facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رانيا: ملكة العلم والعمل


25-07-2007 03:00 AM

بقلم : د. سليمان البدور
عندما ترجلت من السيارة الملكية لافتتاح كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية في جامعة الحسين بن طلال، وضعتنا نظراتها الجادة في حالة تأهب قصوى، ووفقاً لبرنامجها المعد مسبقاً، كنا أربعة فقط في استقبالها، رئيس مجلس أمناء جامعة الحسين بن طلال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونة، ورئيس الجامعة الدكتور علي الهروط، وعميد كلية الآثار والسياحة كاتب هذه السطور، والسيد عبد الفتاح المعايطة محافظ معان، كان برنامج الزيارة مكثفاً لم يزد عن نصف ساعة، أنجزت خلاله جلالتها ما لا يمكن انجازه بساعات، لو جرى البرنامج وفق ما اعتدنا عليه من شكليات احتفالية مليئة بالخطب الرنانة، والقصائد العامرة بالكسل والإنشاء الفارغ من أي مضمون.بعد أن أزاحت الستارة عن اللوحة التذكارية، صافحت عدداً من الموظفين الذين اصطفوا للترحيب بها بالقرب من اللوحة، وبعد أن انتهت من المصافحة انتقلت إلى متحف التراث التعليمي، فاستعرضته بدقائق معدودة وهي تبتسم وتستفسر ثم تستمع للإجابات بإصغاء المتفحص المدقق للمعلومة والمتقصي لأبعادها ومردودها المعرفي، وقد فعلت الشيء نفسه في مركز الأنباط للدراسات الآثارية، هذا المركز المتقدم الذي يضم أحدث التجهيزات التقنية الخاصة بأعمال التنقيب الأثري، وكذلك الوحدة التعليمية للتدبير الفندقي ومختبري إنتاج الطعام وخدمته، كان وجهها يعلوه الفرح عندما تصافح طالبة منهمكة في أداء تدريباتها أو واجباتها التعليمية في أي من هذه المختبرات التي يجري التركيز فيها على الجانب العملي أكثر من الجانب النظري، وقد لمعت عيناها بالسعادة عندما أبلغناها أن التدريب العملي يأخذ الجانب الأكبر من خططنا الدراسية.

في إحدى قاعات التدريس المتعددة، كانت المحاضرة عن ثقافة المقاصد السياحية (Destinations Culture)، وهذا المساق يُدَرَّس لأول مرة في الجامعات الأردنية، ويتناول أهمية الحياة الاجتماعية والمظاهر الاقتصادية لسكان المناطق السياحية ومعرفة السلوك والعادات والطبائع التي تُميِّز هذه المناطق، ولأن مدينة البترا أصبحت من عجائب الدنيا السبع فلابد من توظيف هذا الفوز في العملية التعليمية لصياغة وعي جديد لدى الشباب الأردني، وعي يتسم بالانفتاح واختراق المعازل الاجتماعية بهدف قبول الآخر والاندماج في المجتمع الإنساني المعاصر وفق مفاهيمه الحديثة.

وبعد استماعها إلى جانب قصير من هذه المحاضرة طلبت جلالة الملكة رانيا بذل أقصى الجهود للارتقاء بالمستوى الحضاري والثقافي لدى المواطن الأردني، بحيث ينسجم مع المرتبة العالمية والتاريخية التي تبوأتها البترا والأردن ككل على خريطة السياحة الدولية، وكانت كلماتها ذات دلالة عميقة عكست أفقاً رحباً وثقافة واسعة بعيدة المدى.

في نهاية الزيارة ودَّعتنا ونحن في حالة اندهاش، فقد استحوذت شخصيتها الاستثنائية على العقول والقلوب معاً وجسَّدت النموذج الذي لا نشك بأن الأردنيات سيترسمن خطاه ليصبحن القدوة المثلى لنساء العرب.

s_albdour@hotmail.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :