واستراحَ المناضلُ الجليلُ بعد عناءِ الرحلة
غرسَ البذرةَ... أنبتَ الفكرةَ...
احتفظ بندى الفجرِ في كفهِ
وغادرَنا شامخاً نحو أَتون الشمس...

عاشَ مجلي مدافعاً ومضى نقياً...
عاشَ متواضعاً ومضى زاهداً...
كان كناسكٍ في معبدٍ
أبيضاً كياسمينِ الشام
مقاوماً كزيتونِ فلسطين
شامخاً كجبالِ عمّان
ثابتاً كأرزِ لبنان

بلادٌ واحدةٌ... علمٌ واحدٌ
نشيدٌ واحدٌ... ووطنٌ بلا أسوار
بلا أسلاكٍ شائكةٍ...
بلا وعكاتٍ على النقاطِ الحدوديةِ
تلكَ كانت الفكرةُ... وكان السجنُ... وكان الثمنُ عمراً!

رحلَ مجلي كنسيمِ الصباح،
رحلَ وزهرةُ الأوركيدا لم تفتح أوراقَها بعد!
زرع الحُلمَ في أذهانِنا وتركَ الفجيعة
والفجيعةُ يا أحبتي ....
الفجيعةُ في أوطاننا العربية مِعطفُ الشقاء
الفجيعةُ سيدةُ حُبلى تلدُ لنا كل يومٍ أزمةً جديدةً
تعصرُ القلبَ وتقيمُ للحزنِ مأتماً في وجهِ المجدلية

ترجلَّ المحاربُ... وأعاصيرُ الفوضى في كل مكان
ترجلَّ ... ودم الشهيدِ في الوطن العربي يسطرُ للمقاومةِ ألفَ عنوان
ألم تعلم أن الرحلةَ لا تزالُ في منتصفها ؟!
وثمّةَ جيلٌ جديدٌ يلّوحُ على أرصفةِ النضال
ليُسدل الستار على فصول المسرحية الهزلية!
ألم تعلم أن من وجعِنا ستعودُ الشعوبُ لرشِدها ؟!
وتوقدُ في عتمتِنا الأمل ...
والأملُ في عُرف التحرير سيدُ المقاومة
أما كان لك يا مجليّ أن تنتظر قليلاً..!!

من مثلكَ يستحق الرثاء...
من مثلكَ يستحق الثناء...
لكنه الموتُ... قاهرُ الحكايات
كمالُ النهايات... ونهاية الكمال البشري!

مجلي ...أيها الرفيق...
نعاهدُك أن نبقَ على الوعدِ أوفياء
نعاهدُك أن نبقَ على طريق النضال مقاومين
ونقيمُ من مَلحمتنا الأزلية انتصاراً لشعوبنا المضطهدة ...
السلام لروحك الجميلة أيها الرفيق
والسلام لكم جميعاً...