فجأة بدأت حكومة تونس تتوسّل الى ابنه لكي يلتحق بإحدى الوظائف الحكومية بعد ان «حمّض « طلبه في مكاتب وزارة العمل ما يزيد عن عشر سنوات ،وحاول المتصل من ديوان التوظيف ان يغريه بقبول العرض :بأن يختار الدائرة التي يرغب، في المنطقة التي يرغب، في المسمى الذي يرغب، في القسم الذي يرغب...تمطّى الشاب قليلاً ووافق على العرض واختار ما كان يحلم به بمنتهى الدلال..

وبعد أيام تفاجأ أبو العيال أن راتبه زيد بنسبة 10% دون أن يطلب أو يطالب أو يتأفف، ليس هذا وحسب، بل أن راتب والده المتوفى لحقه زيادة محترمة بمعدّل قريب ..في الأسبوع التالي جاءته البشرى بتخفيض أسعار الأرز والسكر والحليب والبيض والسمن والطحين والزيت وزيت الخروع ، دون ان يطلب أو يطالب أو يتأفف .في الأسبوع التالي..تم تخفيض الوقود والبنزين وفواتير الماء والكهرباء وضرائب الدخل دون ان يطلب او يطالب أو يتأفف ..في الأسبوع الرابع اكتشف ان تامينه الصحي قفز من الدرجة الثالثة الى الدرجة ألأولى دون أن يطلب أو يطالب أو يتأفف..في الأسبوع الخامس ، تم محاسبة الفاسدين الذين كان يضمر لهم ، دون ان يطلب أو يطالب أو يتأفف من وجودهم على العكس، فلم يكن قادراً على ذكر أسمائهم أو أن يتجرأ ويبوح بأوصافهم حتى..بعدها اكتشف ان الحكومة وضعت في رصيده مبلغا من المال على سبيل تحسين المعيشة، وفي اليوم الأول من الاسبوع السادس حضر الى بيته وزير الداخلية شخصياً بالاضافة الى وزيري الاقتصاد والخارجية ليستأنسوا برأيه في القرارات المتّخذة والتي لم تتخذ والتي سوف تتخّذ..

في منتصف الأسبوع السادس – تحديداً يوم الأربعين - أقام «المواطن العربي» حفل تأبين لولي نعمته، وصانع بحبوحته...المغفور له بإذن الله البوعزيزي... حضره أكثر من 300مليون.

ahmedalzoubi@hotnail.com

(الرأي)