عمون - الوعي هو خاصية أساسية تميز الإنسان عن المخلوقات الحية الأخرى والأشياء. يرافق الوعي كل أفعال وأفكار الإنسان ويتجلى في مشاعره وأحاسيسه. يأخذ الوعي أشكالًا متعددة مثل الوعي التلقائي، والوعي السيكولوجي، والوعي السياسي والأخلاقي.

تعتبر الفلسفة وعلم النفس الوعي محطة للنقاش والتساؤلات. يعتبر الوعي الغطاء الخارجي للنفس، أي أنه يمثل سطح الذات، في حين يعتبر اللاوعي الجزء العميق للذات.

وفقًا لفيلسوف العصر الحديث رينيه ديكارت، الوعي هو حقيقة بديهية ندركها من خلال الحدس العقلي ولا يمكن أن يمسه الشك. يرتبط الوعي أيضًا بالوجود، حيث يعتبر "أنا أفكر، فأنا موجود" هو الشكل الشهير الذي يدل على الوعي.

ومع ذلك، بدون الإدراك الحسي، يصعب على الشخص أن يدرك ويشعر بذاته، وبالتالي يختفي الوعي بالذات. يعتبر الإدراك الحسي شرطًا رئيسيًا للوعي بالذات. ونظرًا لأن الإدراك الحسي ينقطع بعد الموت، يزول الوعي معه ويصبح الذات خالية من الوجود.

لقد اكتشفت الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة أهمية اللاوعي في الإنسان. فمن خلال دراساته، أكد الفيلسوف وعالم النفس سيغموند فرويد صحة فرضية اللاوعي وأهميتها الضرورية. يشير فرويد إلى أن العديد من أفعال الإنسان وأفكاره لا يمكن تفسيرها من خلال الوعي وإنما تنبع من دوافع لاوعية ولاشعورية.

يتألف الجهاز النفسي للإنسان، وفقًا لفرويد، من الهو والأنا والأنا الأعلى. الهو يمثل الغرائز والرغبات الغير معقولة، بينما الأنا هو منطقة الصراع التي توفق بين دوافع الهو والأوامر المثالية للأنا الأعلى، ويتحكم الواقع في الأنا والمثل يتحكم في الأنا الأعلى.

الوعي هو تعبير عن العواطف والأفكار والصور التي تشكل الحياة العقلية للفرد، بينما اللاوعي هو الجانب العميق في الحياة النفسية المكتنزة فيه الرغبات والدوافع المكبوتة.