عمون - فصاحة اللسان هي إحدى الصفات التي تُعد من السمات البارزة للعرب منذ العصور القديمة. إنها تساهم في توضيح المعاني وزيادة قيمة اللفظ وجماله. قد قال الجاحظ في قيمة الفصاحة: "إنه ليس في الأرض كلام هو أمتع ولا آنق ولا ألذ في الأسماع ولا أشد اتصالاً للعقول السليمة من طول استماع حديث الأعراب العُقَلاء الفُصَحاء والعُلَماء البُلَغاء". الفصاحة هي صفة مهمة لدى العرب، وتتجلى في اللفظ السليم والنطق الواضح عند المتحدث، وتيسر التواصل والفهم بين المتحدث والمستمع.
تُظهر الحكمة الإلهية في أن أُرسِلَ كل نبي بلسان قومه، وهذا يظهر في قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" وأيضًا في قوله: "عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ".
الفصاحة تُظهر أيضًا في الأدب العربي والشعر، حيث قام العرب بتحدي بعضهم بعضًا في إلقاء الشعر والخطب لمعرفة من يتمتع بأكثر فصاحة. يُشجع من يريد تعلم الفصاحة على قراءة القرآن الكريم والأدب العربي القديم والحديث، بالإضافة إلى الشعر العربي.
الفصاحة تتضمن جانبين: اللفظي والمعنوي. الجانب اللفظي يشمل اللغة السليمة والنطق الواضح، بينما الجانب المعنوي يتعلق بوضوح المعنى والابتعاد عن التعقيد.
لكي نكتسب فصاحة اللسان، يجب أن نكون ملتزمين بالتعلم والتدريب والممارسة. يمكن تحقيق ذلك من خلال قراءة القرآن والأدب العربي والشعر، وأيضًا من خلال التواصل الاجتماعي ومحاولة التحدث بثقة وفصاحة في مختلف الأوقات والمواضيع. يُفضل أيضًا تطوير مهارات التواصل والنقاش واختيار نماذج قدوة للتعلم والاقتداء بها.
هناك عوامل تساهم في ضعف الفصاحة، مثل الترجمة والصعوبة واللثغة وتأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. إذاً، يجب الحرص على الحفاظ على الفصاحة وتنميتها من خلال التعلم المستمر والاهتمام بجودة اللغة والتواصل الفعّال.