عمون - في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه العالم بشكل عام وارتفاع معدلات البطالة في العديد من المجتمعات، ينشغل الكثيرون من الشباب، ولا سيما في المجتمعات العربية، بفكرة إنشاء مشاريع صغيرة تمكنهم من تحقيق دخل مستدام بدلاً من الانتظار للحصول على وظيفة حكومية أو خاصة. تأتي دراسة الجدوى الاقتصادية كأداة أساسية للمساعدة في بناء وتنفيذ هذه المشاريع بنجاح. تُعرَّف دراسة الجدوى الاقتصادية على أنها مجموعة شاملة من الأبحاث والتحليلات التي تهدف إلى تقييم المشروع المحتمل من النواحي المختلفة مثل الجوانب القانونية والتسويقية والإنتاجية والمالية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق أهداف معينة تمكن المستثمر من اتخاذ قرار استثماري مستنير لإقامة المشروع.
يمكن تقسيم دراسة الجدوى الاقتصادية إلى مرحلتين رئيسيتين، حيث تتضمن كل مرحلة عدة عناصر:
المرحلة الأولى (الدراسة الأولية أو التمهيدية):
تشمل هذه المرحلة دراسة مبسطة تهدف إلى تقديم فكرة المشروع واستكشاف إمكانية قبولها أو رفضها.
يتم تحليل جوانب أولية للمشروع مثل الجوانب القانونية والتسويقية.
إذا تم قبول المشروع في هذه المرحلة، يتم الانتقال إلى المرحلة التالية.
المرحلة الثانية (الدراسة التفصيلية):
تشمل هذه المرحلة تفاصيل دقيقة عن المشروع وتحديد عناصره الرئيسية.
تتضمن دراسة الجدوى التسويقية التي تعتبر أساسًا لتحديد الطلب على المنتجات أو الخدمات المقدمة.
تتمثل دراسة الجدوى الفنية في تحديد موقع المشروع، وتخطيط العمليات الإنتاجية، واختيار وتقييم المعدات والمواد الخام.
تُجرى دراسة الجدوى التمويلية والاقتصادية لتحديد مصادر التمويل المناسبة للمشروع وتقدير التكاليف الكلية.
يتم تحليل الأرباح المتوقعة في تحليل الربح.
في النهاية، يتم إعداد الاقتراح الاستثماري الذي يوجه كيفية تمويل وإدارة المشروع بشكل فعال.
باختصار، دراسة الجدوى الاقتصادية تمثل أداة حيوية لتقييم الجوانب المختلفة لمشروع صغير وتوفير خطة واضحة لتنفيذه بنجاح، مما يساعد الشباب على تحقيق أهدافهم المهنية والاقتصادية في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.