facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عالم الأقطاب كنتيجة للعملية الخاصة


د.حسام العتوم
05-08-2023 10:47 AM

قبل ميلاد الاتحاد السوفيتي عام 1922 أي بعد ستة أعوام على اندلاع الثورة البلشفية عام 1917 كانت العهد للامبراطوريات الروسية القيصرية ، و المغولية ، و البريطانية و غيرهم ، وسبق نابليون بونابارت كل الحروب عندما هاجم روسيا عام 1812 وفشل ، وساد الأعتقاد بعد ذلك بأن الحرب العالمية الأولى – الأوروبية 1914/ 1918 ستكون الاخيرة ، و أظهر الغرب أي أمريكا و بريطانيا تلاحما مع الخندق السوفيتي المواجه للنازية الهتلرية الألمانية في الحرب العالمية الثانية 1941/ 1945 ، و شكلوا معا نظام الأمم المتحدة لحماية العالم من الحروب الكبيرة ، ولكي لا تتكرر ، لكن الغرب الذي ساند السوفييت في الساعات الأخيرة في الحرب الثانية لم يكن يتوقع النصر السوفيتي الساحق و رفع العلم فوق الرايخ الألماني ، وكان من مصلحتهم الانفراد في قيادة العالم من وسط القطب الأوحد الغربي ، وشهد الزمن السوفيتي مهاجمة اليابان لهم و خسران جزر الكوريل والى الأبد ، و هو الذي ردت عليه اليابان بموقف مساند لأمريكا في قيادتها حربا بالوكالة عبر العاصمة الأوكرانية " كييف " وبهدف استنزاف روسيا الاتحادية العظمى ، و لكي لا تنهض عسكريا خاصة أكثر ، و اخترع الأميركان قنبلتهم النووية عام 1945 و جربوها فوق اليابان في حادثتي " هوريشيما و ناكازاكي " بحجة وضع حد للحرب ، ومنذ اختراع السوفييت لقنلبتهم النووية في المقابل عام 1949 وحتى الساعة اعتبروها رادعة ، و نقلوها بعد انهيار الأتحاد السوفيتي الى روسيا ، وشاهدنا فرعا لها مؤخرا في بيلاروسيا ردا على امتداد الناتو شرقا صوب الحدود الروسية .

وعاش العالم طيلة القرن العشرين حربا باردة طويلة المدى بين المكون السوفيتي و الغربي الأمريكي ، و رغم تصعيدها مع غزو السوفييت لأفغانستان عام 1979 ، و تحولها لسباق تسلح ، و اختلافات في المواقف بشأن القضية الفلسطينية العادلة التي ساندها السوفييت بقوة بالمقارنة مع الموقف الغربي و الأمريكي المراوغ حولها ، كانت اللقاءات السوفيتية و الغربية و الأمريكية الرئاسية مستمرة و لم تنقطع ، و استمر الخط الساخن العسكري عاملا لضمانة عدم وقوع حرب ثالثة مدمرة للحضارات و للبشرية لا يحمد عقباها ، و شكل العبث بمصير الأتحاد السوفيتي نقطة تحول تجاه صراعات جديدة داخل المنظومة السوفيتية السابقة نفسها بين روسيا و جورجيا عام 2008 ، وفي أوكرانيا عام 2022 ، وكان و لازال الغرب الأمريكي على
خط الصراع بهدف اشعال النيران وسط المنظومتين السوفيتية السابقة و السلافية أيضا ، و لم يبحث الغرب يوما عن مصلحة جورجية أو أوكرانية ذات علاقة بسيادتهما .

وكانت روسيا الاتحادية دائما ترفع صوتها عاليا تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 و الى الامام مطالبة بضرورة تشكل عالم متعدد الأقطاب ، و أصبحت هي تقوده بنفسها ايمانا منها بأن الغرب و بقيادة الولايات المتحدة الامريكية يسعى للهيمنة على أركان العالم و يبحث عن مصالحه الاستراتيجية فقط ، و بقيت روسيا تحافظ على جبروتها و قوتها رغم انفصال الغطاء السوفيتي عنها ، و استمرت تتعاون مع البناء السوفيتي السابق ، و حولته لتحالف اقتصادي و عسكري جديد تحت مسمى " CNG " ، ومع تحريك روسيا لعمليتها العسكرية الخاصة المحدودة تجاه الأراضي الاوكرانية السابقة " الدونباس " بتاريخ 24/ شباط / 2022 ، وبعد ضمها لاقليم " القرم " سابقا عام 2014 بعد انقلاب " كييف " الثوري الذي اعتبرته غير شرعي ، وهادف لطرد الحضور الروسي من وسط الاراضي الأوكرانية ، و بعد رصدها لثورات البرتقالية منذ عهد الرئيس الأوكراني ليونيد كوجما عام 2007 ، عقدت روسيا العزم و قررت الانفصال عن القطب الغربي والتوجه بجدية للتعاون مع أقطاب شرق و جنوب العالم " الصين ، و كوريا الشمالية ، و البلاد العربية ، و افريقيا " ، و لازالت تراهن بقوة على تحقيق نصر أكيد ليس في عمليتها العسكرية الخاصة التي حركتها بقرار جماعي لقادة قصر " الكرملين " بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين فقط ، وانما بتشكيل عالم متعدد الأقطاب متعاون و يرفض الهيمنة الغربية .

فماذا يعني عالم متعدد الأقطاب أكثر في تاريخنا المعاصر في ظل محاولة القطب الواحد التمسك بسلطته و هيمنته على أقطاب العالم ؟، و الادعاء بأنه العادل و الباحث عن تعزيز و ترسيخ سيادات الدول و في مقدمتها أوكرانيا " كييف " عبر تزويدها بالسلاح الحديث و بقيمة دولارية وصلت الى 200 مليار دولار الى جاب المال الأسود ، وضخ الفوبيا و الدعايات الرمادية و السوداء بوجه روسيا الاتحادية العظمى و القطب الناهض العملاق مساحة و على مستوى المصادر الطبيعية و الاقتصاد ، و المتفوق عسكريا على المستووين غير التقليدي النووي و التقليدي ، و صاحب الحضور القوي على مستوى تجارة السلاح و نشر المفاعلات النووية السلمية في العالم الصديق لها ، فكل دول العالم في الشرق و الجنوب أصبحت تعي رسالة موسكو أكثر ، بمعنى أن الاستقلال بالقرار الوطني لأي دولة على خارطة العالم تعني ابتعادها عن سيطرة القطب الأوحد على سياستها الخارجية و الداخلية ، و بأن التعاون الدولي طوعي و ليس ابتزاز ، و بأن عصر تصدير الحروب و الصراعات و الأزمات و الانقلابات أصبح مكشوفا ، و بأن لا مكان بعد اليوم لما يسمى بالعقوبات الاقتصادية الغربية السرابية المؤذية ، و بأن عالم الأقطاب المستقلة قادر على مواجهة مؤامرات الغرب عبر التعاون الاقتصادي و العسكري و الثقافي و الاجتماعي و الاعتماد على الذات ، وهذا لا يعني عدم التعاون مع الدول الغربية على انفراد ، فهكذا تفعل الصين عندما تقيم علاقات مع فرنسا وغيرها مثلا ، ولكل دولة عالمية كانت كبيرة أم صغيرة سفارات و علاقات دولية حسب منظورها الاستراتيجي الوطني و القومي .

ولكي ينجح العالم أكثر في تحولاته ومنها التصدع القادم و المحتمل بين أوروبا و أمريكا و بين الأتحاد الأوروبي و أمريكا مع بقاء حلف ( الناتو ) في مكانه و توسعه تجاه السويد و فنلندا ، سيفتح المجال أمام توسع روسيا تجاه حلفائها مثل بيلاروسيا و غيرها نوويا، و لا تعتبر روسيا في توسع دول " الناتو " خطرا ، لكنها تعتبر بأن الخطورة عليها تكمن في نشر الترسانة النووية صوبها ، وهي في المقابل تملك قدرات نووية مماثلة وحتى أكثر ضخامة و قوة للرد على اماكن انتشار الصواريخ النووية ، وهي معروفة لديها ، و أي تخطيط و تفكير غربي تجاه حرب عالمية نووية محتملة هو في غير مكانه بكل تأكيد ، ومن لا يعرف عن قوة روسيا الاتحادية النووية وحدها ، و هي التي تملك أكثر من 6000 رأس نووي يجهلها فعلا ، و لا مخرج لدول العالم الكبيرة خاصة غير البحث عن السلام و التنمية الشاملة النافعة للبشرية ، و لم يثبت العلم حتى وقتنا هذا في القرن الواحد و العشرين وجود امكانية لتواجد الانسان على كواكب الأرض الأخرى ، و لا يعتقد بوجود مثل هذه الامكانية لا حقا والله أعلم.

وهو الأمر الذي يتطلب من أمم العالم التمسك ببعد النظر و المحافظة على حياة الانسان ، و تركيبة مجلس الأمن الأصل أن تتغير بحيث توسع من شبكة المشاركات الدولية في صنع قرارات " النقض " الفيتو ، و هيئة الامم الواجب أن تتغير لتثبت بأنها قادرة على تفعيل قراراتها الدولية ، و محكمة العدل الدولية الأصل أن يتم تفعيل قراراتها أيضا ، و المطلوب منع تغول أحادية القطب داخل كبريات المؤسسات القانونية في العالم مثل حقوق الانسان ، و الأمم المتحدة ، و مجلس الأمن ، و المحكمة الدولية ، و محكمة الجنايات الكبرى ، و مثلما يطالب الغرب بمحاكمات لرؤساء دول لا ينسجمون مع سياساتهم ، أصبح مطلوبا محاكمة دول الغرب التي تدعي بأن سيادة اوكرنيا مثلا تعنيها ، بسبب تزويدها ل " كييف " بالسلاح و المال الوفيرين بدلا من مساعدتها على قبول الحوار من أجل السلام . ولكي تنتهي الحرب الأوكرانية مثلا ، فأن المطلوب هو أن يرفع الغرب يده بالكامل عنها ، و لأن تقبل " كييف" بسلام الامر الواقع أو الممكن ، بمعنى تقبل بدولة اوكرانية من دون أقاليم " القرم و الدونباس " المحررة روسيا ، أو البحث في ايجاد نظام سياسي في " كييف " يسنسجم مع روسيا و لا يماحكها و لا يتآمر عليها ، و يقيم علاقات و كما يريد مع الغرب من زاوية السيادة و الاستقلال ، وعلى الغرب تفهم العلاقة التاريخية بين روسيا السوفيتية و جيرانها ومنهم الأوكران ، ولا داعي لحشر الأنف في أتون الخلاف بينهما .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :