عمون - أعلنت جامعة البلقاء التطبيقية في الأردن مؤخراً عن بدء تشغيل أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية بين جامعات الأردن باستطاعة متناوبة (AC) تبلغ 7 ميجاواط. وقام رئيس الجامعة، الدكتور أحمد فخري العجلوني، بتدشين المشروع في محطة الأميرة تسنيم بنت غازي للبحوث والتكنولوجيا الموجودة في منطقة حمرة الصحن.

حصلت الجامعة على موافقة رسمية من شركة الكهرباء الوطنية (NEPCO) لبدء العمليات، وبدأ تنفيذ المشروع في فبراير 2022. يتوافق هذا المشروع مع أهداف التنمية المستدامة للجامعة، حيث يستخدم الطاقة المتجددة لخفض فاتورة الكهرباء للمؤسسة إلى النصف خلال السنوات القادمة. وسيتم توجيه الأموال الفائضة نحو مشاريع ضرورية وتحديث البنية التحتية والتكنولوجيا في كليات الجامعة.

في هذا التقرير سوف نستعرض مشروع جامعة البلقاء التطبيقية، الذي تولت شركة «قعوار للطاقة – Kawar Energy» مسؤولية أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء EPC والتشغيل والصيانة O&M، على أساس نظام البناء والتشغيل والتحويل BOT. وسوف نتعرف على التفاصيل التقنية والتأثيرات البيئية والاقتصادية والأكاديمية لهذا المشروع.

التفاصيل التقنية

إنتاج الكهرباء السنوي المتوقع: من خلال هذا المشروع الرائد، يتوقع أن يبلغ إنتاج الكهرباء السنوي ما يقرب من 15 مليون كيلوواط –ساعة، مسهماً بشكل كبير في توفير الطاقة المستدامة.

الألواح الشمسية Jinko Solar: تم اختيار ألواح Jinko Solar ليتم إستخدامها في المشروع نظراً لما تتمتع به من كفاءة عالية وأداء متميز.

العاكس الشمسي Kaco New Energy: تم اختيار العاكس الشمسي من Kaco new energy ألماني الصنع نظراً لجودته العالية. تم وضع العواكس في ظروف بيئية معيارية رائعة من خلال وضعها في غرف مغلقة ومكيفة لادامة عملها حسب النموذج المصمم لها، حيث ان البيئة المحيطة لها هي بيئة تتنقل فيها الاتربة والغبار بشكل كثيف مما يؤثر على جودة العواكس فيما لو تم تركيبها في العراء.

دور شركة قعوار للطاقة: قامت شركة قعوار للطاقة في الدور الرئيسي في تنفيذ هذا المشروع الضخم وتحقيق نجاحه من التمويل الكامل إلى الهندسة وشراء المواد والبناءEPC والفحوصات والتشغيل O&M. كما أشرفت في كل مرحلة من هذا المشروع على المقاولين الفرعيين من الكهروميكانيك والأعمال المدنية والطرق الداخلية، كما سيقوم كادر الصيانة والتشغيل خلال فترة المشروع بكافة اعمال الصيانة الدورية والعلاجية ومراقبة اداء النظام لضمات تحقيق التوافرية والانتاجية المتوقعة للنظام، ويشمل ذلك تدريب كادر الجامعة على اعمال الصيانة والتشغيل.

السعة المتناوبة AC والسعة المستمرة DC: تبلغ السعة المتناوبة AC للمشروع حوالي 7 ميجاواط، بينما تصل السعة المستمرة DC إلى 9.6 ميجاواط، ويعود هذا الفارق إلى متطلبات الفاقد الكهربائي المحددة من قبل شركة الكهرباء الوطنية.

وفي هذا السياق; أكد المهندس د. محمد الدباس الخبير الدولي والمستشار الفني السابق للمشروع، على أهمية اختيار المواصفات الفنية العالية والمناسبة لطبيعة وحجم وأهداف المشروع. وقال: “إن المواصفات الفنية هي الأساس الذي يقوم عليه المشروع من حيث التصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة. فهي تحدد مستوى الجودة والأداء والسلامة والاعتمادية والاستدامة للمشروع. كما تساهم في تحقيق رضا العميل والمستخدم والمستفيد من المشروع. لذلك، يجب علينا أن نختار أفضل المواصفات الفنية التي تتوافق مع المعايير والمتطلبات واللوائح المحلية والدولية، وتراعي احتياجات وتطلعات السوق”

ربط المشروع بشبكة الكهرباء الوطنية NEPCO: تم ربط هذا المشروع الاستثنائي بشبكة الكهرباء الوطنية NEPCOمن خلال نظام النقل بالعبور Wheeling، وذلك لاستيعاب امتداد كليات جامعة البلقاء التطبيقية في مختلف محافظات المملكة. حيث يوجد للجامعة 13 فرعاً في مختلف مناطق المملكة، مما يدعم تغطية واسعة وتوفير توزيع الكهرباء بفعالية.

“من خلال مشروع الطاقة الشمسية الذي أطلقته جامعة البلقاء التطبيقية، نشهد تقدماً واعداً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والانتقال نحو استخدام الطاقة المتجددة. نتطلع إلى المزيد من الإنجازات البيئية والاقتصادية في المستقبل القريب، ونأمل أن تستمر هذه الجهود في بناء مستقبل مستدام ومشرق للأردن.”، بحسب الدكتور أشرف سمارة الزعبي.

“المشروع قادر على توليد 15 مليون كيلو واط ساعة سنوياً (15GWh) وتوفير ما يزيد عن 5 ميلون دولار من فاتورة الطاقة السنوية لجامعة البلقاء التطبيقية، وفقًا للمهندس يوسف أبو فارة، مدير المشروع من شركة قعوار للطاقة.

كما ساهم هذا المشروع بخلق أكثر من 100 فرصة عمل خلال فترة التوريد والبناء من بينها 50 فرصة عمل على الأقل للمجتمع المحلي في البلقاء، كما سيساهم بخلق العديد من فرص العمل خلال فترة التشغيل والصيانة.”

لتأثير والتطور المستقبلي لمشروع جامعة البلقاء التطبيقية
يُظهر هذا المشروع الجديد تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة في الجامعات، ويعكس التطلع نحو الاستدامة والاعتماد على مصادر الطاقة البديلة. تأتي هذه الخطوة متوافقة مع رؤية الأردن لتحقيق استدامة مستدامة وتطوير اقتصادي. ومن المهم أن يكون للجامعات دور فعّال في تعزيز البيئة وتحقيق التوازن بين الاقتصاد والبيئة.

باستمرار هذه المبادرات والمشاريع الطموحة في جامعات الأردن، نتوقع رؤية مزيد من التقدم في مجال الاستدامة والطاقة المستدامة. وبهذه الخطوات الإيجابية، يمكن أن يلعب الأردن دورًا محوريًا في تطوير واستخدام الطاقة المتجددة في المستقبل.

إلى جانب إسهاماته البيئية الملحوظة، سيكون هذا المشروع مختبراً عملياً وعلمياً لطلاب الهندسة والكهرباء والطاقة المتجددة. كما سيتيح فرصاً بحثية ودراسات ما بعد الدراسات الجامعية في هذا المجال. سيتمكن الطلاب من تطبيق معرفتهم على أرض الواقع واكتساب المهارات العملية في مجال الطاقة المتجددة.

سولارابيك