه ومعانيها وابعادها خاصة وان سموه كما والده كانا من ضباط قواتنا المسلحه - الجيش العربي – جيش الامة العربيه كلها .

البعد الديني و العربي

يتجلى البعد الديني والعروبي في مجمل الاحتفالات ، واحيانا في تفاصيلها والبعد القومي العربي في بعض الابعاد المحليه

فقد سعدت عمان التي يحلو للاردنيين ان يطلقوا عليها "عاصمة العرب" باستضافة نخبة من القادة والزعماء والمسؤوليين والاعلاميين العرب الذين شاركونا احتفالاتنا ب "الحسين ورجوه الحسين " .. نقلوا للاردن ملكا وشعبا تهاني قياداتهم ودولهم وشعوبهم ، بزفاف " الحسين – رجوة الحسين " . كما ان عروس الاردن سمو الاميرة رجوة بقيت في كل لحظة من لحظات هذه المناسبة السعيده ، في عين الحدث ..

فقد جاءت اميرتنا "رجوة الحسين " من ارض الحرمين الشريفين المباركة ،الى تخوم ثالث الحرمين الشريفين -المسجد الاقصى – والذي يتولى الوصاية الهاشميه عليه جلالة الملك عبد الله الثاني ، ليكتمل بذلك البعد الديني والعروبي لهذه المناسبة الخالده ، التي جمعت اميرة من دولة الحرمين الشريفين – رجوة الحسين – بأمير هاشمي يفخر بان والده – صاحب الوصاية دينيا وشرعيا وقانونيا وشعبيا على الحرم الشريف الثالث - الحرم القدسي –

فضلا عن ذلك ، فان السيف الذي اهداه الملك عبد الله الثاني الى العريس الحسين يحمل بعدا عربيا اسلاميا تاريخيا قوميا ، فنسخته الاصليهم من ارض الحجاز في مملكة الحرمين الشريفين .

البعد الدولي

لم يكن مصادفة ان يشارك ملوك وامراء وقادة سبعين دولةعربيه واجنبيه فضلا عن كبريات وسائل الاعلام العالميه والعربيه في احتفالا ت الاردنيين " مع الحسين ورجوة نفرح..

الرئيس الامريكي جو بايدن لخص في رسالة تهنئة فيديو بصوته وصوت عقيلته ا رسلت الى الامير الحسين عبرت عما ينتظره العالم من سموه حين قال بايدن "نحن نتطلع في السنوات المقبلة للعمل معك، ومع والديك الفخورين بك، الملك عبد الله والملكة رانيا، وجميع الأردنيين، للاستمرار في تعميق الصداقة بين شعبينا".

كما عبر جميع قادة العالم اما مباشرة او عبر رسائل تهنئة عن تمنياتهما للعروسين واملهما في تعميق التعاون بين دولهم والاردن في ظل جلالة الملك عبد الله

وبعد

ان الاردنيين فخورون بمشاركة المجتمع الدولي لهم افراحهم بزفاف "الحسين ورجوة الحسين " وبالانطباعات التي عبرعنها قادة العالم واعلامه عن الابعاد الدينية والسياسيه والوطنيه والعربية لهذا الحدث العابر للحدود ، الذي سيكون كما اكدوا ، رافعه حقيقيه للاردن والاردنيين ، ومرحلة جديده في العمل الجماعي بين القيادة والشعب ، لتحقيق التطلعات الوطنيه ، نحو اردن جديد قوي مزدهر ، شعاره حسب وصية الملك لسموه العدل ومخافة الله ، والحق والدفاع عن الوطن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :