مفهوم الوعي واللاوعي في الفلسفة
19-07-2023 01:46 PM
عمون - في الفلسفة، يتم تعريف الوعي على أنه حالة الإدراك التي يصل إليها العقل من خلال تفاعل الفرد مع المحيط. يتم تحقيق هذا الوعي من خلال حواس الإنسان الخمسة، ويمكن تمثيل الوعي بمستويات متعددة بما في ذلك الإحساس بالذات، والإدراك الذاتي، والحالة الشعورية، والحكمة أو العقلانية، والإدراك الحسي للتفاعل بين الفرد والبيئة. بالتالي، يتكون الوعي من مجموعة من الأفكار والمعرفة والتجارب التي تشكل مفاهيم الفرد حول محيطه.
تتنوع أنواع الوعي وتشمل:
الوعي العفوي: وهو ممارسة الأفراد لأنشطة ذهنية متعددة في نفس الوقت.
الوعي التأملي: وهو نشاط ذهني يتطلب التركيز ومستوى من الذكاء.
الوعي الحدسي: وهو وعي فجائي لا يمكن استدلاله عليه.
الوعي المعياري الأخلاقي: وهو نظام من المعايير الأخلاقية التي توجه حكمنا على ما حولنا، حيث إما نقبلها أو نرفضها.
مفهوم اللاوعي في الفلسفة يشير إلى كل ما يشكل شخصية الأفراد دون أن يكونوا مدركين لها أو يسيطرون عليها. يعتبر اللاوعي مستودعًا لتجارب الأفراد المكبوتة نتيجة الكبت والقمع، وبالتالي يبقى هذا المستودع بعيدًا عن الوعي الحاضر في أماكن لا يدركها الفرد بوعيه. يُعتبر اللاوعي أيضًا مستودعًا للطاقة الجنسية والنفسية والعدوانية.
تتعدد الآراء الفلسفية حول الوعي واللاوعي، فمن بينها:
آرثر شوبنهاور: يعتبر الوعي الذاتي الفردي الوحيد الذي يمكن للإنسان أن يكون مدركًا له بالكامل.
فريدريك نيتشه: يعتبر أن الوعي هو مجرد تفسير لتفاعلات العقل مع البيئة، وأن اللاوعي يلعب دورًا أكبر في تحكم السلوك البشري.
كارل يونغ: يعتبر أن الوعي واللاوعي يتفاعلان بشكل مستمر، وأن اللاوعي يحتوي على معلومات غير مدركة تؤثر على سلوك الأفراد.
بشكل عام، يتفق الفلاسفة على أن الوعي واللاوعي مرتبطان بشكل وثيق بحاجات ورغبات الإنسان وتجاربه، وأن الوعي يمكنه تحقيق أحلام اللاوعي المكبوتة لدى الفرد من خلال تحقيق الأهداف والتطلعات المخزنة في اللاوعي.