facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الحرب" احدى سيناريوهات الفشل الأمريكي


د.حسام العتوم
19-08-2023 09:03 PM

أقصد هنا الدور الأمريكي الأستخباري و السياسي و العسكري و الأقتصادي المباشر في " الحرب الأوكرانية " و الذي أسست أمريكا لجمرها تحت رماد انهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 ، و لاحقا عبر الثورات البرتقالية منذ عهد الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوجما عام 2007 ، ووسط انقلاب " كييف " غير الشرعي عام 2014 ليس لهدم نظام الرئيس فيكتور يونوكوفيخ ، أخر رئيس أوكراني موالي لموسكو ، و لكن لأقتلاع الحضور الروسي من وسط الأراضي الأوكرانية ، وكان بأمكان يونوكوفيج طلب الأسناد وقتها من روسيا للمحافظة على نظامه في " كييف " وحتى لا تندلع الحرب ، لكن التيار البنديري المتطرف جذف بأتجاه التخلص من روسيا و من العمق السوفيتي السابق ، و اتجه بأوكرانيا صوب الغرب و الأتحاد الأوروبي و حلف " الناتو " ، رغم عدم معارضة يونوكوفيج للانفتاح على الغرب و على الأتحاد الأوروبي ، لكن روسيا القطب و الدولة العظمى – جارة التاريخ لا و لم يناسبها بالمطلق اقتراب حلف معادي لها مثل " الناتو " لحدودها ، وهو الذي رفض عرضا روسيا بالأنضمام اليه طوعا عام 2000 ، و السيناريو الأمريكي الذي قاد خلفه 50 دولة غربية و شمال غربية ، اكتشفته الأجهزة اللوجستية الروسية مبكرا ، الذي تخللته انتاجات لمراكز بيولوجية خبيثة جهزت بتمويل مباشر من ابن الرئيس الأمريكي جو بايدن – هانتر بهدف نشر فايروس " كورونا – كوفيد 9 " في الفضاء الروسي و السوفيتي السابق ، و الأشتراك مع " كييف " في انتاج أكثر من قنبلة نووية مناهضة لروسيا ، و التطاول على خط الغاز " نورد ستريم 2 " ، و على جسر " القرم و أكثر من مرة ، و استهداف مراسلين صحفيين روس ، و الأعتداء على مدن و قرى حدودية روسية ، و تسيير طائرات مسيرة تجاه موسكو العاصمة و جسر " القرم " .

وجاء الرد الروسي حاسما باعادة اقليم " القرم " عبر صناديق الأقتراع و السيطرة العسكرية لاحقا ، وهو الأمر الذي فاجأ الغرب ، بينما اعتبرته روسيا عودة للأحقية التاريخية و الغاء لهدية الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1954 ، و راقبت روسيا حراك " كييف " تجاه أقاليم " الدونباس " بهدف ضمه لسيادتها قسرا على مدى ثمانية أعوام و متسببة في مقتل و تشريد أكثر من 14 الفا من الأوكران و الروس ، و استهادف غرب أوكراني للغة الروسية ، و للدين المسيحي الأرثوذكسي ، و للعلاقات الأجتماعية و الأقتصادية و السياسية و الدبلوماسية مع موسكو ، و تحركت الى هناك متأخرة عبر صناديق الأقتراع أيضا و عمليتها العسكرية الخاصة مرتكزة على المادة 751 من ميثاق الأمم المتحدة ، و قررت اعادة " الدونباس " وكان لها ذلك ، وهو الذي تعتبره اعادة لهدية فلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية عام 1917 ، و تركت روسيا الباب مواربا حول " كييف " العاصمة لتقبل بسلام الأمر الواقع معها ، بمعنى القبول بغرب أوكرانيا من دون " القرم و الدونباس " ، و قررت أمريكا في خطوة خاطئة غير مسبوقبة و غير محسوبة بدقة استراتيجية الدفع بالسلاح و المال و بمبالغ وصلت الى أكثر من 200 مليار دولار لمساعدة " كييف " في اعادة سيادتها التي فقدتها عبر رفضها للحوار المباشر و عبر اتفاقية " مينسك " ، و عينها و الغرب على ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح و استنزاف روسيا و أوكرانيا و الصين معا .

وهل كان بأمكان أمريكا و الغرب عدم زج أنفسهم في حرب ليست حربهم ؟ نعم ، وكان بأمكانهم التمسك بالقانون الدولي عبر المؤسسات الكبرى مثل " الأمم المتحدة ، و مجلس الأمن ، و المحكمة الدولية ، وحتى هذه المؤسسات القانونية تم اختراقها أمريكيا ، و غيرها مثل محكمة الجنايات الكبرى ، و انقلب السحر على الساحر الان ، فبدلا من محاكمة روسيا أصبح المطلوب محاكمة أمريكا و الغرب معا على دفعهم بالسلاح و المال غير المشروع تجاه " كييف " المحتاجة فقط لأعادة البناء ، و ليس لمحاربة روسيا ، و الغريب هنا هو أن دولة غرب أوكرانيا و " كييف " تعتقد بأنها قادرة على تحقيق نصر على روسيا العظمى ، وهو سراب ، و يراهن الغرب بسذاجة ملاحظة على " كييف " لتحقيق نصر على روسيا هو أشبه بالسراب ، وهاهو رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا يحذر من التهام بولندا لغرب أوكرانيا ، و
وهو ما حذر بصدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرجي شايغو ، و روسيا تحشد حسب لوكاشينكا 250 الف متطوع للقتال ، و تدفع بالسلاح الحديث الى ميدان المعركة ، و التي هي بالنسبة لها عملية عسكرية خاصة محدودة و ليست حربا ، و بأن حربها الحقيقية ان فرضت عليها لن تكون الا مع حلف " الناتو " و التي ستكون خاسرة لكل الغرب ، و تأكيد جديد للرئيس بوتين بأن بلاده روسيا تترك المجال للرئيس الأمريكي بايدن لكي يتصرف تجاه روسيا كما يشاء ، و لروسيا عندها حق الرد الفوري المناسب . وكان بأمكان " كييف " الأبتعاد عن الحرب بقبول الحوار و اتفاقية " مينسك " ، لكن كان يصعب على روسيا عدم تحريك عمليتها العسكرية التحريرية بوجه الحرب المؤامرة ، و التي بدأت من طرفه .

و التاريخ شاهد عيان على مسلسل الفشل الأمريكي و الغربي المتتابع عبر محطات عالمية سياسية و عسكرية مثل اسناد الأحتلال الأسرائيلي للأراضي العربية ، والعبث وسط القضية الفلسطينية العادلة بأزدواجية سياسية ملاحظة ، بحيث لا يتم الضغط على ( اسرائيل ) لمغادرة أراضي العرب وفقا للشرعية الدولية و قرارها 242 وبث رسائل اعلامية وهمية مساندة للقضية الفلسطينية في المقابل ، و الحرب الأمريكية في فيتنام ، و كوسوفو ، و العراق ، و سوريا ، و ليبيا ، و اليمن من دون دعوة ، و العبث في أموال الخليج 2017 ، و الخروج عن الحياد في الحرب العالمية الأولى و دخولها عام 1918 دفاعا عن أوروبا ، و المشاركة الوهمية في الحرب العالمية الثانية ، و اجتياح أفغانستان ، و حادثة 11 سمبتمبر المفبركة استخباريا عام 2001، و عبر نشر الفوبيا الروسيا في العالم و التغرير بدول عديدة في غرب العالم و شرقه بهدف اسناد مواقفها ، و اغراء العالم بالدولار غير المرتكز على مصادر طبيعية حقيقية ، و السيطرة على أركان العالم ، و أخيرا العبث من جديد بأوراق مؤسسة " البريكس " العالمية ، و هو الأمر الذي كشفه لنا الباحث ( حسن خزعل مهدي كهيه ) من العراق الشقيق في عمله الأكاديمي لجامعة مؤتة في ( الكرك) جنوب الأردن عبر رسالة ماجستير بعنوان " استشراف مستقبل مجموعة البريكس و دورها في اعادة صياغة النظام القانوني الدولي ، فماذا جاء فيها ؟

يرى الباحث حسن خزعل بأن هيمنة أمريكية تحدث في زمن تطور أعمال مجموعة " البريكس " العالمية ، و الرغبة في التحرر من التبعية للنظام الدولي المسيطر عليه أمريكيا ، و الحاجة لتحقيق فرص مرتفعة في منظمة التجارة العالمية و البنك الدولي و غيرها ، و التخلص من الأثار السلبية للأزمة المالية العالمية في العام 2008 ، و سيناريوهات محتملة للبريكس ، اولها المساهمة في التحول نحو اقتصاد عالمي ، و التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب عبر روسيا و الصين ، أو بقاء نظام أحادي القطبية و الهيمنة الأمريكية . و توضح الدراسة في المقابل كيف كان العالم متعدد الأقطاب بعد معاهدة ( ويستفاليا 1648 ) التي أسست لنشأة الدول القومية ، وكيف مر العالم بالثنائية القطبية الجامدة و المرنة الى أن وصل الى أحادية القطبية الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية منذ انهيار المعسكر الاشتراكي بقيادة الأتحاد السوفيتي السابق في العام 1991 .و تتوقع الدراسة صعود نجم روسيا و الصين و دول أخرى في قطب واحد ، و مجموعة " البريكس " أعلن عن تأسيسها في روسيا عام 2009 ، و دعوة جديدة للرئيس بوتين ترحب بأدخال المملكة العربية السعودية كقطب عربي وازن في " البريكس " ، التي تمثل ( البرازيل و روسيا ، و الهند و الصين و جنوب أفريقيا ) وهي مؤسسة اقتصادية سياسية ثقافية . و تمتلك 40% من احتياط العالم في العملة الأجنبية ، و يعيش فيها نصف سكان العالم ، و ناتجها المحلي 21 تريليون دولار . وفي الختام وما بأمكاني اضافته هنا هو بأن روسيا الأتحادية التي حققت نجاحات كبيرة في عمليتها العسكرية التحريرية ، حققت نجاحات كبيرة على صعيد بناء عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم ، مناهض لأحادية القطب الذي بدأ يتشقق ، وهو مرشح للأنقسام و الأنهيار لامحالة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :