facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الأردنية" تستذكر المسيرة الكبيرة للمؤرّخ الراحل عبد الكريم الغرايبة


16-08-2023 10:11 PM

عمون - بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد المؤرخ الراحل الدكتور عبد الكريم الغرايبة، استذكر أكاديميون ومؤرخون في ندوة علمية نظمتها كلية الآداب في الجامعة الأردنية اليوم الأربعاء، حضوره المشع، ورؤيته للتاريخ، وأداوره العلمية، وزمالاته وتجاربهم معه، معدّدين تجارب مليئة بالأسفار والمودة والمواقف والرؤى لقامة معرفية أردنية وعت التاريخ وأدركت قيمته ومعانيه.

وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات خلال رعايته الحفل، إن اسم عبد الكريم الغرايبة، وعلى مدار مئة عام، جسّد إيمانًا لا يتزعزع بتعليم رسخت فيه قيم الإبداع والفضول الفكريّ؛ فهو من مدرسة الكبار الذين لا يدعون حجرًا ملقىً على قارعة الطريق إلا وبحثوا تحته، يدفعهم شغف المعرفة، واكتشاف الذات والحياة، والسعي نحو الممكن.

وأضاف عبيدات أنّ ابن قرية المغيّر في إربد، الذي بات لاحقًا ابن الجبيهة وعمّان؛ ابنًا للجامعة الأردنية، كان من قبل واحدًا من رجالات جامعة دمشق، حيث شقّ طريقًا صعبًا رغم الحواجز، ورغم اختياره الصعب، متحدّيًا بذلك الأرض والهواء والإنسان.

وزاد قائلا إنه اختار أصعب الجامعات ليكون طالبًا فيها، فذهب إلى جامعة العراقة والتاريخ؛ الجامعة الأمريكية في بيروت طالبًا الطبّ تلبيةً لرغبة والده، لكنّه هناك، عزف عن تشريح الجسد، ليذهب إلى تشريح التاريخ، الذي اختار دراسته في بيروت ثلاثينيّات القرن الماضي، في وقت لم يعرف رفاقه الجامعات، ولم يسمعوا بها أساسًا.

وسرد عبيدات جزءًا من حياة الراحل الذي دوّى اسمه عاليًا فوق الأرض المباركة التي نقف فوقها الآن؛ الجامعة الأردنية، مبينا أنّ عبد الكريم لم يكن مجرّد اسم عابر، بل صنع تاريخًا، كان هو نفسه جزءًا منه، بكتابته وتعليمه إيّاه، وبحثه فيه، وتلقين طلبته دروسًا لم ينسوها؛ إذ علّمهم أنّ الكلام فنّ، وأنّ الأوطان تحتاج للرجال، وأنّ الأرض يعمّرها الإنسان، وأنّ الحرية تبدأ بولادة الإنسان، وأنّه لا بدّ من حرّيّة الأوطان والعقول لكي تتقدّم الأمم.

بدوره، أكد عميد كلية الآداب الدكتور مهند مبيضن أن الندوة تضيء وتستذكر أحد القامات الثقافية العلمية، وأحد أعمدة الجامعة الأردنية التي شارك في تأسيسها منذ عام 1962؛ المؤرخ إبراهيم الغرايبة، معرّجًا على حياة الراحل ومستذكرا خصاله ومآثره منذ ولادته في 1923؛ عام الاستقلال الأول في عمر الدولة الأردنية.
كما بين رئيس لجنة الاحتفال الدكتور يوسف بني ياسين أن أهل الوفاء يستحقون الشكر لعطائهم الموصول، ونبلهم المعهود، أمثال الراحل، قائلًا إنه فما زالت قيم الوفاء راسخةً في أروقة وقاعات الأردنية قولًا وفعلًا، مشدّدًا على أنّ النصيب الوافر يرجع لكلية الآداب التي سبق لها أن احتفلت بالأساتذة الراحلين: ناصر الدين الأسد، ونهاد الموسى ومحمود مغالسة، مرسّخةً ذكراهم العطرة في أذهان طلبتها الأوفياء.
وخلال الحفل التكريمي، أضاء المشاركون تجربة الراحل الذي درس في "مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية" (سواس) إحدى فروع جامعة لندن، حيث نال منها درجة الدكتوراه عام 1950 عن أطروحته حول الشركات الإنجليزية العاملة في الشام خلال القرن الثامن عشر، والتي كانت سائدة بعد تقلّص أهمية النقابات في دمشق، معتمدَا على الوثائق العثمانية ومراسلات التجّار المحفوظة في "المتحف البريطاني".

وشارك في الندوة، التي تكوّنت من جلستين: أدار أولاهما الدكتور صلاح جرار، وشارك فيها رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران والدكتور علي محافظة والدكتور عبد الناصر أبو البصل والدكتور محمد عواد والدكتور زيدان كفافي، فيما ترأس الجلسة الثانية الدكتور إبراهيم عثمان، وشارك فيها الدكتور محمد شاهين والدكتور إبراهيم الشرعة والدكتور عمر الفجاوي والدكتور محمد العمايرة ومنار أحمد.

ووقفت مداخلات المشاركين عند محطّات أساسية، منها عمل الغرايبة في دائرة الآثار الأردنية، ثم انتقاله إلى جامعة دمشق التي درّس فيها حتى تأسّست "الجامعة الأردنية" عام 1962، لافتةً إلى أنّه بدأ فيهما أبحاثه وإشرافه على دراسات طلبته التي تستند إلى وثائق غير مدروسة من قبل، وفي مقدّمتها سجلّات المحكمة الشرعية، لإعادة النظر في تاريخ بلاد الشام الحديث.

كما استعرض المشاركون في الندوة تميز الغرايبة بالدخول في تفاصيل الأحداث التاريخية، وحبه لتقصي الأخبار وتمحيص الدراسات، كما بينوا أنه اتبع منهجا جديدا وأضاف لبنات في المنعطفات والأحداث التاريخية الهامة.

كما بين المشاركون عادات الغرايبة في التأريخ، وطبعه وطرق تدريسه وتحليله العلمي للنصوص التاريخية، وذاكرته الفريدة من نوعها، واصفين إيّاها بالخزّان الواسع للأحداث والذكريات والمواقف التي امتلكها المؤرّخ الأردني الراحل، معتمدًا في ذلك على أسسٍ وأدوات نقدية في إعادة تأويل الأحداث التاريخية.

كما استعرض المشاركون أهمّ مؤلفاته مثل "العرب والأتراك" (1960)، و"سورية في القرن التاسع عشر" (1971)، و"مقدّمة في تاريخ العرب الحديث" (1970)، و"تاريخ العرب الحديث" (1983)، و"عرب الماء والإنسان" (2006)، و"العرب وأميركا" (2009).

وعُرض خلال الحفل فيديو عن حياة الراحل وتدرجه في عدة مناصب، كما احتوى على شيء من التفصيل لمناقبه، وذلك بحضور رجالات دولة ومؤرخين، ونواب رئيس الجامعة الأردنية وعمداء الكليات، وعدد من الطلبة.

يشار إلى أن الغرايبة أستاذ في التاريخ، وشغل منصب عميد كلية الآداب في الجامعة عدة مرات، وعمل على جمع الوثائق وتأسيس مركز التوثيق الأردني، إضافة إلى شغله منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط.

كما شغل الراحل منصب رئيس قسم التاريخ والآثار في كلية الآداب بين أعوام 1972 و1974، وعمل في الجامعة أستاذ شرف في قسم التاريخ منذ عام 1997 حتى عام 2012، كما كان عضوًا في مجلس الأعيان عام 2005.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :